الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية في حديث لـ(الجزيرة):
القوات الجوية وصلت إلى مراحل متقدمة وهذا التدريب ليس له علاقة بما يجري في محيطنا
كتب عوض مانع القحطاني:
تشارك القوات الجوية الملكية السعودية خلال الفترة من 9-30 من شهر شوال الحالي في تمرين الدرع الأخضر (2) الذي يأتي مكملاً لسابقه الذي انعقد في عام 1428هـ مع القوات الجوية الفرنسية، وسيقام هذا التمرين في قاعدة ديجون الفرنسية، وستشارك في هذا التمرين طائرات سعودية مقاتلة من طراز (F15)، كما سيشهد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، فعاليات هذا التمرين ويحضر ختامه. وفي مقابلة خاصة مع سموه، أوضح سمو الأمير خالد أن عمر القوات الجوية السعودية (88) عاماً، وأن الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أدرك أهمية أن تكون للمملكة قوات جوية رادعة؛ فتعاقد على شراء طائرات، وجلب المدربين؛ ليقوموا بتدريب المواطنين في مطار الحوية بالطائف. وأوضح سموه أن القوات الجوية وصلت إلى مراحل متقدمة في التدريب، وأشار إلى أن هذا التدريب ليس له علاقة بما يجري في محيطنا، وأن القوات الجوية لديها برامج عمل متواصلة، وقد شاركت في تدريبات دولية كثيرة، سواء داخل المملكة أو خارجها، ومن ضمنها قوات دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وباكستان، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا. وأشار إلى أن هدفنا واضح وهو رفع الكفاءة القتالية من خلال التدريب، وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت مع سموه.
* سمو الأمير ما هو الدور المطلوب من القوات الجوية لخدمة بلادنا؟
- دور القوات الجوية معروف، ومنسوبو القوات الجوية الملكية السعودية يعرفونه تماماً، بل هم تربوا عليه من أول يوم لهم في مقاعدهم الدراسية، سواء في الكليات أو المعاهد والمدارس الخاصة بالقوات الجوية، ولكن لتعريف القارئ العزيز أقول إن القوات الجوية الملكية السعودية هي إحدى القوات الأربعة التابعة لوزارة الدفاع والطيران والمفتشية العامة، والتي أنيط بها مهمة الدفاع عن مقدسات وأراضي ومقدرات المملكة العربية السعودية، بالاشتراك مع شقيقاتها القوات البرية، القوات البحرية، قوات الدفاع الجوي. وتنحصر مهمة القوات الجوية في توفير القوة الجوية اللازمة للدفاع عن أجواء المملكة وحمايتها من أي اعتداء، والمساهمة مع أفراد القوات المسلحة الأخرى في توطيد حرية وأمن واستقرار وسلامة المملكة؛ وبالتالي تنظيم وتدريب وإعداد الوحدات للاستمرار في حالات الدفاع والتعرض وعمليات القتال الجوية الضرورية لهزيمة قوات العدو؛ نظراً إلى ما تتمتع به من المرونة الفائقة في الحركة وسهولة المراوغة والقدرة على التدخل السريع؛ مما يؤهلها للقيام بمهمات عديدة للدفاع عن المنطقة المحرمة ضد أي هجوم جوي وتوفير الاستطلاع التكتيكي، والقيام بعمليات تكتيكية واستراتيجية ضمن أهداف العدو المختارة، والسيطرة على الأجواء المهمة، وكذلك القيام بعمليات الإسناد بالإمدادات للقوات البرية ومن ثم القيام بعمليات البحث والإنقاذ في السلم والحرب، وإخلاء الجرحى عن طريق الجو، ونقل القوات المحمولة جواً، وتموينها إلى منطقة الهدف، بطريقة مباشرة وسريعة ومجال أقرب؛ مما ينتج عنه في النهاية مضاعفة طاقة وحركة الحرب.
وبناء على هذه المهمة، يكون التدريب.
* طالما تطرقتم سموكم للتدريب، كيف يتم التدريب على هذه المهام المتشعبة؟
- ولله الحمد والمنة القوات الجوية الملكية السعودية كغيرها من أفرع القوات المسلحة، لديها سجل مشرف، وهدف واضح، وبرنامج عمل محدد؛ إذاً طالما وضح الهدف وتحددت المهمة؛ فالتدريب يتم، والتدريب في القوات الجوية يتم على مراحل متعددة، منها ما هو أولي في كلية الملك فيصل الجوية بالنسبة للضباط، وفي معهد الدراسات الفنية لضباط الصف والفنيين، وبعد ذلك تأتي الدورات التي تنفذ أثناء الخدمة، وهي متطلبات تأهيلية إلزامية، ناهيك عن التدريب على رأس العمل.
* وما هو هذا التدريب الذي يتم على رأس العمل؟
- أي جيش في العالم، وليس في المملكة فقط، يعمل قادته وأفراده على مدار الساعة، ولا يعني وجود حالات السلم، بأن الجيش لا يتدرب بل إن هناك تدريبات كل يوم، وبالنسبة للقوات الجوية، فنحن لدينا كل ساعة حالة حرب افتراضية، يتم من خلالها اختبار كفاءة الطيار في طائرته، والفني الذي يدفع بالطائرة إلى عنان السماء.
* سمو الأمير.. لماذا يتم هذا التمرين في هذا الوقت بالذات؟ وهل له علاقة بما يجري حولنا؟
- دعني أقول لك إنني كنت متوقعاً لهذا السؤال؛ لأنني أسأل عنه في ختام كل تمرين، سواء داخل المملكة أو خارجها، ودعني أوضح لك أن وجودنا في منطقة ملتهبة من كل الجهات ووجود الصراعات والمناوشات وحروب التصريحات حولنا جعلت لدى الإعلام هاجساً بأن أي تمرين نعلن عنه هو ردة فعل لشيء ما.
ومن هنا أقول لك: لا يوجد في قاموس القوات السعودية المسلحة تمارين أو تدريبات نتيجة ردات أفعال، وإنما هناك مناورات وتدريبات لكافة القوات الأربع مجدولة وفق برنامج سنوي طوال العام التدريبي، وأذهب معك أبعد من ذلك بأن الكثير من التدريبات تتم في أوقات الإجازات الرسمية، ولكن نحن مرتبطون ببرامج عمل واتفاقيات مشتركة؛ فمثلاً هذا التمرين الذي يتم في قاعدة ديجون شرق فرنسا قد تم الإعداد له منذ وقت مبكر، صحيح أنه بدأ يوم 9 شوال وسيستمر أسبوعين ولكن هناك فرق عمل أرضية غادرت قبل هذا الوقت، كما أن هذا التمرين الدرع الأخضر (2) هو امتداد للتمرين الأول الذي تم على الأراضي السعودية في عام 2007م حيث شاركت فيه القوات الجوية الفرنسية مع صديقتها السعودية بطائرات الأيواكس وطائرات الرافال، والميراج 2000 المقاتلة في ذلك الحين، إضافة إلى طائرات الكركال المروحية ذات المهام التكتيكية ومهام البحث والإنقاذ، وقد خرجت منه القوتان الجويتان السعودية والفرنسية بخبرات تكتيكية جديدة.
* هل تحدثنا سمو الأمير عن حجم المشاركة السعودية في هذا التمرين؟
- هذا التمرين انطلقت له طائرات القوات الجوية الملكية السعودية من قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، وقطعت مسافة 4300كلم في رحلة استغرقت 6 ساعات، واضعين أمام أعيننا تحقيق الهدف من تبادل الخبرات من خلال العمليات القتالية المختلطة؛ فسلاح الجو الفرنسي سلاح عريق والقوات الجوية الملكية السعودية تملك إمكانات عالية جداً وتتضمن فعاليات الدرع الأخضر (2) التدريب على مهام قتالية دفاعية مشتركة ومهام هجومية ضد البعض، كما ستغطي مجال الاستكشاف والاستخبارات التكتيكية مع التركيز على بيئة الحرب الإلكترونية.وستشارك من الجانب السعودي (6) طائرات قتالية من طراز إف 15 سي - دي، و(3) طائرات مزودة بالوقود في الجو، و(11) طائرة C130 للخدمات مع كامل طواقمها في مجالات المساندة الأرضية، والدعم الفني، وخدمات صيانة الطائرات. وللمعلومية فإن كافة الطواقم المشاركة في هذا التمرين وفي غيره هي سعودية 100 في المئة.
* سمو الأمير.. لماذا هذا التمرين مع القوات الجوية الفرنسية ولم يكن مع قوات أخرى؟
- للقوات الجوية الملكية السعودية سجل حافل ومشرف جداً في تنفيذ التمارين الجوية خارج المملكة وداخلها مع القوات الشقيقة والصديقة، كما أن لديها التوجيهات الواضحة من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية واهتمام ومتابعة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو نائبه بالعمل على الرفع من الكفاءة القتالية، من خلال برامج تدريبية جادة وطموحة حققت من خلالها مراكز متقدمة في مجالات عدة، منها: العمليات القتالية، وعمليات الإسناد الجوي وعمليات الصيانة، وعمليات التزود بالوقود وغيرها الكثير من التخصصات العاملة بالقوات الجوية.
* أفهم من هذه الإجابة أنكم شاركتم مع دول أخرى؟
- بالطبع؛ فهناك التدريبات المشتركة مع أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي وهذه تتم بصفة دورية وتبادلية، كما أن هناك سلسلة تمارين (فيصل) مع أشقائنا بجمهورية مصر العربية، وكذا مع جمهورية باكستان الإسلامية والمسمى (تمرين الصقور) وأيضاً تمرين العلم الأخضر والذي تم مع القوات الجوية البريطانية، كما أن هناك عدة مشاركات تمت تحت مسمى العلم الأحمر في أمريكا والذي يعد من التحديات القوية لرجال القوات الجوية السعودية.
* وماذا حققتم من هذه التمارين وإلى أي مدى تتطلعون؟
- دعني أقول لك بصراحة إنه في نهاية كل تمرين هناك فرق عمل مهمتها تقييم التجربة لرصد السلبيات والإيجابيات وهنا نقوم بمساعدة رجال القوات الجوية على تلافي السلبيات كما نحثهم على تطوير الإيجابيات، وقد حققنا من خلال ذلك الكثير الكثير، سواء من ناحية الاستعداد القتالي، أو تعزيز ثقة الجندي السعودي بمعدته التي بين يديه أو الرفع من الكفاءة القتالية للطيار، وكذا زيادة خبرات رجال المساندة الأرضية والدعم الفني نتيجة الاحتكاك مع خبرات أخرى على أرض الميدان.أما إلى ماذا نتطلع، فأقول لك إننا منذ زمن طويل نتطلع للمنافسة، وقد حققناها، بفضل من الله، ونحن الآن نعمل على المحافظة على ما وصلنا إليه، وتطويره؛ ليكون رجال القوات الجوية الملكية السعودية أكثر كفاءة من غيرهم.
* سؤالي الأخير سمو الأمير.. هل أنت راض بما تحقق؟
- الحمد لله والشكر أولاً وأخيراً على ما حققناه، ولكن الطموح لا يحده شيء، ولو قلت لك (راض) فقد جانبت الحقيقة؛ لأن الكمال لله - سبحانه وتعالى -، ومعنى الرضا أننا وصلنا إلى مرحلة لا نبحث عن أحسن منها، وهذا ليس في منطقنا، نحن نبحث يومياً عن الجديد ورجال القوات الجوية - كما قلت لك - يعملون دائماً على تلافي السلبيات وتطوير الإيجابيات. وبهذه المناسبة فإنني أرفع خالص التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، ولسمو ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على ما وصل إليه رجال القوات الجوية الملكية السعودية من احترافية وإتقان لكل ما يوكل إليهم من مهام تقتضيها حالات رفع درجات الاستعداد القتالي؛ إذ إنه بدون التدريب والتمارين التعبوية لن يتمكن القادة من التعرف على نقاط الضعف والقوة، والله ولي التوفيق.
لكامل اللقاء http://www.al-jazirah.com/208854/jo1d.htm
12-10-2009, 01:33 PM
الأمير خالد بن سلطان: القوات الجوية وصلت إلى مراحل متقدمة وهذا التدريب ليس له علاقة بما يجري في محيطنا
العرض العادي
