دمــــوع في حيـــــاة النبي – صلى الله عليه وســـــلم - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: القسم الإسلامـــي ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-2009, 01:35 AM   #1
 
إحصائية العضو







ماعلي قصور غير متصل

ماعلي قصور is on a distinguished road


:t-t-5-: دمــــوع في حيـــــاة النبي – صلى الله عليه وســـــلم

البكاء نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده ، : { وأنه هو أضحك وأبكى } ( النجم : 43 )

، فبه تحصل المواساة للمحزون ، والتسلية للمصاب ، والمتنفّس من هموم الحياة

ومتاعبها .



ويمثّل البكاء مشهداً من مشاهد الإنسانية عند رسول الله – – ، حين كانت تمرّ به

المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده

الطاهر .



ودموع النبي – – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى كالرحمة

والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله

سبحانه وتعالى .



فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة

ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، عندما كان يقف بين يديه يناجيه ويبكي ، ويصف

أحد الصحابة ذلك المشهد فيقول : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي

ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء " وهو الصوت الذي يصدره الوعاء عند غليانه

الراوي: عبدالله بن الشخير المحدث: النووي - المصدر: رياض الصالحين -خلاصة الدرجة:

صحيح




وتروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها موقفاً آخر فتقول : " قام [ أي رسول الله

صلى الله عليه وسلم ] ليلة من الليالي فقال : يا عائشة ذريني أتعبد لربي قالت : قلت :

والله إني لأحب قربك وأحب أن يسرك قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي

حتى بل حجره ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه

يبكي قال يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون

عبدا شكورا ؟ لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق

السماوات والأرض } الآية "

الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة -خلاصة الدرجة:

إسناده جيد



وسرعان ما كانت الدموع تتقاطر من عينيه إذا سمع القرآن ، روى لنا ذلك عبد الله بن

مسعود رضي الله عنه فقال : " اقرأ علي . قلت : يا رسول الله ، آقرأ عليك وعليك أنزل ؟

قال : نعم . فقرأت سورة النساء ، حتى أتيت إلى هذه الآية : { فكيف إذا جئنا من كل أمة

بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } . قال : حسبك الآن . فالتفت إليه فإذا عيناه

تذرفان ".

الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح -خلاصة الدرجة:

[صحيح]


كما بكى النبي – صلى الله عليه وسلم – اعتباراً بمصير الإنسان بعد موته ، فعن البراء

بن عازب رضي الله عنه قال : " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جنازة

، فجلس على شفير القبر – أي طرفه - ، فبكى حتى بلّ الثرى ، ثم قال : يا إخواني

لمثل هذا فأعدّوا " الراوي: البراء بن عازب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه

-خلاصة الدرجة: حسن، وإنما كان بكاؤه عليه الصلاة والسلام بمثل هذه الشدّة لوقوفه

على أهوال القبور وشدّتها ، ولذلك قال في موضعٍ آخر : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم

قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع

الصحيح -خلاصة الدرجة: [صحيح].



وبكى النبي – صلى الله عليه وسلم – رحمةً بأمّته وخوفاً عليها من عذاب الله ، كما في

الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، يوم قرأ قول الله عز وجل : { إن تعذبهم فإنهم

عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ( المائدة : 118 ) ، ثم رفع يديه وقال : (

اللهم أمتي أمتي ) وبكى .



وفي غزوة بدر دمعت عينه - صلى الله عليه وسلم – خوفاً من أن يكون ذلك اللقاء مؤذناً

بنهاية المؤمنين وهزيمتهم على يد أعدائهم ، كما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله

عنه قوله : " ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت

شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح ) رواه أحمد ، صحيح .



وفي ذات المعركة بكى النبي – صلى الله عليه وسلم - يوم جاءه العتاب الإلهي بسبب

قبوله الفداء من الأسرى ، : { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض } (

الأنفال : 67 ) حتى أشفق عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كثرة بكائه.



ولم تخلُ حياته – صلى الله عليه وسلم – من فراق قريبٍ أو حبيب ، كمثل أمه آمنة بنت

وهب ، وزوجته خديجة رضي الله عنها ، وعمّه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه ،

وولده إبراهيم عليه السلام ، أوفراق غيرهم من أصحابه ، فكانت عبراته شاهدة على

مدى حزنه ولوعة قلبه .



فعندما قُبض إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم – بكى وقال : ( إن العين تدمع

، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون ) متفق

عليه.



ولما أراد النبي – صلى الله عليه وسلم - زيارة قبر أمه بكى بكاءً شديداً حتى أبكى من

حوله ، ثم قال : ( زوروا القبور فإنها تذكر الموت ) رواه مسلم .



ويوم أرسلت إليه إحدى بناته تخبره أن صبياً لها يوشك أن يموت ، لم يكن موقفه مجرد

كلمات توصي بالصبر أو تقدّم العزاء ، ولكنها مشاعر إنسانية حرّكت القلوب وأثارت

التساؤل ، خصوصاً في اللحظات التي رأى فيها النبي – - الصبي يلفظ أنفاسه الأخيرة ،

وكان جوابه عن سرّ بكائه : ( هذه رحمة جعلها الله ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء )

رواه مسلم .



ويذكر أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لزيد وجعفر وعبد الله بن

رواحة رضي الله عنه يوم مؤتة ، حيث قال عليه الصلاة والسلام : ( أخذ الراية زيد فأصيب

، ثم أخذ جعفر فأصيب ، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب - وعيناه تذرفان - حتى أخذ الراية

سيف من سيوف الله ) رواه البخاري .



ومن تلك المواقف النبوية نفهم أن البكاء ليس بالضرورة أن يكون مظهراً من مظاهر

النقص ، ولا دليلاً على الضعف ، بل قد يكون علامةً على صدق الإحساس ويقظة القلب

وقوّة العاطفة ، بشرط أن يكون هذا البكاء منضبطاً بالصبر ، وغير مصحوبٍ بالنياحة ، أو

قول ما لا يرضاه الله تعالى

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 21-02-2009, 10:19 PM   #3
 
إحصائية العضو







ماعلي قصور غير متصل

ماعلي قصور is on a distinguished road


افتراضي رد: دمــــوع في حيـــــاة النبي – صلى الله عليه وســـــلم

لاهنت اخوي شافي القويسي
ع المشاركه ,,,

وتقبل خالص شكري واحترامي .. ,, ..

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 22-02-2009, 06:42 AM   #5
 
إحصائية العضو







ماعلي قصور غير متصل

ماعلي قصور is on a distinguished road


افتراضي رد: دمــــوع في حيـــــاة النبي – صلى الله عليه وســـــلم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي العبدالهادي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك ونفع بك

اشكر مرورك اخوي علي..

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
قديم 18-03-2009, 11:27 PM   #6
 
إحصائية العضو







Glal غير متصل

Glal is on a distinguished road


افتراضي رد: دمــــوع في حيـــــاة النبي – صلى الله عليه وســـــلم

جزاكم الله خيرا .. ونشكركم جزيل الشكر على هذا الطرح الرائع
ودمتم بود

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---