بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
تعدد طرق الخير وتنوعها
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق , أخرجه مسلم( ) ( ومعنى طلق : سهل منبسط )
عن أبي ذر رضي الله عنه أن أناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ذهب أهل الدثور (أي: المال) بالأجور، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به إن بكل تسبيحة صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر, قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر, فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر, أخرجه مسلم( ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل سلامى (أي: مفصل) من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة"متفق عليه( ).
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل,قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله ، قال: قلت : أي الرقاب أفضل , قال : أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمناً ، قال: قلت: فإن لم أفعل , قال : تعين صانعاً أو تصنع لأخرق ، قال : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل , قال: تكف شرك عن الناس صدقة منك على نفسك , أخرجه مسلم( ).
الشرح:
من رحمة الله وسعة فضله أن جعل أبواب الخير متنوعة متعددة فكل يضرب بسهمٍ فيما يناسبه منها فيؤجر عليه. وفي هذه الأحاديث أبواب كثيرة من أبواب الخير ذكرها الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم منبهاً لنا لاغتنامها.
الفوائد:
- تعدد أبواب الخير وطرقه.
- سعة فضل الله وجوده.
- الحث على المسارعة لاغتنام الأعمال السهلة.
هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرات مهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين .