تاريخ العربية السعودية - فاسيلييف - الفصل السادس
الفصل السادس: من سقوط الدرعية حتى جلاء المصريين عن الجزيرة العربية (1818-1840)
بعث سلطة السعوديين في عهد تركي
بعد أن وفق تركي في الهرب من المصريين عام 1820 ظل متخفيا طوال عدة سنوات ، في المناطق الجنوبية على مايبدو ، ولكنه ظهر من جديد على مسرح الأحداث في نجد في آيار (مايو) أو حزيران (يونيو) 1823 ، حيث يشير ابن بشر إلى عمليات فصيله الصغير في الحلوة . ووجد تركي حلفاء وأنصارا له من بينهم سويد حاكم مدينة جلاجل في سدير . ووصلت مع سويد فصائل من بعض المناطق الأخرى . فتشجع تركي وقام بغزوة على مدينتي منفوحة والرياض المتواجدتين قرب بعضها البعض وفيهما حاميات مصرية من 600 شخص . ولم تكن جميع المناطق بعد تؤد الأمير تركي . وعلى أية حال فإن ابن بشر ذكر أن ثرمداء وحريملا والخرج تعاديه وأن قسما كبيرا من واحات الوشم وسدير فضل الانتظار .
وفي تلك الأثناء بدأت في اقصيم انتفاضة شاملة ضد المصريين سببها الأتاوات والابتزاز من جانب حسن بك . واضطر المصريون على الجلاء إلى الحجاز وتركوا حاميتين في الرياض ومنفوحة فقط . وانتهز تركي فرصة ضعف المواقع المصرية في نجد في عامي 1823-1824 فوسع نفوذج في المنطقة المحيطة بالرياض ومنفوحة وعزل الحاميتين المصريتين وأخضع سدير والمجمعة والوشم . وفي أواخر تموز (يوليو) 1824 شدد تركي الضغط على الرياض وثرمداء والخرج . وأجليت الحامية المصرية من منفوحة . وبعد عدة شهور من الحصار سقطت الرياض على يد تركي وتم جلاء المصريين من الحجاز وأعلنت بعض مناطق القصيمن عن اعترافها بحكم تركي . وتم تطهير أواسط نجد كلها من المحتلين .
استمر حكم تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود من عام 1813 ، عندما بدأ يحتل نجد ، حتى مقتله في عام 1834 . ويرى الكثيرون من المؤرخين أن تركي هو مؤسس الدولة السعودية الثانية لأنه كان يحكم بصورة مستقلة رغم اعترافه بسلطة الإمبراطورية العثمانية شكليا والمصريين فعليا . ولكنه لايمكن الكلام عن الاستقلال الحقيقي للإمارة الجديدة إلا بعد جلاء المصريين نهائيا من الجزيرة العربية عام 1840 . كان الأئمة السابقون يتحدرون من عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، في حين أن تركي وجميع الحكام اللاحقين ، بمن فيهم الملك الحالي فهد وهو من سلالة تركي كانواي تحدرون من عبدالهه بن محمد بن سعود . وفي أواخر عام 1824 استقر تركي في الرياض التي ظلت عاصمة لنجد ثم للعربية السعودية بأسرها حتى اليوم . وبدأ إنشاء المسجد والقصر والتحصينات وفي نيسان (إبريل) – أيار (مايو) 1825 توجه أمير الرياض إلى منطقة الخرج وأخضعها بعد عدة معارك