المهلب بن أبي صفرة الدوسري العتكي الازدي
المهلّب بن أبي صفرة الأزدي من أهم ولاة الأمويين على خراسان. عينه الحجاج عاملا على خراسان عام (78هـ - 697م) وقام بفتوح واسعة فيما وراء بلاد النهر فقد قاد المهلب حملة أستولى من خلالها على اقليم "الصغد" و غزا "خوارزم" وافتتح "جرجان" و " طبرستان"بذلك فرض سيطرة الدولة الأموية على أراض كثيرة فيما وراء النهر وكــان لها أكبر الأثر في إثراء الحضارة الإسلامية ، وقد برز في تلك المناطق علماء و مفكرون عظام أمثال الخوارزمي و البخاري.... وتنسب وجبة المهلبية اليه حيث قال الحجاج له في تعجب يا ابن ابي صفرة من فتوحات الارض ونشر الاسلام إلى فتوحات الشهية بوجبة المهلبية ثم اتبعها بضحكة مدوية(11).
هو المهلب بن أبى صفرة الأزدي [8هـ/ 82هـ] وكنيته أبو سعيد. وعن يحيى بن معين أنه قال المهلب بن أبى صفرة هو مهلب بن ظالم بن سارق. وجاء في طبقات ابن سعد أن المهلب كان من التابعين وقد ولد عام الفتح الذي كان السنه الثامنة من الهجرة
نسبه
المهلب بن أبي صفرة (ظالم) بن سراق بن صحيح بن كندة بن عمرو بن وائل بن الحارب بن العتك بن الأسد بن عمران بن عمرو (مزبقياء) بن عأمر الملطوم (ماء السماء) بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوف بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان الازدي القحطاني .
أهم ملامح شخصيته
كان المهلب بن أبي صفرة يتمتع بكثير من الصفات الحميدة، والتي لا تتوفر في كثير من الرجال. 1- الشجاعة والقدرة الفائقة على القتال وإدارة المعارك بكفائة منقطعة النظير فهو الذى مهد لفتح السند ومدينة خجندة على نهر سيحون بينها وبين سمرقند عشرة أيام وهو الذى استعاد منطقة الختل وقد ظل يحارب الخوارج طيلة تسعة عشر سنة ولم يقضى على شوكتهم غيره
الكرم
فقد كان من أكرم أهل زمانه والأمثلة على ذلك كثيره منه، أنه أقبل يوما من احدى غزواته فتلقته ‘امرأة فقالت له:أيها الأمير إنى نذرت إن أنت أقبلت سالما أن أصوم شهرا وتهب لى جارية وألف درهم فضحك المهلب وقال:قد وفينا نذرك فلا تعودى لمثلها فليس كل أحد يفى لك به.
ووقف له رجل فقال:أريد منك حويجه -تصغير حاجة فقال المهلب اطلب لها رجيلا تصغير رجل يعنى أن مثلى لايسأل إلا حاجة عظيمة.
وكان المهلب يوصى خدمه أن يقللوا من الماء ويكثروا من الطعام عندما يكون ضيوفه على خوانه حتى لايملأالضيوف بطونهم بالماء وحتى يملأها من الطعام
الحلم وذكائه وفطنته
كان رضى الله عنه من أحلم الناس ومن أخبار حلمه،أنه مر يوما بالبصرة،فسمع يقول: هذا الأعور قد ساد الناس، ولو خرج ‘إلى السوق لايساوى أكثر من مائة درهم، فبعث ‘إليه المهلب بمائة درهم وقال: لو زدتنا في الثمن زدناك في العطية وكان قد فقئت عينه بسمرقند.
وكان بليغا حكيما في آرائه له كلمات لطيفة وإشارات مليحة تدل على مكارمه.
ومن ذلك حين حضرته الوفاة،دعا إليه ابنه حبيبا ومن حضره من ولده، ودعا بسهام فحزمت ثم قال:أفترونكم كاسريها مجتمعة؟ قالوا لا، قال فهكذا الجماعة،فأوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم، فإن صلة الرحم تنسئ في الأجل وتثرى المال وتكثر العدد، وأنهاكم عن القطيعة فإن القطيعة تعقب النار وتورث الذلة والقلة، فتحابوا وأجمعوا أمركم ولا تختلفوا وتباروا تجتمع أموركم. من كلماته: كانت الحكمة تجري علي لسانه، كيف لا وهم الجيل الذي شاهد صحابة رسول الله ( رضوان الله عليهم ) ومن كلماته قوله " عجبت لمن يشترى العبيد بماله، ولا يشترى الأحرار بأفضاله". وقال الحياة خير من الموت،والثناء خير من الحياة، ولو أعطيت مالم يعطه أحد لأحببت أن تكون لى أذن أسمع بها ما يقال في غدا إذا مت. وقد أثني عليه الصحابة ( رضوان الله عليهم)، لما وجدوا فيه من كريم الخلال فقد قال عبد الله بن الزبير عن المهلب "هذا سيد أهل العراق"
وقال عنه قطري بن الفجاءة:المهلب من عرفتموه: إن أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر:يمده إذا أرسلتموه ويرسله إذا مددتموه ولا يبدؤكم إلا أن تبدؤوه لا أن يرى فرصة فينتهزها فهو الليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم. وقال عنه أبو إسحاق السبيعي "لم أرى أميرا أبمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب. وأنشد فيه المغيرة بن حبناء: أمسى العباد لعمرى لاغياث لهم إلا المهلب بعد الله والمطر هذا يجود ويحمى عن ديارهم وذا يعيش به الأنعام والشجر وفاته: عزل الحجاج أمية بن عبد الله عن خراسان واستعمل عليها المهلب بن أبى صفرة وقد مات المهلب بها سنة 82هـ وكانت ولايته عليها سنة 77هـ.
ظهرت عليه علامات الشجاعة والذكاء، وهو صبي يروى أن والد المهلب، ذهب يوماً، مع عشرة من أبنائه، إلى الخليفة عمر بن الخطاب
«رضي الله عنه» وكان المهلب أحدهم
فأعجب الخليفة بذكائه وتقواه، وقال لوالده: هذا سيدُ ولدِك.
اشترك المهلب ، في الجهاد ضد الفرس، في معركة القادسية، تحت قيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، وأصبح في عهد الخليفة علي بن أبي طالب «رضي الله عنه» أحد القادة.
وقبل وفاته جمع أبناءه وأمرهم بإحضار عدد من السهام، فحزمها مع بعضها، وسألهم هل تستطيعون كسرها؟ فأجابوه كلا، فقال لهم والدهم: هكذا تكون الجماعة قوية، لايستطيع العدو التغلب عليها بسهولة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأوصاهم بقراءة القرآن الكريم، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين.
قالوا عنه
يقول صاحب وفيات الأعيان:
«أبو سعيد المهلب بن أبي صفرة الدوسري العتكي الازدي - كانت له بنت اسمها صفرة وبها كان يكنى - واسمه ظالم بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو بن عدي بن وائل بن الأرت بن العتيك بن الأزد، ويقال الأسد بالسين الساكنة، ابن عمران بن عمرو مزيقياء ابن عامر ماء السماء بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، الازدي العتكي البصري؛ قال الواقدي: كان أهل دبا أسلموا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ارتدوا بعد وفاته ومنعوا الصدقة، فوجه إليهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه عكرمة بن أبي جهل المخزومي رضي الله عنه، فقاتلهم فهزمهم وأثخن فيهم القتل، وتحصن فلولهم في حصن لهم وحاصرهم المسلمون، ثم نزلوا على حكم حذيفة بن اليمان الذي قتل مائة من رؤسائهم، وسبى ذراريهم، وبعثهم إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفيهم أبو صفرة غلام لم يبلغ، فأعتقهم أبو بكر رضي الله عنه وقال: اذهبوا حيث شئتم، فتفرقوا، فكان أبو صفرة ممن نزل البصرة.
وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف: هذا الحديث باطل، أخطأ فيه الواقدي لأن أبا صفرة لم يكن في هؤلاء ولا رآه أبو بكر قط، وإنما وفد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو شيخ أبيض الرأس واللحية، فأمره أن يخضب فخضب، وكيف يكون غلاماً في زمن أبي بكر، وقد ولد المهلب وهو من أصاغر ولده قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين. وقد كان في ولده من قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة أو أكثر.
وكان المهلب المذكور من أشجع الناس، وحمى البصرة من الخوارج، وله معهم وقائع مشهورة بالأهواز استقصى أبو العباس المبرد في كتابه الكامل أكثرها، فهي تسمى بصرة المهلب لذلك، ولولا طولها وانتشار وقائعها لذكرت طرفاً منها.
وكان سيداً جليلاً نبيلاً، روي أنه قدم على عبد الله بن الزبير أيام خلافته بالحجاز والعراق وتلك النواحي وهو يومئذ ب مكة، فخلا به عبد الله يشاوره، فدخل عليه عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب القرشي الجمحي فقال: من هذا الذي قد شغلك يا أمير المؤمنين يومك هذا؟ قال: أو ما تعرفه؟ قال: لا، قال: هذا سيد أهل العراق، قال: فهو المهلب بن أبي صفرة، قال: نعم، فقال المهلب: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد قريش، فقال: فهو عبد الله بن صفوان، قال: نعم.
وذكر المبرد في كتاب الكامل في أواخره في فصل قتال الخوارج وما جرى بين المهلب والأزارقة: وكانت ركب الناس قديماً من الخشب، فكان الرجل يضرب بركانه فينقطع، فإذا أراد الضرب والطعن لم يكن له معين أو معتمد، فأمر المهلب فضربت الركب من الحديد، فهو أول من أمر بطبعها وأخبار المهلب كثيرة.
وتقلبت به الأحوال، وآخر ما ولي خراسان من جهة الحجاج بن يوسف الثقفي - فقد كان أمير العراقين، وضم إليه عبد الملك بن مروان خراسان وسجستان، فاستعمل على خراسان.
المذكور، وعلى سجستان عبيد الله بن أبي بكرة، فورد المهلب خراسان والياً عليها سنة تسع وسبعين للهجرة. وكان قد أصيب بعينه على سمرقند لما فتحها سعيد بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فإنه كان معه في تلك الغزوة، وفي تلك الغزوة تلك قلعت عين سعيد أيضاً، وفيها قلعت أيضاً عين طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي المعروف بطلحة الطلحات المشهور بالكرم والجود، وفي تلك يقول المهلب:
لئن ذهبت عيني لقد بقين نفسي وفيها بحمد الله عن تلك ما ينسي إذا ما جاء أمر الله أعيا خيولنا ولا بد أن تعمى العيون لدى الرمس
وقيل إن المهلب قلعت عينه على الطالقين. ولم يزل المهلب والياً على خراسان حتى أدركته الوفاة هناك، ولما حضره أجله عهد إلى ولده يزيد وأوصاه بقضايا وأسباب، ومن جملة ما قال له: يا بني، استعقل الحاجب، واستظرف الكاتب، فإن حاجب الرجل وجهه وكاتبه لسانه؛ ثم توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين للهجرة، بقرية يقال لها زاغول من أعمال مرو الروذ من ولاية خراسان، رحمه الله تعالى.»
المصادر
1- الثقات لابن حبان [ جزء 5 - صفحة 451 ] 2- الجرح والتعديل [ جزء 8 - صفحة 369 ] 3- الإصابة (216/6) 4- سرح العيون(107) 5- سرح العيون(107) 6- وفيات الأعيان(433/4) 7- الكامل للمبرد (185/3) 8- شذرات الذهب(91/1) 9- الأغاني(316/11) 10- الثقات لابن حبان [ جزء 5 - صفحة 451 ] 11 - (وجبة المهلبية) اخذت من المسلسل المصري عمر بن عبد العزيز
التوقيع
تم نقل هذا الموضوع من منتديات قبائل الأزد لتعم الفائدة التاريخيه على أبناء عمومتي
كل الشكر والتقدير