ترجمة المؤرخ
الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن حمد المنقور
(١٠٦٧ ه ـ ١١٢٥ ه)
الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن حمد بن محمد المنقور ـ هكذا نسبه من خط يده ـ ، المنقوري ، التميمي نسبا ، فالمنقور نسبة إلى بطن كبير من بني سعد بن تميم أحد البطون الأربعة الكبار في قبيلة بني تميم.
وكذا نسبه : منقور بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
ومنهم مشاهير ، وأشهرهم الزعيم الكبير والصحابي الجليل قيس بن عاصم المنقري ، الذي قيل للأحنف بن قيس ممن تعلمت الحلم؟ فقال : من قيس بن عاصم.
قال الشيخ ابن عيسى : وبنو منقر منهم المناقير أهل حوطة سدير ، ومنهم صاحب المجموع أحمد بن محمد المنقور. ا ه.
ولد المترجم في بلده حوطة سدير في الثاني عشر من ربيع الأول عام ١٠٦٧ ه ونشأ فيها ، وتوفيت والدته وهو في الثانية عشرة من عمره ، وتوفي والده بعد عشر سنوات من وفاة والدته ، وقد جدّ واجتهد
٧
في طلب العلم فأخذ عن عدة علماء أشهرهم العلامة قاضي الرياض الشيخ عبد الله بن ذهلان ، الذي رحل إليه المترجم من بلده إلى الرياض خمس رحلات لأخذ العلم عنه ، حتى مهر فيه لا سيما في الفقه ، فقد أوفى في تحصيله على الغاية.
وجمع من تقارير شيخه سفرا ضخما من البحوث والتقارير والفوائد عرف بمجموع المنقور.
قال ابن حميد في طبقاته : (واجتهد مع الورع والديانة والقناعة والصبر على الفقر والعيال ، وكان يتعيش من الزراعة ويقاسي فيها الشدائد ، مع حرصه على الدروس في غير قريته ، ومهر في الفقه فقط مهارة تامة ، وصنف تصانيف حسنة). ا ه.
قلت : ويمكن أن تكون ضائقته المالية في بعض السنين ، وإلا فإنه حج ثلاث مرات ، واقتنى الرقيق والمواشي ، مما يدل على حسن حاله المادية.
وقد لازم شيخه الشيخ عبد الله بن ذهلان في مدة الرحلات الخمس التي ذكرها في تاريخه ، ونقل عنه فوائد أشار إليها في مجموعه المشهور فقال : (وبعد فهذه مسائل مفيدة وقواعد عديدة وأقوال جمة وأحكام مهمة نحفظها من كلام العلماء. وبعد الإشارة من شيخنا وقدوتنا الشيخ عبد الله بن ذهلان ، فقد كنت وقت قراءتي في الإقناع ، أسمع منه تقريرا أو تحريرا ، فإذا قمت من المجلس كتبته لئلا يختلف عليّ بعض الكلام). ا ه.
وقد حصل من شيخه عبد الله بن ذهلان على إجازة علمية أثنى فيها المجيز على المجاز ثناء عطرا.
وقال الشيخ محمد بن مانع في مقدمة منسك المترجم المطبوع :
٨
(والمصنف ـ رحمهالله ـ مشهور بالثقة ، والمشايخ النجديون يعولون على نقله ويعتمدون عليه). ا ه.
وله نبذة في التاريخ عن نجد ذكر فيها زوجاته وأبناءه وبناته ومواليدهم ، وذكر حجاته وزياراته للمسجد النبوي الشريف ، ورحلاته في طلب العلم ، وبعض زملائه في الدراسة ، وعندي أصل هذا التاريخ ، واستعاره مني بعضهم فصوّره وطبع على الصورة التي أخذت من نسختي ، والمحقق للمطبوعة هو الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر ، وليس هو الذي استعارها مني.
وكانت أول حجّة له عام ١٠٩١ ه ، ثم تتالت حجّاته.
وقد ولي قضاء بلدة الحوطة حتى مات ، ثم خلفه عليه ابنه الشيخ إبراهيم المتقدم الذكر.
١ ـ كتابه المجموع المشهور باسم ـ مجموع المنقور ـ وقد طبع باسم (الفوائد والمسائل المفيدة) ، والمطلع على هذا المجموع يأخذه العجب من كثرة ما اطلع عليه المترجم من الكتب والمجاميع والرسائل والمسائل.
٢ ـ منسك لطيف في الحج ، مطبوع في مطابع المكتب الإسلامي ، لزهير الشاويش.
٣ ـ تاريخ لنجد ، صغير ، أغلب أخباره أخبار ـ محلية ـ عن مقاطعة المؤلف سدير ، وأخباره إشارات مختصرة ، وقد ابتدأ في أخباره عام ٩٤٨ ه إلى وفاته سنة ١١٢٥ ه ، وقد حققه ونشره د. عبد العزيز الخويطر.
٩
٤ ـ قال ابن حميد : (وله جوابات سديدة عن مسائل فقهية كثيرة).
٥ ـ مكتبة كبيرة غالبها بخطه ، وقد رأيت خطه في تاريخه وهو رديء.
فائدة :
إن الأستاذ الدكتور أحمد بن عبد العزيز بن محمد البسام ، له رسالة نال بها شهادة الدكتوراه ، كان موضوعها عن حالة نجد العلمية قبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، خلص من الكلام في الشيخ المنقور بأمرين :
أحدهما : أنه يعرض لآراء العلماء في المسألة ، ثم يلخص ذلك في نقاط تساعد القارىء على فهم الموضوع وهضمه.
الثاني : أنه يتحرى إصدار الحكم في المسألة عمن قبله ، ويكتفي بالإشارة إلى الترجيح أو الميل إلى بعض الأقوال ، ولا يتسرع في حكم بات فيها.
وفاته :
توفي في بلدته (حوطة سدير) في السادس من جمادى الأولى عام ١١٢٥ ه ، وكان في الثامنة والخمسين من عمره ، وله عقب في بلاده ، وأشهر أبنائه الشيخ إبراهيم ، وله ترجمة في هذا الكتاب.
قال الشيخ محمد بن مانع : (وله ذرية فضلاء نجباء يسكنون في سدير من البلاد النجدية ، ومن أنجب من رأينا منهم الأستاذ ناصر المنقور (١) ، وأخوه عبد المحسن المنقور ، وهما من أفضل الشباب علما
__________________
(١) الأستاذ ناصر المنقور ، صار بعد هذا وزيرا ، ثم سفيرا للمملكة العربية السعودية في اليابان ، ثم نقل إلى إسبانيا ، وهو الآن سفير المملكة العربية السعودية في لندن.
١٠
وخلقا وأدبا ، وكل واحد منهما يشغل مركزا مهما في المعارف السعودية ، بارك الله فيهما).
وقد ذكر المترجم في تاريخه مولد أبنائه وترتيبهم على النحو التالي :
١ ـ محمد ، ولد في رجب عام ١٠٩٢ ه.
٢ ـ إبراهيم ، ولد في أول الحجة عام ١١٠٣ ه.
٣ ـ ابنته غالية ، ولدت في ٢٥ ذي الحجة عام ١١٠٦ ه.
٤ ـ ابنته هيفاء ، ولدت في ١٠ رمضان عام ١١١٣ ه.
٥ ـ ابنه عبد الرحمن ، ولد عام ١١١٤ ه.
٦ ـ ابنته موضي ، ولدت عام ١١١٦ ه.
كما ولد لابنه محمد ابن سماه سليمان ، وذلك عام ١١١٣ ه ، وعثمان بن محمد عام ١١١٥ ه.
***