النصيب - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. أقسام ( دغــش الــبـطــي) الأدبـيـة .::: > :: قسم القـــصص والروايـــات ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-2007, 10:50 PM   #1
 
إحصائية العضو







ريميه غير متصل

وسام الدواسر الذهبي: للأعضاء المميزين والنشيطين - السبب: لنشاطها الملحوظ ومشاركاتها المميزه بالموقعوسام مصمم الدواسر: يهدى هذا الوسام لمن يستحق أن يطلق عليه
: 2

ريميه is on a distinguished road


افتراضي النصيب







تفرض علينا أقدارنا في بعض شؤوننا المهمة في حياتنا حالات نأباها لكننا نستسلم لها بفعل ظروف

مستبدة ,استبداد الريح بورقة وقعت من كتاب حكمة, وأنى لها أن تدري صيرها?

أفي أيد أمينة تحفظها و تصونها من التلف? أم في يد جاهلة تمسح بها غبار زجاجها وترميها? غير

عابئة بما فيها من حروف مضيئة ...‏

هكذا قلت لها: بعد أن عرفت معاناتها ,وأنا أعالجها في المشفى الذي أعمل به كطبيبة مناوبة, جلست

قربها على السرير وصرت ألاطفها هي وابنها بعد أن قدمت لها الاسعافات الضرورية,حتى استفاقت من

غيبوبتها ...عندما سألتها عن زوجها ,وعن غيابه عنها في حالتها هذه بكت آخذة ابنها إلى

صدرها ,كأنها تريد إرجاعه إلى أحشائها لكي لا تطاله يد الفراق‏

قالت لاأعرف من أين جاء ,ذاك الذي يسمونه (النصيب) أم الزوج الذي يفرضه هذا (النصيب) الأعمى,

ولم أدر إن كان يحمل لي السعادة الدائمة كما قيل حين طلبني للزواج :أم السعادة التي تضيء

وتنطفىءمثلما ينطفئ وميض البرق ..?‏

هو رجل غني سبق أن تزوج وفشل زواجه بعد أن أثمر ثلاثة أولاد‏

قبلت به بعد أن اجتهد والدي يقنعني,بأن هذا الزوج هو الشعلة التي تبدد كل ظلام,وربما تصل إلى ظلمة

القبر, مما سيأتيني من رعاية أولاده.... لم يكن الفارس الذي حلمت به والذي طالما حملني على حصانه

الأبيض, وطار بي إلى جنة الحب ,لأعيش معه كل ألوان العشق,وأغرس بذور السعادة التي جمعتها في

كؤوس أحلامي لتزهر فواحة لاينقطع عبيرها على امتداد العمر..‏

لكن والدي أصدر قراراً بأن هذا هو فارس الأحلام لكل فتاة..‏

ولاأعرف كيف قبلت به وأنا المتعلمة وأحمل شهادة.... ربما خوفاً من غضب هذا الوالد الذي رأى

سعادتي مع هذا الرجل الثري...?‏

وربما لحنان شعرت به اتجاه أولاده الذين حرمهم »نصيبهم« من والدتهم‏

كان يوم الزفاف ,التف حولي الأهل مودعين, و مهنئين مباركين زواجي‏

أخذ أبي بيدي ووضعها بيد زوجي ,وهمس في أذنه,وتناهى إلى سمعي ما قاله:إنها أمانة في

عنقك ,ونظر نحوي و قال لي مبروك يا ابنتي ,كانت الغصة تحشرج صوته و الدمعة عصية في مقلتيه‏

وأي أب لا يشعر بهذه الغصه ,وهذا الشعور, وقد فصله القدر عن ابنته, التي لاعبها طفلة ورافقها

أعواماً حتى غدت فتاة ناضجة بعمر الورد لوحت بيدي مودعة أحبائي ومضى بي زوجي إلى حياتي

الجديدة ومضت أيام العرس و انقضت ليالي الأفراح ,ورحلت مثلما ترحل الطيور في الخريف كان

الصراع مستمراً مع أبنائه الذين كانوا يضعون أقدامهم على بداية طريق الشباب تاركين الطفولة

ممزقة بالحنين إلى والدتهم,كنت أحاول أن أحنو عليهم ,وكانو ا يأبون حناني‏

حتى خدماتي كانوا يقبلون بها كارهين كانت نظراتهم الرافضة, و الحاقدة تلاحقني كأفعى تريد غرس

أنيابها في صدري ,وعندما كنت أشكو لزوجي تصرفاتهم السيئة معي, كان يجيب و بتعال مقرف:‏

لاشأن لك بهم ...لم آت بك إلا خادمة لهم‏

كم فكرت بالهروب من تعاستي ,لكن ما جعلني أقاوم هذه الفكرة وأتشبث بالبقاء هو ذاك الجنين الذي بدأ

يتحرك في أحشائي,والذي كثيراً ما أحسست به يصرخ مستغيثاً‏

أمي دعيني أولد في أسرة بين أخوة ووالدين..‏

لماذا أولد و أنا مهدد بالضياع بعيداً عنك, أو عن والدي وأشقائي?‏

وضعت طفلي..غمرتني السعادة بمرآه... بكنها سعادة لم تدم فالمشكلة مازالت قائمة, وفكرة الانفصال و

الهروب مازالت تراودني لكن ما ذ نب هذا الطفل البريء لكي يعيش بعيداً عني , أو عن والده‏

تحملت من أجله الكثير وحاولت جاهدة أن أبقى في كنف الأسرة ولكن المعاناة أجهضت محاولاتي‏

انفصلت عن زوجي, وعدت أحمل طفلي إلى الأهل, الذين رأوا في مجرمة بحق نفسي وحق طفلي

متناسين أن اختيارهم كان السبب في شقائي و تعاستي ..وعندما واجهت والدي بتلك الحقيقة أجابني:

إنه » النصيب« هذا نصيبك, وكان يجب أن تقبلي به وإن لم تعودي إلى زوجك فلن أسمح لك بالعيش

معنا‏

تركت الأهل و عشت مع طفلي في بيت صغير كل أثاثه حبي لطفلي و حلمي به أن أراه رجلاً‏

ولم أعد أفكر بشيء سوى ابني,وعملي بعد أن صرت أعمل مدرسة خصوصية لأقدم لحياتنا أنا و ابني

ما يضمن كرامتنا ,لكن السعادة رفضت أن تقطن معنا في بيتنا الصغير فقد تسلل المرض إلى جسدي

دون أن أشعر به‏

الطفل يكبر و يسأل عن والده الذي فارقه وهو على قيد الحياة, والمرض نال مني وأخذ يفتك بجسدي

يوقظني من نومي ليعذب الجسد الباقي ويقضي على روحي التعسة‏

أسعفني بعض الجيران إلى المشفى بعد أن أحسست بألم لايحتمل في رأسي, وظننت أن الموت سيأخذني

أخذني بعيداً عن ابني ويتركه بلا راع و لامؤونة‏

مددت يدي أتمسك به لم تتطاله يدي ...بكيت...بكيت ...بكيت حتى بلل الدمع وسادتي ورحت في غيبوبة لم

أستفق منها إلا و أنا في هذا المشفى‏

كانت تحكي و كنت أستمع و كانت الدموع لغة ثانية مشتركة بيني وبينها, وأنا التي أعرف مرضها

الشرس وهي لاتعرف ...وصرت أفكر بالقدر وب¯»النصيب« هل هو فعلاً حكم مبرم أم في اليد حيلة

للنقض

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 28-02-2007, 03:15 PM   #3
 
إحصائية العضو







افتراضي رد: النصيب

بارك الله فيك وعساك على القوه على الطرح الراقي

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النسخة الأصلية لمخطوط طبقات الخواص أهل الصدق والإخلاص بجامعة الملك سعود الشريف الزيلعي :: القسم الـتاريخــي الــعام :: 2 12-01-2011 01:43 PM
النسخة النهائية من الماسنجر 2011 هايم :: قسم الـكمبيوتــر والاتصـالات والتصاميم والجرافكس :: 5 13-11-2010 08:38 PM
برنامج الآذان 2010 الإصدار الأخير النسخة المتقدمة domokh :: قسم الـكمبيوتــر والاتصـالات والتصاميم والجرافكس :: 4 12-10-2010 01:25 AM
الوصية السادسة تومري :: القسم الإسلامـــي :: 12 30-08-2010 07:50 PM
الوصية الحادية عشر تومري :: القسم الإسلامـــي :: 9 29-08-2010 10:45 PM

 


الساعة الآن 12:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---