تفاصيل مقتل القائد البطل أبو عمر السيف قائد «المجاهدين العرب» في الشيشان
أكدت عائلة القائد الميداني السعودي في الشيشان أبو عمر السيف نبأ مقتله بعد محاصرته في بيته في غروزني اثر وشاية أودت بحياته ومن معه.
وذكر احد اقارب الشيخ محمد بن عبدالله بن سيف الجابر البوعينين «انه قتل في احدى ضواحي العاصمة الشيشانية غروزني قبل نحو ثلاثة اسابيع بعد اشتباك دام ساعات عدة حيث حاصرته القوات الروسية والشيشانية المتحالفة معها في منزله بعد دخوله اليه مباشرة في محاولة لأسره على ما يبدو الا ان مقاومته المستميتة دفعت مهاجميه الى استخدام قذائف صاروخية دمرت المنزل بالكامل وقتلت من فيه», على حسب قوله.
وأكد قريب «أبو عمر» في اتصال أجرته معه «الرأي العام» ان «الشيخ استشهد كما استشهدت زوجته الشيشانية وطفله وثلاثة من افراد حرسه الخاص».
وذكر ان «الشيخ أبو عمر السيف، البالغ من العمر 37 عاماً من مواليد القصيم في وسط السعودية، ذهب الى افغانستان للإعداد والقتال في العام 1986 بعد تخرجه في الثانوية العامة ومكث فيها سنة كاملة التقى خلالها قائد المجاهدين العرب الشيخ عبدالله عزام وزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن وكبار قادة المجاهدين ثم عاد بعدها الى السعودية ليمكث شهراً قبل ان يعود الى افغانستان من جديد ويمكث فيها سنة ثانية قبل ان يعود مجدداً الى المملكة السعودية ويلتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج فيها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى».
وأضاف قريبه ان «الشيخ المجاهد أبو عمر السيف رفض تولي القضاء وفضل العمل في قطاع التدريس في المعاهد الشرعية المتوسطة وبعد صدور قرار تعيينه في العام 1996 غادر السعودية الى الشيشان وبرفقته زوجته السعودية ومعهما ابنه البكر عمر البالغ من العمر حينها سنتين وابنته اسماء ذات الشهرين في ذلك الوقت» وزاد المصدر «بعد وصوله الى الشيشان مباشرة قام قائد جيش المجاهدين في الشيشان سامر السويلم الشهير بـ «خطاب» بتوليته رئيساً للمحاكم الشرعية وتشكل حينها «مثلث قيادة المجاهدين العرب المتمثلة بـ «خطاب» الذي قتلته القوات الروسية اثر كمين في مارس من العام 2002، ونائبه «أبو الوليد الغامدي» الذي لقي حتفه على يد الروس إثر كمين أيضاً في ابريل 2004، وأبو عمر السيف الذي قضى قبل نحو ثلاثة أسابيع بالطريقة ذاتها».
وكشف المصدر ان «للشيخ أبو عمر السيف زوجة سعودية غير الشيشانية التي استشهدت معه له منها ثلاثة ابناء اصغرهم يبلغ من العمر ست سنوات ولد في الشيشان أثناء اقامتها مع زوجها هناك وقبل عودتها وأبنائها الثلاثة الى بلدتها في المملكة العربية السعودية في العام 1999».
والشيخ أبو عمر السيف كما ذكر المصدر «كان من خاصة طلبة وجلساء علامة القصيم الشيخ محمد بن صالح العثيمين، أصدر بيانات عدة يستنكر فيها العمليات التخريبية التي طالت مدناً عدة في السعودية والكويت ومصر وغيرها من بلاد المسلمين الآمنة، وكان يطالب بتنقية الجهاد مما قد يعلق به من شوائب تصرفات يقدم عليها بعض المجاهدين من قليلي العلم الشرعي مما قد يعرض الجهاد الى تشويه».
وأكد المصدر ان «الشيخ ابوعمر السيف كان يدعو كل من يجد في نفسه حب الجهاد الى الذهاب الى ساحات القتال الواضحة في العراق والشيشان وافغانستان وعدم التورط بدماء الابرياء في الدول الاسلامية الآمنة».
وتولى ابوعمر السيف قيادة حركة الجهاد للمجاهدين العرب في الشيشان بعد وفاة القائد الميداني العربي خطاب ونائبه ابوالوليد الغامدي وحمل إرثا صعبا «خصوصا انه ملم بالعلوم الشرعية اكثر منه بالفنون القتالية، لكنه مع هذا استطاع قيادة المجاهدين العرب في الشيشان الى بر الامان»، حسب قول المصدر.
ابوعمر السيف الذي اشاع اتباعه ومحبوه انه «المهدي المنتظر» ابان الحملة الاميركية على العراق وأرادوا مبايعته على السمع والطاعة، عاش اياما عصيبة حاول خلالها اقناع اتباعه بأنه ليس «محمد بن عبدالله» المنتظر لكنه تشابه اسماء، وقد شاع هذا الامر كثيرا بين المجاهدين بناء على رؤى رأوها في مناماتهم لكنه استنكر هذه الدعوة وقضى عليها في مهدها وقد تداول بعض اقاربه هذه الاشاعة وسعوا الى تأكيدها - حسب ما قال المصدر.
وللشيخ ابوعمر السيف خمسة اشقاء، اثنان منهم اكبر منه سنا هما مبارك وابراهيم ويعملان في الهيئة الملكية في منطقة الجبيل الصناعية شرق المملكة العربية السعودية وثلاثة اصغر منه هم على التوالي فيصل، بدر، وعلي، كما أن له 6 شقيقات, اما والده فقد توفي اثناء دراسته الجامعية ووالدته ما زالت على قيد الحياة حيث تعيش مع ابنائها في منطقة الجبيل التي انتقلت اليها الاسرة بأكملها بعد تركهم القصيم بحثا عن الرزق.
.