معركة هدية الثانية(1328ه_1910م)
(الصورة الاولى)
معركة هدية هي معركة وقعت في فجر الأربعاء 16 مارس 1910 م / 5 ربيع لاول 1328 هـ بين الكويتيين وأنصار سعدون باشا من شيوخ المنتفق، في الشمال الغربي للكويت في منطقة (طوال الظفير) أو جريبيعات الطوال، وقد انتصر سعدون باشا فيها على قوات مبارك الصباح انتصاراً سهلاً. وسببها أن جماعة من أتباع سعدون اعتدوا على قافلة لتاجر كويتي، وغضب الشيخ مبارك الصباح لهذا الاعتداء وهب لنصرته كمواطن كويتي، وقد هزم الكويتيون في هذه المعركة بحيث تركوا كل شي ونجوا بأبدانهم، وقال أحد الكويتيين (تركنا اموالنا لأبن سعدون هديه) فسميت تلك المعركه بمعركة هديه، وسميت أيضا وقعة الطوال لحدوثها في منطقه يقال لها جريبيعات الطوال.
وبعدها أراد مبارك الصباح الثأر من المنتفق، فأرسل جابر المبارك الصباح قائدا لجيش الكويت، واستطاع أن يغير على قبيلة الظفير واستولوا على كثير من الإبل
الأسباب التي أدت لحدوث معركة (هدية) عديدة، ولكنها في مجملها لا تعطي دافعاً قوياً للتقاتل بين حلفاء الأمس منها:
غزا مطني بن حلاف السعيدي من شيوخ الظفير والموالي لسعدون باشا قافلة لعثمان الراشد من تجار الكويت، وكسب منها بعض الإبل والأغنام، فطلب مبارك من سعدون إرجاع تلك المنهوبات، فلم يستجب له سعدون مما اعتبره مبارك تواطئاً مع الغازي[1].
أغار سعدون باشا نفسه على عشائر عريب دار، وهو مصطلح يُقصد به العشائر المقيمة حول مدينة الكويت، وذلك بسبب حادثة ملخصها: أن صقراً حراً يملكه نجم بن عبد الله بن منصور باشا السعدون تفلّت منه، واصطاده رجل من عريب دار يدعى (خليف النومي)، فبعث نجم من يسترد صقره لكن النومي رفض ذلك لتحدث مشاجرة قُتل رسول نجم على أثرها، والتجأ القاتل إلى جابر بن مبارك الصباح مما أغضب سعدون لامتهان رسول ابن أخيه، فغزا عريب دار في أواخر صفر 1328هـ (أواخر فبراير 1910م)، واستولى منهم على غنائم كثيرة. ويبدو أن سعدون غزا أيضاً في طريقه مجموعة من عشائر مطير التي لا علاقة لها بالحادثة مع عريب دار، ولما عاتبه جابر بن مبارك الصباح على ذلك اعتذر إليه سعدون، وذكر أنه مستعد لإعادة ما غنم إن كان للكويت ملك فيه، وبالفعل يذكر تقرير بريطاني أن سعدون أعاد نصف الغنائم التي كان قد استولى عليها من غزوة عريب دار فرضي جابر بذلك، وأرسل إلى أبيه يخبره بالأمر، فغضب الشيخ مبارك، وقال: (من أنت الذي تسامح وأنا بالوجود؟)[1].
تزعم بعض المصادر أن من أسباب معركة هدية هو ميل سعدون باشا للاتحاديين الأتراك، وقرب مبارك من حزب الحرية والائتلاف (en) الذي أسس طالب النقيب فرعه في البصرة للحد من نفوذ الاتحاديين بها حيث أوعز الاتحاديون لسعدون بالتحرش بمبارك، ولكن الوضع الذي حدثت خلاله المعركة، والشكل القبلي العام لها لا يرجّح رأياً كهذا.بعد ورود أنباء هزيمة سعدون باشا أمام قبيلة الرولة ارسل الشيخ مبارك الصباح موفده واسمه ( مطلق أبو حديدة ) منذرا ومهددا بأن مبارك الصباح سيطئ ارض المنتفق بجيشه[2]، حيث وجد أن الفرصة مواتية لهزيمة عدوه في ظل أوضاعه الصعبة. لذا فقد حشد جيشا تعداده ثمانية آلاف مقاتل، واسند قيادته لإبنه جابر، كما شارك الأمير عبد العزيز بن سعود في هذه الحملة ببعض القوات[3]. أما سعدون باشا فقد لملم جيشه القليل وتعداده 502 مقاتل فقط[4] وبادر بسرعة إلى ملاقاة عدوه قبل أن يطئوا داره، فالتقيا في جريبيعات الطوال. ويُذكر هنا أن الأمير - الملك فيما بعد - عبد العزيز آل سعود الذي شارك في معركة هدية إلى الجانب الكويتي، وكان موجوداً في المنطقة لشأن آخر مصطحباً القليل من قواته حاول أن يثني مباركاً عن عزمه على قتال سعدون قائلاً: (ليس بينك، وبين الرجل خلاف حقيقي يوجب الحرب، وإني أرى مسالمته أولى، والمسألة طفيفة، وأنا أتوسط بينكما)، فرد مبارك: (أنت ولدي، وهل يقبل الولد أن يهان أبوه)؟
وقُتل من جيش الكويت في هدية 338 رجلاً عدا الجرحى بينما قتل من الجانب الآخر (خمسة من رجال سعدون، وأربعة من الجشعم، وسبعة من الظفير منهم عبد الرحمن بن حلاف، واثنان من البدور، وقُتل ليل بن هتيمي المنديل من بني خالد) كما جُرح ثامر بن سعدون باشا وشفي بعد ذلك.
↑ أبمعركة هدية من موقع أسرة السعدون وعشائر المنتفق
^ حسين خلف الشيخ خزعل. تاريخ الكويت السياسي. بيروت 1962
^معركة هدية من موقع العبيكان
^ محمد النبهاني. التحفة النبهانية. دار احياء العلوم. بيروت 1986 ص:457
الموسوعة الكويتية المختصرة، حمد السعيدان.
تاريخ الكويت، عبد العزيز الرشيد ،صفحة 283.
(الصورة الثانية)
معركة هدية هي معركة وقعت في فجر الأربعاء 16 مارس 1910 م / 5 ربيع لاول 1328 هـ بين الكويتيين وأنصار سعدون باشا من شيوخ المنتفق، في الشمال الغربي للكويت في منطقة (طوال الظفير) أو جريبيعات الطوال، وقد انتصر سعدون باشا فيها على قوات مبارك الصباح انتصاراً سهلاً. وسببها أن جماعة من أتباع سعدون اعتدوا على قافلة لتاجر كويتي، وغضب الشيخ مبارك الصباح لهذا الاعتداء وهب لنصرته كمواطن كويتي، وقد هزم الكويتيون في هذه المعركة بحيث تركوا كل شي ونجوا بأبدانهم، وقال أحد الكويتيين (تركنا اموالنا لأبن سعدون هديه) فسميت تلك المعركه بمعركة هديه، وسميت أيضا وقعة الطوال لحدوثها في منطقه يقال لها جريبيعات الطوال.
وبعدها أراد مبارك الصباح الثأر من المنتفق، فأرسل جابر المبارك الصباح قائدا لجيش الكويت، واستطاع أن يغير على قبيلة الظفير واستولوا على كثير من الإبل
الأسباب التي أدت لحدوث معركة (هدية) عديدة، ولكنها في مجملها لا تعطي دافعاً قوياً للتقاتل بين حلفاء الأمس منها:
غزا مطني بن حلاف السعيدي من شيوخ الظفير والموالي لسعدون باشا قافلة لعثمان الراشد من تجار الكويت، وكسب منها بعض الإبل والأغنام، فطلب مبارك من سعدون إرجاع تلك المنهوبات، فلم يستجب له سعدون مما اعتبره مبارك تواطئاً مع الغازي[1].
أغار سعدون باشا نفسه على عشائر عريب دار، وهو مصطلح يُقصد به العشائر المقيمة حول مدينة الكويت، وذلك بسبب حادثة ملخصها: أن صقراً حراً يملكه نجم بن عبد الله بن منصور باشا السعدون تفلّت منه، واصطاده رجل من عريب دار يدعى (خليف النومي)، فبعث نجم من يسترد صقره لكن النومي رفض ذلك لتحدث مشاجرة قُتل رسول نجم على أثرها، والتجأ القاتل إلى جابر بن مبارك الصباح مما أغضب سعدون لامتهان رسول ابن أخيه، فغزا عريب دار في أواخر صفر 1328هـ (أواخر فبراير 1910م)، واستولى منهم على غنائم كثيرة. ويبدو أن سعدون غزا أيضاً في طريقه مجموعة من عشائر مطير التي لا علاقة لها بالحادثة مع عريب دار، ولما عاتبه جابر بن مبارك الصباح على ذلك اعتذر إليه سعدون، وذكر أنه مستعد لإعادة ما غنم إن كان للكويت ملك فيه، وبالفعل يذكر تقرير بريطاني أن سعدون أعاد نصف الغنائم التي كان قد استولى عليها من غزوة عريب دار فرضي جابر بذلك، وأرسل إلى أبيه يخبره بالأمر، فغضب الشيخ مبارك، وقال: (من أنت الذي تسامح وأنا بالوجود؟)[1].
تزعم بعض المصادر أن من أسباب معركة هدية هو ميل سعدون باشا للاتحاديين الأتراك، وقرب مبارك من حزب الحرية والائتلاف (en) الذي أسس طالب النقيب فرعه في البصرة للحد من نفوذ الاتحاديين بها حيث أوعز الاتحاديون لسعدون بالتحرش بمبارك، ولكن الوضع الذي حدثت خلاله المعركة، والشكل القبلي العام لها لا يرجّح رأياً كهذا.بعد ورود أنباء هزيمة سعدون باشا أمام قبيلة الرولة ارسل الشيخ مبارك الصباح موفده واسمه ( مطلق أبو حديدة ) منذرا ومهددا بأن مبارك الصباح سيطئ ارض المنتفق بجيشه[2]، حيث وجد أن الفرصة مواتية لهزيمة عدوه في ظل أوضاعه الصعبة. لذا فقد حشد جيشا تعداده ثمانية آلاف مقاتل، واسند قيادته لإبنه جابر، كما شارك الأمير عبد العزيز بن سعود في هذه الحملة ببعض القوات[3]. أما سعدون باشا فقد لملم جيشه القليل وتعداده 502 مقاتل فقط[4] وبادر بسرعة إلى ملاقاة عدوه قبل أن يطئوا داره، فالتقيا في جريبيعات الطوال. ويُذكر هنا أن الأمير - الملك فيما بعد - عبد العزيز آل سعود الذي شارك في معركة هدية إلى الجانب الكويتي، وكان موجوداً في المنطقة لشأن آخر مصطحباً القليل من قواته حاول أن يثني مباركاً عن عزمه على قتال سعدون قائلاً: (ليس بينك، وبين الرجل خلاف حقيقي يوجب الحرب، وإني أرى مسالمته أولى، والمسألة طفيفة، وأنا أتوسط بينكما)، فرد مبارك: (أنت ولدي، وهل يقبل الولد أن يهان أبوه)؟
وقُتل من جيش الكويت في هدية 338 رجلاً عدا الجرحى بينما قتل من الجانب الآخر (خمسة من رجال سعدون، وأربعة من الجشعم، وسبعة من الظفير منهم عبد الرحمن بن حلاف، واثنان من البدور، وقُتل ليل بن هتيمي المنديل من بني خالد) كما جُرح ثامر بن سعدون باشا وشفي بعد ذلك.
↑ أبمعركة هدية من موقع أسرة السعدون وعشائر المنتفق
^ حسين خلف الشيخ خزعل. تاريخ الكويت السياسي. بيروت 1962
^معركة هدية من موقع العبيكان
^ محمد النبهاني. التحفة النبهانية. دار احياء العلوم. بيروت 1986 ص:457
الموسوعة الكويتية المختصرة، حمد السعيدان.
تاريخ الكويت، عبد العزيز الرشيد ،صفحة 283.