انقل المسؤوليات لعيالك شيئا فشيئا !!

[معلومات العضو علي العبدالهادي]

انقل المسؤوليات لعيالك شيئا فشيئا !!
بقلم: هيام الجاسم
h-aljassem@hotmail.com

عوّدنا أنفسنا أن نحمل عن أبنائنا مسؤولياتهم، اعتدنا أن نكون ناطقين رسميين عنهم، نحن محاموهم، نحن المتصرفون عنهم، نحن الذين نتخذ قراراتهم أيضا عنهم، هكذا عوّدنا أنفسنا وعوّدناهم حماية منّا لهم، على الرغم من أن آباءنا وأجدادنا ما كانوا لنا مثلما نحن اليوم لعيالنا ، نحن عصاميون في حياتنا حتى النخاع ، كابدنا وكدحنا حتى وصلنا، ما كنّا نقبل منّة ولا فضلاً لأحد علينا، عزيزي القارئ هذا لسان حال ومقال كثير من الآباء والأمهات حينما يتحدثون عن تربية آبائهم وأمهاتهم لهم فيما مضى، ويتعجبون ونحن معهم نتعجب ماذا جرى وماذا حدث يا ترى؟! لماذا لم ننقل كدحنا إلى أولادنا وبناتنا وتركناهم يخوضون الذي خضنا حتى يستلذوا بعيش كابدوه بأيديهم وتحت وطأة معاناتهم؟ لماذا صرنا نقدم لهم كل شيء في طبق من فضة وذهب؟! لماذا صرنا لا نرضى أن تمسّهم نسمة الهواء إذا مرت على خدودهم؟ صرنا نذوب في إرضائهم ، صرنا ندوس على أوقاتنا من أجلهم، صرنا نجلد ذواتنا من أجل المثالية معهم، نريدهم متفوقين دوما وأبدا، امتياز مع مرتبة الشرف والسؤدد في كل شيء! لذا بصراحة اضطررنا أن نؤدي أدوارهم وتحدثنا بألسنتهم، فالواجبات المدرسية نحلّها عنهم، وبحوثهم الدراسية نحن الذين نبحث في المراجع والنت عنها ، وفي المستوصفات نتحدث مع الطبيب والصيدلاني على لسانهم، إلخ إلخ من سلسلة الإنابة عنهم في كل شيء وهمّشناهم تهميشا لا مثيل له، وهم صغار لا نشعر بالتعب معهم لأننا نحن أيضا صغارا وشبابا في أعمارنا، أمّا عندما انحدرت زهرة شبابنا وبزوغ بدايات أفول عافيتنا وضيق صدورنا فلا ولن نقدر على الاستمرار في حمل الأحمال عنهم،وسيبدأ العيال يتذمرون لا محالة، يتأففون من كثرة الأحمال التي فاجأناهم بحملها؛ لأننا ما عدنا نقدر على مواصلة أداء الأدوار عنهم، العافية ما عادت هي العافية والنشاط ما عاد هو ذاته النشاط المشكلة الكبرى أن العيال باقون على ما هم عليه من إلقاء تبعة المسئولية علينا، ما يملكون حس تحملها أبدا أتدري لماذا؟! لأننا حملناها عنهم دهرا واليوم لما ذابت العافية صرنا نطالبهم بها سراعا بين يوم وليلة!! كيف يتحقق لنا ولهم نجاح نقل المسؤولية ونحن في سباق مع الزمن؟ لا يمكن ذلك لا لنا ولا لهم، لذا -عزيزي الأب عزيزتي الأم- لنتدارك الأمر منذ صغرهم في نقل المسؤوليات لهم وشيئا فشيئا بتدرج معقول مقبول يستشعرون معه بلذة تلك النقلة التي يكبرون بها أنفسهم ويعتدّون بذواتهم ويتحسسون معها معنى البر والإحسان لوالديهم. عزيزي القارئ كل شي في حياتنا يحتاج لتؤدة وتأنٍّ وأكثر المباني التي نحن ملزمون بالتؤدة بها هي بناء النفوس حيث هي أصعب ما في التربية وفي الوقت نفسه أجملها، وفي تصوري وخبرتي المتواضعة أعتقد أن أصعب شيء في بناء نفوس الأبناء هو كيف تحملهم حملا على الانضباط بنظامك الأسري الذي صنعته لإنجاح حياة عيالك، ومكمن الصعوبة ينشأ من المعادلة الصعبة التي بقدر ما تهفو نفوسهم معها إلى اهتمام والديهم بهم بقدر ما يحاولون التملص والانفلات من الالتزام بضوابطك، وتكره نفوسهم أن تحملها حملا على ترتيبات أمور حياتية ودينية تقيّد حريتهم؛ لذا نجد نحن الآباء والأمهات مقاومة من أولادنا وبناتنا، فنحن بحاجة إلى كثير من الجهد والمصابرة كي نعوّد العيال على تحمل مسؤولياتهم وألا يحمّلونا إياها فنحن الذين أعطيناهم الضوء الأخضر لتحميلنا إياها. كنا نحملها طواعية من أنفسنا، واليوم أجبرونا على حملها ونحن مجهدون منهم، وكنا نحملها مفتخرين بها سعداء وما ندري أننا سنشقى بها في يوم ما، لن أكتب لك ــ وأنا على مشارف الانتهاء من مقالتي ــ كيف تنقل مسؤولياتك إلى أولادك وبناتك في خاتمة مختصرة خشية أن أضيّع عليك الكيفية الصحيحة، ولكن انتظر مني مقالا آخر عزيزي القارئ أحاورك فيه حول نقلك لتلك المسؤولية وأنت سعيد وابنك أسعد منك!!

 

 

 

 

[معلومات العضو المطنوخه]

طرح قيم وجميل كل الشكروالعافيه على طرحك..

 

 

 

 

[معلومات العضو ابوبدر المصارير]

لاهنت ويعطيك العافيه

على تناول المواضيع المفيده

تحيااااااااااااااااااااااااااااااااتي

 

 

 

 

[معلومات العضو علي العبدالهادي]

جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق

 

 

 

 

[معلومات العضو فهد بن مبارك الودعاني]

و فقكـ الله أخي أبو محمد على الأيراد الجميل و المفيد ،، لـكـ كـل الإحـتـرام و الـتـقـديـر ،،