علامات الساعة
--------------------------------------------------------------------------------
العلامات الصغرى:
أ- كثرة الفتن: للحديث: ((يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا))([2]).
والوصف النبوي للفتن كقطع الليل المظلم ففي الظلام يفتقد العبد الوجهة الصائبة، ويكون العثار والسقوط والارتطام، للفرد والجماعة والأمة والعالم والجاهل، وترى من يكون نعلا لأقدام الطغاة محللا أو محرما يبيع دينه من أجل الفتات الذي يقذفه له السلطان فنسأل الله العافية.
ب- فساد الخلق: للحديث: ((إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بهاالبلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنماوالزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمه، وبرّ صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشرب الخمر،ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فليرتقبوا عندذلك ريحا حمراء أوخسفا و مسخا))([3]).
ج- فساد سياسي: أن يتولى الأمرالسفلة الخونة الأراذل للحديث: ((إذا ضاعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وكيف إضاعتها؟ قال: إذا وسّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة))([4]).
د- السعداء هم اللئام الذين لا تشغلهم إلا أنفسهم للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يكونأسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع))([5]).
هـ- أن ينسى الناس ربهم للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله))([6]).
و- شيوع الزناوهوان المرأة: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى توجد المرأة نهارا تنكح وسط الطريق لاينكر ذلك أحد فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليل، فذلك فيهممثل أبي بكر وعمر فيكم))([7]).
ز- ذهاب الصالحين: ويتمنى المؤمن الموتمخافة على دينه أن يفتن فيه للحديث: ((يقبض الصالحون الأول فالأول ويبقى حثالةكحثالة التمر والشعير لا يعبأ الله بهم شيئا))([8]). وللحديث: ((والذي نفسي بيده،لا تمر الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر، فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني مكان صاحب هذاالقبر وليس به الدّين، ما به إلا البلاء))([9]).
ح- كثرة القتل واستباحته: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل القتل))([10]).
ط- النفاق في العلائق وقطعية الأرحام: للحديث: ((إذاالناس أظهروا العلم وضيعوا العمل، وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا فيالأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم))([11]).
ي- كثرةالزلازل: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان،وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل))([12]).
ك- ظهور أدعياء للنبوة: ((لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا دجالا كلهم يزعم أنه رسول الله))([13]).
ل- ذهاب بركة الأوقات: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكونالسنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكونالساعة كالضرمة بالنار))([14]).
وأما العلامات الكبرى: فقد جاءت مجملة فيأحاديث ومفصلة في أخرى.
وأنها عشر أمارات للحديث: ((إنه لن تقوم حتى ترواقبلها عشر آيات: فذكر الدخان، والدجال والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسىبن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاث خسوفات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرةالعرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم))([15]).
وعلى هذا فالعلامات الكبرى عشر نجملها بشرح مختصر فيما يلي:
الدخان: وذلك بأن يخرج دخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس المشوي على الجمر.
الدجال:
أ- أعظم فتنة للحديث: ((ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر من الدجال))([16]).
ب- وأنه أعورللحديث: ((ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعوروأن بين عينيه مكتوب كافر))([17]).
قال ابن الأثير: وسمي الدجال بالمسيح لأن إحدى عينيه ممسوحة والدجال لأنه يلبس الحق بالباطل.
ج- أنه يدعي الألوهية للحديث: ((معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار))([18]).
د- تسخر له الجن والسماء والأرض زيادة في الفتنة للحديث: ((يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له الشيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك، فيأتي على القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم: فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم))([19]).
هـ- أن يهبه الله إمكانية القتل ودعوة المقتول إلى الاستواء فيستوي زيادة في الفتنة للحديث: ((ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائما))([20]).
و- ومكوثه في الأرض أربعون للحديث: ((قلنا: يا رسول الله وكم لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما))([21]).
ز- للنجاة منه: أن تقرأفواتح سورة الكهف للحديث: ((فمن أدركه منكم فليقرأ عليه بفواتح الكهف فإنها جواركم من فتنته))([22]).
الدابة: قال تعالى: وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون [النمل:82]. وهي دابة عظيمةورد في صفتها أقوال كثيرة، تخرج عند فساد الناس وأنها تسم الناس المؤمن والكافرفيبيض وجه المؤمن كأنه كوكب دري ويكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر فيسود وجهه فيكتب بين عينيه كافر حتى أن المؤمن يقول: يا كافرأقضِ حقي. ويقول الكافر يا مؤمن أقضِ حقي([23]).
طلوع الشمس من مغربها: للحديث: ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا))([24]).
قال ابن عمر: فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر فلا يقبل منهم ويقال: لو كان بالأمس وقال ابن عباس: والغافلون في غفلتهم إذ نادى مناد ألا إن باب التوبة قد أغلق([25]).
نزول عيسى بن مريم عليه السلام: للحديث: ((والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير ويضع الجزية))([26]).
هلاك الدجال على يد المسيح عليه السلام للحديث: ((فيطلبه حتى يدركه بباب لُدّ فيقتله))([27]).
مكوثه أربعين سنة: للحديث: ((ينزل عيسى بن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة))([28]). ((ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفن في الحجرة الشريفة فيكون قبره رابعا))([29]).
ج- يعيش الناس في خير عظيم وأمان يسع الجميع: قال ابن مسعود: يقول الرجل لغنمه ودوابه اذهبوا فارعوا وتمر الماشية بين الزروع لا تأكل منه سنبلة والحيات والعقارب لا تؤذي أحدا والسبع على أبواب الدور لا يؤذي أحدا ويأخذالرجل المد من القمح فيبذره بلا حرث فيجيء منها سبعمائة مد.
يأجوج ومأجوج: قال تعالى: حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون [الأنبياء:96].
أ- خلق من ولد آدم يعيثون في الأرض فسادا، وقد بنى عليهم ذو القرنين سدا،قال تعالى: قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجاعلى أن تجعل بيننا وبينهم سدا وما زالوا يحفرون في السد حتى يخرقونه فيخرجون إلىالناس وعيسى عليه السلام يحدث المؤمنين عن منازلهم في الجنة: ((إذ أوحى الله إلى عيسى أنه قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس))([30]).
من إفسادهم أنهم يعملون القتل في الناس بل يتحدون من في السماء للحديث: ((فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيردها الله عليهم مخضوبة دما))([31]). وذلك للفتنة والبلاء.
ب- هلاكهم بالدود يرسل إليهم للحديث: ((فيرسل عليه النغ في رقابهم وفي رواية دودا كالنغف في أعناقهم (ويكون في أنوف الإبل والغنم) فيصبحون موتى كموت نفس واحدة لا يسمع لهم حس))([32]).
ج- غسيل الأرض من جيفهم وزهمهم للحديث: ((فيهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم أي شحمهم ونتنهم أي ريحهم من الجيف فيؤذون الناس بنتنهم فيرسل الله طيرا كأعناق البخت (نوع من الإبل طوال الأعناق) فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة (أيالمرآه)))([33]).
د- البركة تعم الناس للحديث: ((ثم يقال للأرض: انبتي ثمرك، وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة (الجماعة) من الرمانة ويستظلون بقحفها))([34]).
7.خسف بالمشرق.
8.خسف بالمغرب.
9.خسف بجزيرة العرب.
ويذكر صاحب كتاب الإشاعة لأشراط الساعة أن الخسوفات قد وقعت،فالله أعلم([35]).
10. نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم: للحديث: ((ستخرج نار من حضرموت، أو من بحر حضرموت، قبل القيامة تحشر الناس، قالوا: يا رسولالله فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام))([36]).
وأما موقف المسلم منها:
أن تستشعر هول المطلع، وقرب اللقاء بجبار الأرض والسماء سبحانه، فلا تغتربالدنيا الزائلة، والجاه الزائف، والملك الهاو، فإنما هي أحلام نائم، ولابد منيقظة، فإما إلى جنة وإما إلى نار:
والله لو عاش الفتى في دهره ألفاً من الأعوام مالك أمره
متنعما فيهـا بكـل نفيسـة أبدا ولا ترد إلهـموم بباله
ما كان هذا كله في أن يفي بمبيت أول ليلـة في قبره
أن تعدّ للأمرعدته، فلا تمضي منك الساعات والأيام والسنون وأنت لاه غافل مستغرق في الترهات والسفاسف، منصرفا عن إعداد الزاد ليوم التناد، تتنازعك الأهواء، ورغبات النفس الخاطئة الأمارة بالسوء، تستهويك مجالسة الفارغين في قتل الوقت بما لا يجديك يوم الحساب والدين، فاستيقظ من رقدتك وانتبه من غفلتك، فعلامة الخوف الحق إنما هوالتبكير والتشمير للحديث: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا أن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة))([37]).
أن تكون حذرا من أن تكون مستغفلا فتدور بك الفتن، فتكون مؤيدا لفاجر استخف الدهماء بكلامه، ورفع شعارالإسلام بيد تقطر منها دماء المسلمين، وكم رأينا ممن حرم التوفيق والسداد فلم ينتفع بعمله أو كان الدرهم والدينار إلها له من دون الله فباع آخرته بدنيا غيره، ورضي بلعاعة من الدنيا لا تسمن ولا تغني من عذاب الله شيئا، والزم وصية رسول الله عندالفتن إذ يقول: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي))([38]).
منقول
لا تنسونا من دعائكم
تحياتي وتقديري
محسن العمـــــــــــــــــــــــ عاشق الجنوب ـــــــــــــــــاري