ثقافة احترام الأنظمة
ثقافة احترام النظام هي القناعة التي يجب أن تكون عند كل فرد في أي مجتمع من مجتمعات الدنيا بأن يحترم الأنظمة السارية في بلاده ذلك لأن ثقافة احترام الأنظمة تساهم مساهمة فعّالة في تجذير احترام حقوق الآخرين.
ونحن في المملكة كما في باقي دول العالم الثالث يجب أن نعترف بأننا نفتقد إلى ثقافة احترام الأنظمة والقوانين والدليل أن معظمنا يحاول دائماً أن يخالف الأنظمة السائدة وعلى مختلف مستوياتنا مع أننا نعلم تماماً بأن ما نرتكبه من أفعال مخالفة للأنظمة نستحق المحاسبة بسببها وأفضل مثال نضربه على ذلك هو المرور، فنحن في بلدنا نشهد باستمرار حوادث قاتلة يذهب ضحيتها كل عام آلاف المواطنين الأبرياء بين قتلى وجرحى ومعوقين وسبب ذلك هو عدم التزام السائقين بقوانين وأنظمة المرور، فالسائق يغير المسرب الذي يسير عليه فجأة فيتسبب بحادث مروري قاتل ونفس هذا السائق يقطع الإشارة الضوئية وهي حمراء ويتجاوز أحياناً في أماكن لا يجوز التجاوز فيها أبداً، أو يقوم بإلقاء القاذورات بالطرق فمن الشائع أن ترى بعض الشباب بعد انتهائهم من طعامهم قد قاموا بفتح نوافذ السيارة وألقوا المخلفات في الطريق كأنهم في سباق لإتلاف الطريق وليس في تنظيفه وإصلاحه وإماطة الأذى عنه. وكل ذلك يؤدي إلى المزيد من الحوادث المؤسفة.
فيجب على أرباب الأسر ألا يسلموا سيارات لمن لا يعقل من الأبناء خصوصاً أن أغلب الحوادث المرورية والمخالفات التي تقع في الطرق يكون أحد أطرافها شخصاً غير بالغ أو راشد لقيادة السيارة، ونسي رب الأسرة أن ما يفعله هذا السائق الصغير هو شريك فيه وأنه محاسب أمام ربه عما يرتكبه ذلك الصغير من أخطاء سواء كانت مرورية أو غيرها من الأخطاء. كما يجب على سائق السيارة السير باعتدال واطمئنان من غير تهور أو مزاحمة كما يجب عليه غض صوته فلا يرفع صوت المذياع أو مسجل السيارة ليسمع من في الشارع ويؤذي المارة من حوله، كما يلزمه أن يراعي غيره عند استخدام منبه السيارة فلا يستعمله إلا عند الحاجة مراعاة لشعور مستخدمي الطريق والمارة به.
ولا يختلف الحال أثناء الوقوف في الإشارات المرورية، فيجب عليه مراعاة حرمات الناس وعوراتهم لقرب السيارات بعضها من بعض، كما ينبغي الحذر من المعاكسات التي أصبحت ظاهرة مرضية ومنكراً علنياً في شوارعنا وأسواقنا.
ولترسيخ ثقافة احترام الأنظمة كافة يقترح بعض الخبراء المهتمين بثقافة احترام القانون أن تتضمن المناهج المدرسية دروساً خاصة عن ضرورة احترام الأنظمة والقوانين خصوصاً للأجيال الصغيرة من الطلاب لأن الطالب الصغير عندما يدرس هذا النوع من الدروس في مدرسته سيظل راسخاً في عقله ويصبح جزءاً من ثقافته عندما يكبر.
وهناك الآن مشروع اسمه مشروع ثقافة احترام القانون وهذا المشروع جاء بمبادرة من عدد من الإعلاميين العرب المحترفين شاركوا في ندوة حول حكم القانون عقدت في جزيرة صقلية بإيطاليا عام ٢٠٠٧ حيث جاءت برعاية مشتركة من مركز الديمقراطية والمجتمع المدني في جامعة جورج تاون ومشروع ثقافة احترام القانون.
وانطلاقاً من نجاح الندوة قررت المجموعة أن تعقد منتدى دائماً الغاية منه تدعيم الجهود الفردية والمشتركة لتعزيز حكم الأنظمة والقوانين في المجتمعات العربية.
ونتمنى أن يلقى الأمر اهتماماً داخل مجتمعنا لما له من أثر كبير على تطبيق النظام.