بسم الله الرحمن الرحيم
استغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم واتوب اليه
أعلم أن كل منا بحاجه لمن يذكره بين الفينة والأخرى
فوالله بعض المقالات والمواضيع نحتفظ بها ..لكي نعود إليها وقت
حاجتنا..لها..لأن الايمان يزيد وينقص ولولا التذكير
لأستمرينا..في غفلتنا..ولكن طوبى لمن يسرت له الذكرى..
وخسر من غلقت في وجهه وظل يتخبط..من شيطان مسه..
فاحمد الله دائما .إن يسر لك سماع محاضره ..أو قراءه مقال او موضوع يزيد ايمانك ويصحيك من غفلتك..
....
..
ماأود الحديث عنه ..هنا ..ليس لنا غنى عنه ..ومن استغنى بنفسه وبالناس عنه ..فقد خسر خسرانا مبينا..
عندما نسمع هذه الآيه الكريمة:
((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي))
وأيضا::
((وقال ربكم ادعوني استجب لكم))
حديث أبو هريرة رضي الله عنه ( ليس من شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء ) رواه الترمذي
نعلم ان الدعاء هو مخ العباده ..لأنك تلجأ بكل نفسيتك وقوتك وضعفك ..وتذلل لله وحده فتشعر بربوية الله رغما عنك..
لأنك تعلم انه الشافي الرزاق السميع البصير العليم الخبير القدير على كل شي..
لكن كنت أتوقف كثيرا عند مقولة عمر بن الخطاب رضي الله عنه..
المشهوره ((إنني لاأحمل هم الإجابه ولكني أحمل هم الدعاء))
لأنه يعلم ان الله مجيب الدعوات مهما كان..انطلاقا من الآيتين السابقتين..
لكنه في نفس الوقت يعلم صعوبة الدعاء ومايحتاج الدعاء لأن يكون مجابا..وكيف يصل لتلك الحاله التي يجيب الله فيها العبد..
لكن وللأسف نعجز بالدعاء ونجعله أخر الحلول..
إذا استنفذنا طاقاتنا..واستنفذنا طاقات الناس والذل لهم..
واتكلنا على أنفسنا بحل مشاكلنا..وشفاء مرضانا وووو..
ونسينا أعظم سلاح ..وأسرع استجابة..
كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم..::
حديث أبو هريرة رضي الله عنه ( أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام ) رواه الطبراني في الأوسط 2 / 42 و أبو يعلي 12 / 5 .
قال المنذري و هو إسناد جيد قوي و صححه الألباني .
ولانعلم أن الاستغناء عن الدعاء لهو سبب بغضب الله ..
حديث أبو هريرة رضي الله عنه ( إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه ) رواه الترمذي 5 / 456 و أبو يعلي 12 / 10 و البخاري في الأدب المفرد ص 229 .
ووالله لاتتخيلون مدى استجابة الدعاء ..وان الله لايرد عبدا دعاه ولجأ إليه ابدا أبدا..
لأنه جل في علاه يغضب إن لجأنا لغيره واستغنى عنه..ولجأ لعباده وطلب منهم ..
وربنا عز وجل قالها في محكم كتابه(أدعوني استجب لكم)
فقط ادعوا ..ادعوا..
حديث أبو سعيد الخدري ( ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذًا نكثر الدعاء، قال:" الله أكثر ) رواه البخاري في الأدب المفرد ص 248 و أحمد 3 / 18 و الحاكم 1 / 670 .
صححه الحاكم و الألباني .
إذا الدعاء لايضيع أبدا..
لكن ماهي الشروط التي توجب استجابة الدعاااء؟؟
4 أمور
1_الخشوع ..من الصعب أن تصل لمرحله الخشوع ..وقلبك لاه وغافل..وحاقد وكاره ..وحاسد ..ومنافق ,,ووو..لكن ثق ماأن تصل لمرحله الخشوع والبكاء ..بإذن الله ستجد الاجابه في إحدى الحالات التي ذكرت في الحديث السابق..
2_اليقين بالاستجابة 100% والثقه بالله ..وأن تعلم أن سيستجاب ..وبمقدار حسن ظنك وثقتك تأتيك الاجابه وبقدر يأسك يكون العكس..
3_المال الحلال..في ظل الظروف الراهنة وكثره الربا ..والقروض الربويه ..والاسهم الربويه ..نجد بطء الاجابة..ولن يستجاب إلا بعد أن يستطاب المطعم والمأكل والملبس والمسكن..
4_عدم الاستعجال..في الاجابة ..لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (يستجاب لأحدكم مالم يستجعل)
أحببت أن اختم بهذه القصه في زمن الصحابه كانت هناك امرأه تدعو في ليله شديده المطر والرياح..فلاتستطيع الخروج لكي تطعم أبناءها..فظلت تدعو يارفيق ارفق بنا..ومغيث أغثنا ..فمر أحد الصحابه(حماد)..فسمعها ورحمها ..فاحضر بعض الطعام واعطاها..فقالت ابنتها لماذا رفعت صوتك و جعلت الصحابي(حماد)..بيننا وبين ربنا..قالت مارفعت صوتي ولكن الرفيق رفق بنا..
لندعو افستجدون جبار السموات والارض العزيز الكريم..
يستجيب..
ولا يتضيق بكم الارض بما رحبت بتأجيل الاستجابه..
لأننا عندما نسمع هذا الحديث القدسي نعلم مالسر في التأجيل..
يقول الله تعالى: (
(ياملائكتي أدعاني عبدي؟ :نعم..ياملائكتي ألح علي عبدي:نعم.. ياملائكتي أخروا مسألة عبدي فإني أحب أن أسمع صوته)
يقول عبدالله بن عمر:
أنا اعلم متى يستجاب دعائي..أذا خشع القلب ..ودمعت العين..
واهتزت الجوارح أعلم أن هنا سيستجاب دعائي)
اخيرا ..لنخشع ونتيقين بالاجابه..ولانستعجلها..ونطيب مالنا..
فسنرى خيرا كثيرا..
وإن تأخرت فهو لخير لانعلم ماهو..فإنه قد يكون( إن استجيبت ابتعدت عن الله )وتوقفت عن الدعاء وعن القرب منه )
بارك الله فيكم واستجيبت دعواتكم وغفر لكم
وشفى مرضى المسلمين وقضى الدين عن المدينين وفك اسر المأسورين ..وهدى ضال المسلمين ..وفرج هم المهوومين وكرب المكروبين..