عندما تستيقظ في الصباح قد لا تلقي بالاً لأحلام الليلة الفائتة سواء كانت مزعجة أو سعيدة استنادا منك إلى أن الحلم انتهى بنهاية النوم ولكن هناك من يحاول البحث في ثنايا حلمه عن إشارة قد تدل على مستقبله بالبحث عن تفسير هذا الحلم لدى المفسرين حرصاً منه على فهم الإشارة وقراءة المستقبل من خلال المنامات (أو أحلام النوم).
الشيخ إبراهيم الحازمي مفسر أحلام يتلقى في اليوم الواحد أكثر من ثلاثمائة اتصال تتعلق بتفسير الأحلام حتى انه من كثرة ما يرده من اتصالات يتجنب الرد في كثير من الأحيان بسبب هذا الضغط الهائل من المكالمات يقول الشيخ ان الناس هذه الأيام أكثر حرصاً على تفسير أحلامهم من السابق كما أن النساء أكثر حرصاً من الرجال في مسألة معرفة إشارات الأحلام فهن بما يمتلكنه من رهافة حس أو ربما لوقوعهن فريسة للهموم والتخيلات يحرصن أكثر على فهم إشارات هذه الأحلام.
صدر للشيخ الحازمي في هذا المجال أربعة كتب كلها تدور حول تفسير الأحلام وله كتابان تحت الطبع في نفس السياق ويقول: من خلال تجربتي في تفسير الأحلام هذا المجال يعتمد على الفراسة والخبرة في مسألة تعبير الرؤيا وفهم الإشارة التي قد تكون خفية لا يفهمها إلا أصحاب الخبرة وقد تكون ظاهرة وبينة يفهمها من لديه إلمام بقواعد تفسير الأحلام التي يجب الا يتجاوزها المفسر وهي الكتاب والسنة والأمثال واللغة فكما يقول الشيخ قد يكون للحلم مدلول لفظي فيما يتعلق بالتفسير وقد يكون له مدلول معنوي اي بمعنى ما رآه صاحبه في المنام.
والمفسر لكي يفهم إشارة المنام فهماً صحيحاً يسأل صاحب الحلم بعض الأسئلة الشخصية كما يقول الحازمي وذلك بهدف الوصول إلى ربط الإشارة بالحالة الآنية أو بالسياق الذي وردت فيه، ويضيف الحازمي هذه الأسئلة التي يحرص مفسر الأحلام على سؤالها تعطيه رؤية أشمل ومعرفة أدق بخفايا الحلم لكي يعرف هل هذا الحلم إشارة ما أو مجرد تهيؤ نفسي مكبوت تم التعبير عنه أثناء النوم، ويشير الحازمي إلى أن كثيرا من الأحلام التي ترد إليه أو يطلب منه تفسيرها إنما هي حديث نفس وردت في الحلم من جراء كثرة التفكير في هذا الشيء أو ذاك أي أنها تندرج تحت مفهوم التهيؤ النفسي.
ويضيف الشيخ الحازمي (قد تتشابه الأحلام بين الناس ولكن التفسير قد يختلف من شخص لآخر فمثلاً قد يرى شخص ما في منامه العسل فإذا عرفت أحوال هذا الشخص قد يكون تفسير وجود العسل بالزواج مثلاً كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (حتى تذوقين عسيلته ويذوق عسيلت) أو قد يفسر بالحصول على عمل قريباً إذا كان هذا الشخص في معرض البحث عن العمل) كما أن الإشارة في بعض الأحيان قد تكون من الوضوح بحيث إنها لا تحتاج إلى تفسير حيث يقول الشيخ (في إحدى المرات اتصل علي شخص من الخرج وقال انه رأى في المنام أن أولاده صغار الحجم بدرجة كبيرة جداً فقلت له اذهب وانظر حال أولادك الآن ثم عد واتصل بي فوجد أولاده في حالة مزرية فقد افترق هو وأمهم وتزوجت أمهم ولم يعد أحد يهتم بهم قلت له بعد أن اتصل كيف وجدت أولادك؟ وعندما أخبرني بحالهم قلت له هذا هو تفسير حلمك ) ويذكر الشيخ أن هناك بعض الأحلام تكون كما هي فقد يرى النائم رؤيا قد تحدث كما هي كما يحدث ذلك مع كثير من الناس.
وللمتخوفين من تفسير الأحلام يقول الشيخ (ان الحديث الذي يقول ان الرؤيا على جناح طائر إذا فسرت وقعت حديث في سنده إشكال ولا يقع إلا التفسير الصحيح كما في قصة نبي الله يوسف عليه السلام وعزيز مصر ففسرت رؤيا العزيز على أنها أضغاث أحلام وفسرها يوسف عليه السلام فوقع التفسير الصحيح).
وعن ما يواجهه المفسر إذا رأى أن تفسير الرؤيا ينطوي على أخبار سيئة يقول الشيخ الحازمي (أولاً أبحث في الرؤيا عن اي اشارة تدل على خبر مفرح له كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم (إذا عبرتم الرؤيا للمؤمن فلا تعبروها إلا بخير) وإذا لم أجد أي إشارة في المنام أقول لصاحب الرؤيا كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم (خير لنا وشر على أعدائنا) ثم أقول له انه لا يقع إلا ما قدر الله وان عادت لك هذه الرؤيا فاستعذ بالله وانفث عن يمينك ثلاث مرات).