السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أما بعد,, فهذه نبذة بسيطة عن بداية حياة الشاعر الفارس حسن بن صالح الرويعي رحمه الله الذي بدأ طفولته والتي أتسمت بالمغامرة, وصباه الذي أمضاه في الفروسية, وشبابه الذي عشق فيه الشعر بكل جوارحه.
وقد أسهمت البيئة التي عاشها الشاعر رحمه الله تحت ظل المغفور له بإذنه تعالى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين السابق والآداب الرفيعة في تكوين طباعه وشخصيته.
وهذه فقط نبذه بسيطة وليست سيرة ذاتية شاملة للشاعر والفارس الذي وجد المتعة في الفروسية وفي الشعر ورحلات القنص أيضاً.
وفي عهد المغفور له الشيخ عيسى بن على آل خليفة كان والده صالح بن حسن جاسم الرويعي رحمه الله خيالاً وصقاراً لدى المغفور له الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة في المحرق حيث نشأ وترعرع فيها, مما حدا بالشاعر حسن بن صالح أن يحذوا حذو أبيه في الأهتمام بتلك السمات.وكان حينئذ عمه علي حسن الرويعي مرافق للمغفور له الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رحمه الله.
ولادته:
ولد الشاعر في عام 1911م في الرفاع الشرقي في بيت جده لأمه عثمان بن علي الرويعي حيث هكذا كانت عادات نسوة أهل البحرين ومن التقاليد الشائعة لدينا أن تلد النساء في بيت من بيوت أهاليهم.
نشأته:
أنتقل إلى بيت أبيه في مدينة المحرق حيث يقطن ومن هناك بدأ بتعلم قراءة القرآن الكريم على أيدي الكتاتيب في ذلك الوقت ثم أنتقل إلى مرحلة جديدة وهي الدراسة الأبتدائية بعد أن قامت الحكومة بأستئجار منزل للدراسة قبل أفتتاح مدرسة الهداية الخليفية عام 1919م فأتم الشاعر المرحلة الأبتدائية ليتخرج من الصف السادس وكان من الأوائل الذين يحفظون الشعر في المدرسة.وقج التق حسن الرويعي رحمه الله بالشيخ علي بن عبدالله بن عيسى آل خليفة رحمه الله فتعلم ركوب الخيل في أسطبل الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة رحمه الله. زكان يرافق المرحوم الشيخ علي بن عبدالله آل خليفة لحضور مجلس جده المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفةحاكم البحرين سابقاً,وكذلك كانوا يركبون الخيل عندما يذهبون إلى منطقة تسمى (بوزيله) للتصييف مع المغفو ل الشيخ علي بن عبدالله آل خليفة والذي يعتبر من أفضل الخيالة في ذلك الوقت مثلما يصيف بعض أفراد العائلة في مناطق مختلفة كالقضيبية واليابور والبدعة والبعض في سنابس والسويفية.
الأنتقال إلى الصخير:
في عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله تم أرسال السيد صالح حسن الرويعي إلى املغفور له الشيخ حمد بن عيسى بن علي آل خليفة ولي العهد آنذاك بالمنامة حيث يحضر الشيخ حمد بالمحكمة والتي قد تحولت بأسم باب البحرين وقد أخذ معه أبنه هنا تعرف الشاعر على الشيخ دعيج وأخيه الشيخ أحمد رحمهم الله أبناء المغفور له الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وقد عرفوا من حسن إجادنه للشعر والقصص ولركوب الخيل ومن هنا بادر الأبناء أبيهم.
ومن هنا بدأت حياة جديدة للشاعر حسن الرويعي رحمه الله ففي منطقة الصخير يوجد قصر المغفور له الشيخ حمد للأستماع للشعر النبطي والعربي الفصيح لما يضم المجلس من شعراء كبار أمثال مبارك بن مسعود للشعر النبطي وعبدالرحمن الشملان للشعر العربي وكذلك بعض الشعراء من المملكة العربية السعودية وهذا أسهم أسهاماً إيجابياً في بناء شخصية حسن الرويعي كشاعر مرموق.وحدث ذات يوم في مجلس المغفور له الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وبعد أنتهاء الشعراء سأل الشيخ حمد حسن عن معرفة بالشعر فرد بالإيجاب وطلب من الشاعر من الشيخ السماح له بإلقاء قصيدة فوافق الشيخ وقام حسن وعد القصيد وكان حسن يحفظ قصيدة الأندلس التي تحتوي على تسعين بيت فقام حسن بن صالح ووقف ليلقي القصيدة بينما أعتاد الشعراء الذين يأتون إلى المجلس بإلقاء القصائد وهم جلوس ولكن وقوفه والذي تعلمه أثناء إلقاء القصائد في المدرسة والأرتجالية في الإلقاء أعطى للقصيدة جمال مميز.ومنذ ذلك اليوم أعتاد المغفور له الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة من حسن الرويعي إلقاء قصيدة الأندلس عندما يأتي الشعراء والضيوف للشيخ في مجلسه.وذات مره سأله الملك حمد بن عيسى آل خليفه إن كان يحفظ قصيدة غير قصيدة الأندلس فرد بالإيجاب وقد حفظ الشاعر قصائد الشعراء الذين كانوا يلقونها على الملك حمد ظهر قلب فكان يلقيها بإسلوب نبطي مميز يسعد به الشيخ وقد أستطاع أن يصقل موهبته في الشعر بدراسته اللغة العربية في العراق فيما بعد وأيضاً درس اللغة الأنجليزية في بريطانيا.
وقد ظل الشاعر حسن الرويعي المسئول عن سباق الخيل للمغفور له الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حتى لبى نداء ربه وأنتقلت روحه الطاهرة الى جوار ربها وقد رثى الشاعر حسن بن صالح الرويعي المغفور له الملك حمد بن عيسى آل خليفة بقصيدة ألقاها على مسمع المغفور له نجله الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى بن علي آل خليفة قائلاً فيها:
ياونة ونيتها تالي الليل
مثل الكسير اللي تنقض صوابه
والعين هلت دمعة كنها السيل
ولى كما وبل تهله سحابه
على الذي يدي حقوق الرجاجيل
اللي عليه الدين كشر بنابه
ياليت نعشه فوق الأمتان ماشيل
ولا تعلى فوق راسه ترابه
الوايلي سور الجزيرة عن الميل
ريف اليتامى كلهم والقرابه
حياتنا عقبه تعزز وتعليل
ياليت صاب الناس ماكان صابه
جل عنك قبره ضم ريف الهشاشيل
والمرجلة والمجد شخصه حوى به
أصغر عطاياه العقارات والخيل
والجيش وقروش عليها ضبابه
ومن كان مطلوب يقدم له البيل
وياتي على ماكان ظنه هقى به
عيد الركاب اللي لفن مهازيل
تبشر أهلها بالكرم واللبابه
الشيخ بن عيسى ربيع المماحيل
سقم العنيد اللي براسه صعابه
يامن غنى ناس ضعوف مهاثيل
وياما حمى الجاني إلى من لجا به
مرحوم ياشيخ فى الكوم والخيل
يا ميمر كل الخلايق تهابه
الله عساه بحق عم وتنزيل
جنات عدن مسكنك والصحابه
خلفت أذكار لجيل بعد جيل
قدمت احسان تنال الجزا به
وأبغيت عقبك للعرب عد كالنيل
كنز تذخرته وفاد الرجا به
اختاره الله وأنت للناس تظليل
واخوانكم والقوم كل رضى به
الماجد اللي العرش يوليه تسهيل
والجود منه كل شخص حكى به
أرجي إله العرش يوليه تسهيل
في كل أمر خاصره قد نوى به
ياشيخ ياكساب الأنفال يالفيل
يالأسد يامن للعلي ف بابه
أنت الذي يقصر على مدحك الجيل
عساك للعاصي من الله عذابه
وأنت البصير بكل الأحوال بالجيل
ذكاك يشدي كوكب ينسرى به
مايقترك طرق العدالات والميل
والناس تازنهم كفيت السبابه
ياحاكم البحرين للقوم تحليل
وأنتم ملوك الناس من خير لابه
شاور عمامك في الأمور المعاضيل
واقبل نصايحهم تنال المهابه
واخونك الغر الكرام المشاكيل
اللي لهم طرق المعالي طلابه
هم درعك اللي يتقي الجوق ويزيل
همَك وهم سيفك وربعك ذيابه
وسلمت ياسلمان ياعون من عيل
عليه ياراعي الوفا والصلابه
عساك باقي مانرى فيك تبديل
كهف عن اللاهوب نلقى الذرى به
وأزكى صلاة الله وآله بترتيل
تغشي النبي ماهاب هذا صبابه
وظل الشاعر حسن الرويعي لدى المغفور له الشيخ سلمان بن حمد مسئولاً عن الخيل والمقانص لما لديه من خبرة في مجال الفروسية والقنص.كما كان مسئولاً عن السبقات التي تقام وتنظيمها.
وقد ظل الشاعر حسن بن صالح في الرفاع الشرقي في بيت جده الكبير جاسم الرويعي والذي يقع شرق قلعة الرفاع حيث يقطن أعمامه عبدالله وعلي وحمد رحمهم الله.
الفرس (صحاري) :
كان للفارس الشاعر حسن الرويعي فرس تدعى صحاري وقد أحبها حباً شديداً وبعد وفاتها في عام 1984م حينها هجر الخيل ووزع مالديه من خيل عربية من مزرعته(الاسطبل) والبالغة في حدود 58 رأس من الخيل وأحتفظ بعدد قليل منها وأنشد قصيدة مشهورة قال فيها:
زهدت الخيل من ماتت صحاري
زهدت الخيل من جاني خبارها
ألا ياحي هاذاك الشقاري
ويا حيها ويامحلا طمرها
إذا ثارت تثور لغباري
جميع الخيل تبقى في أثرها
تراوي الخيل في الميد العذاري
ولا وحده بعد سدة نحرها
تشادي فرخ من خير الحراري
مضى يومين نسره مانسرها
شاف في راس الشرا جول الحباري
وانطلق والاوله منهم حدرها
قلت ياليت تعرض علي بايع وشاري
كان اللي دونهم اعرف قدرها
ماسليت بشوف لباس المراري
ماسليت بشوفها غيبة قمره
وفاته:
توفي الشاعر في الالفينيات وهو يعتبر من المعمرين بعد أن أشتد عليه المرض ولزم الفراش من شدة المرض إلى أن جائه الأجل المحتوم ولبى نداء ربه وأنتقلت روحه إلى جوار ربها.
هذا مختصر بسيط عن حياة الشاعر حسن صالح الرويعي رحمه الله وتغمده بواسع رحمته والذي أعطى الكثير من خبراته في مجال الفروسية والشعر للمحبي للفروسية والشعر...
تحياتي وتقديري للجميع.
المحب ولد الباديه
المصدر للتوثيق والمصداقية كتاب تاريخ الخيل العربية الأصيلة في البحرين
من تأليف الشاعر المرحوم حسن بن صالح الرويعي.
وأرجو من الاخوة الافاضل التكرم بتثبيت الموضوع
ففكر ياخي الكريم اليوم تعمل خيرن لغيرك غدن غيرك يعمل لك الخير
الجزاء من جنس العمل
واتمنى الدعاء للمغفور له بالرحمه والمغفرة وان يسكنه فسيح جناته هو وذويه اللهم آمين