الـثـبـات حتى الممـات
قال تعالى: ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ).قال السعدي: أي: الموت أي: استمر في جميع الأوقات على التقرب إلى اللـه بأنواع العبادات، فامتثل صلى اللـه عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل دائبا في العبادة، حتى أتاه اليقين من ربه صلى اللـه عليه وسلم تسليما كثيرا.
· الثبات على دين اللـه مطلب أساسي لكل مسلم صادق يريد سلوك الصراط المستقيم بعزيمة ورشد، خصوصا في هذا الزمن الذي كثرت فيه المغريات والشهوات والفتن.
· وسـائـل الثبـات:
1- الإقبال على القرآن:القرآن العظيم وسيلة الثبات الأولى، وهو حبل اللـه المتين، والنور المبين، من تمسك به عصمه اللـه، ومن اتبعه أنجاه اللـه، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم.
2- التزام شرع اللـه تعالى، والعمل به:
- قال اللـه تعالى: ( يُثَبِّتُ اللـه الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللـه الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللـه مَا يَشَاء ) .
- قال قتادة: أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وفي الآخرة في القبر.
3- الـدعـاء:من صفات عباد اللـه المؤمنين أنهم يتوجهون إلى اللـه بالدعاء أن يثبتهم: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا). فكان رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم يكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) رواه الترمذي.
4- ذكـر اللـه تعـالى:تأمل في هذا الاقتران بين الأمرين في قوله عز وجل: ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا اللـه كثيرا لعلكم تفلحون ).
فجعله من أعظم ما يعين على الثبات في الجهاد.
5- البيئة الصالحة وتهيئة الأجواء الإيمانية: والبحث عن الصالحين ، والالتفاف حولهم خير معين على الثبات على الدين.
· الفرق بين خاتمتين:
- أما أهل الكفر والفجور فإنهم يحرمون الثبات في أشد الأوقات كربة فلا يستطيعون التلفظ بالشهادة عند الموت.
- صور من سوء الخاتمة:
- قيل لرجل عند موته: قل لا إله إلا اللـه فجعل يحرك رأسه يمينا وشمالا يرفض قولها.
- وآخر يقول عند موته: هذه قطعة جيدة، هذه مشتراها رخيص.
- وثالث يذكر أسماء قطع الشطرنج.
- ورابع يدندن بألحان أو كلمات أغنية، أو ذكر معشوق.
ذلك لأن مثل هذه الأمور أشغلتهم عن ذكر اللـه في الدنيا.
- أما أهل الصلاح والدين فإن اللـه يوفقهم للثبات عند الممات، ويحسن خاتمتهم.
- من علامة حسن الخاتمة: النطق بالشهادتين،وقد يرى تهلل الوجه أو طيب رائحة ونوع استبشار عند خروج أرواحهم.