محكمة جدة تصدر الحكم في جريمة اغتيال "براءة حي الصفا" .. الحكم بالقتل تعزيراً لوالد" أريج" والسجن 5 سنوات و1000 جلدة لزوجته الثانية
--------------------------------------------------------------------------------
جدة (سبق) فارس المشعل ، عامر محمد :
أصدر3 قضاة في المحكمة العامة بجدة اليوم حكماً رادعاً ًيقضي بالقتل تعزيزاً ًلوالد الطفلة "أريج" والسجن 5 سنوات و1000جلدة لزوجته الثانية لمساعدتها في جريمة قتل الطفلة في شهر رجب من العام الماضي بعد مسلسل عنف وتعذيب طويل لها. وجاء الحكم في القضية التي هزت المجتمع السعودي بعد 5 جلسات دامت 9 أشهر. وتشير المعلومات إلى أن الأب وزوجته قررا تقديم لائحة استئناف إلى المحكمة في ظل رفضهما للحكم.
وكان الأب " س. ر. ح " الذي لا يحمل من الأبوة إلا اسمها انفصل عن والدة اريج قبل عدة سنوات ، فيما بقيت الطفلة مع والدتها إلى ان طالب بتسليمه ابنته لتعيش معه بشقة يسكنها مع زوجته الثانية ( 26 عاما) في حي الصفا.
ووصلت أريج الضحية إلى منزل والدها الذي أصبح يعاني من أوهام ويعيش حالة نفسية سيئة ، حيث سيطرت الشكوك عليه وتملكته حتى بدأ في تعذيب ابنته بطرق عديدة محاولاً إجبارها على الاعتراف بما يدور في رأسه من أوهام . ومارس أساليب تعذيب وحشية حتى وصل به الحال إلى إحراقها في أفخاذها ، وضربها بـ"لي" الغاز في أنحاء متفرقة من جسدها ، كما ضربها في مقتل "الوجه" برفسها ولكمها ، وغير ذلك من عمليات التعذيب التي لم تتحملها الطفلة وفارقت الحياة .
وعندما أفاق من غيبوبته وشاهد أريج ذات الثماني سنوات جثة هامدة أمامه ، فكر في كيفية التنصل من الجريمة وإبعاد الشبهة عنه . وهداه تفكيره إلى إدخال جثة ابنته في إحدى غرف المنزل وإغلاق الباب وترك المفتاح الخاص بالغرفة بالداخل. ثم أدعى أنها أغلقت الباب على نفسها منذ فترة ، وقام بإبلاغ عمليات الدفاع المدني بتلك الرواية الملفقة ، حيث توجهت فرق الإنقاذ إلى المنزل بحي الصفا وهناك كسر رجال الدفاع المدني الباب ليجدوا الطفلة ملقاة على الأرض. ولاحظ رجال الإسعاف عند الكشف على الطفلة العديد من الحروق وآثار التعذيب في جسدها ، فقاموا بإبلاغ الجهات الأمنية بشرطة جدة والتي فتحت بدورها ملف التحقيق في وتم استدعاء الطبيب الشرعي الذي أكد وفاتها بسبب التعذيب .
واعترف والد الطفلة بجريمته، حيث صادق على اعترافه بضرب طفلته وكيها بملاعق الطعام وضربها على رأسها حتى الوفاة بمشاركة وتحريض من زوجته الثانية .
وفي الجلسة الثانية من المرافعات تراجعت الزوجة عن اعترافاتها السابقة بالمشاركة في ضرب وكي الطفلة ، مدعية أن والد أريج هو المتسبب في قتلها دون مشاركة منها ووسط نوبة بكاء شديد أمام القضاة .
ولم تكن أريج التي تميّزت على قرائن عمرها وتفوقت على رفيقات الدرس إلا ضحيّة من ضحايا العنف الأسري الممقوت وصرخة علت لتهز مسامع المجتمع الصامت على جرائم الآباء في حق صغارهم ممن لا يملكون صوت الرفض ولا حيلة الدفاع عن أنفسهم .
جريمة ربما تكررت مرات ومرات ولكنها بحق لا تبلى مع التكرار فجروح الأطفال الضحايا مازالت تصرخ حتى ولو استراحت أجسادهم على تراب القبور.
أريج هي الطفلة الثامنة في قوائم الراحلات بسياط التعذيب ولكمات الوجه وآلام الكيّ بالنيران فلقد سبقتها غصون وبلقيس ورهف وريماس وغيرهن ممن أتين للحياة لا لينعمن بالملابس الغالية والدمى الجميلة بل ليصرخن على قشرتها صرخات الوجع والألم الكبير .
وعلى الرغم من تشابه ملامح الجميلات في الحلم والأمل والكفن أيضا ، الا أن أصابع الجناة القتلة كانت هي الأكثر شبها ، فجميعهم آباء أهدوا الحياة صغارا بملامح بريئة وحرموا الصغار في ذات الوقت من نعمة الحياة .
المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكة المكرمة الدكتور حسين الشريف، اعتبر الحكم "إنذاراً لكل من تسول له نفسه الإقدام على تعذيب الطفولة البريئة ".