القلب المسكين ( قصة من الواقع )
***** كادت جدران المكان تهتز وترقص هى الأخرى من حرارة التأثر وشدة إعجاب الحاضرين بتألق وسحر رقص الصغيرة الفاتنة اللعوب. رقصت مي اللعوب بإسلوب جعل من كل تمايل نبضة تطرق قلوب ناظريها ومن كل دلال ومضة تلمع في عيون الرجال فتحفز قلوبهم لتتأمل وتعلن وتفصح عن الرغبه فى لهيب الأجساد. وما إن انتهت مي من رقصتها وقد مضى هزيع من الليل حتى خرجت تسابق عطرها وتتمايل بدلال أنوثتها وركبت سيارتها وأعتدلت فى مجلسها خلف مقود السيارة ونظرت بطرف عينها الى تليفونها المحمول الساكن على الكرسى بجوارها ومدت يدها كأنها إستجابت لنداء الصامت بجوارها وقالت بصوت لايخلو من الرغبة ربع ساعه فقط وسأكون عندك. أريد أن أحس بجسدك قبل أن تقحم الكلمات نفسها بيننا. أتتذكر ذلك الأكسير السحرى ؟؟ سوف نرتشف كل قطراته ؛ أشعر أحيانا بخوف شديد ولكن يجب أن نروى زماننا ونتصالح مع المرور السريع للحياه. ربع ساعه فقط وسأكون عندك. وجاء الصوت من الطرف الأخر فى التليفون حبيبتى اسم السنين عشق العيون كل ثوا نى العمر بدونك رماد النجوم أعشق لون الشفاة فوق ضياء البدور ؛ وتنهد تنهيدة طويلة فأرسلت له ضحكة ملفوفة بتعاويذ السحر كانت كفيلة بإسكات العاشق الولهان وجلوسة بلا حراك وتهشم كأس الخمرمن يده مسكوباً على أرضية الغرفة . إذا إمتلأت الهاء والياء من قلب رجل عاشق يحب ! وزادت بقدمها دواسة البنزين تتحدى ثوان الزمن وتسارعها ولم يكن الزمن ليقبل هزيمة من الفتاة اللعوب فهو يقبل التحدى على مر العصور وعند المنعطف الشمال هوت مسرعة السيارة تاركة الزمن وتبقى هى بنفس المكان مهشمة ويحفر الزمن رسالته على جسد اللعوب دماء وصوت أنين . ويصرخ المكان وينادى الجميع ولبى النداء كل الموجودون بالمكان وأصوات أقدام وهرج ومرج ويتقدم من السيارة الكثير وأصوات تنادى وتشجع على الأنقاذ ؛ يلا بسرعة طلعوا البنيه من السيارة وهم نفر بالتقدم وإخراج الفتاة وأوقفهم صوت أجش حاسبوا دى كسورها خطيرة أطلبوا الإسعاف بسرعة. ونقلت على عجل الى العناية المركزه بالمستشفى وبدأ إجراء التحاليل المطلوبة بسرعة . وطال الوقت بالعاشق المنتظر فقطع الحيره بالإتصال بها ورد صوت غريب فى التليفون وسارع العاشق بإبداء الأسف وقال أنا أسف أنا كنت أقصد رقم أخر ولاحقة الصوت الغريب حضرتك تعرف صاحبة الموبايل وألجمته المفاجأة لا لا لا .. نعم نعم أعرفها .. وأخبره الصوت عبر الموبايل أن حادث وقع لها وهى الأن بالمستشفى وسأل عن العنوان وطار إليها يعرف خبر ماحدث.. وفى المستشفى سارع العاشق للسؤال عن حالتها وكتب شيك بمبلغ من تحت حساب المستشفى ووقف مذهولاً أمام غرفة الحالات الحرجة ودار حديث بينه وبين أحد الأطباء الذين تابعوا حالتها وقال الطبيب حضرتك تعرف طبعاً أن المصاب قبل مايدخل حجرة العمليات لازم نعمل تحاليل دم علشان نعرف الفصيلة لو إحتاج نقل دم ومش عارف أقول لحضرتك أيه بس كانت نتيجة التحاليل أنها مصابة بالإيدز و.......... كلام كثير قاله الطبيب وغاب عنه العاشق من هول الصدمة وتردد عالياً كلمة واحدة لها رنين وصدى الإيدز الإيدز الإيدز ......... وغادر العاشق المستشفى حيراناً مرتبكاً ودموعه فى إنهمار وحزن وندم يعصر القلب وأه حين يتغير القلب فيتغير كل شىء فى رأى العين! لقد كان عاشقنا منذ قليل وكأن كل سرور فى الدنيا يقول له : أنا لك! فعاد الأن وما يقول له : أنا لك إلا الهم ؛ وإلتقى هو والظلام والعالم الباكى ! بقلب مسكين. وتعثرت الخطى بلا هدف ولا طريق وصدى صوت يتكرر ربع ساعه فقط ... إيدز ... ربع ساعة فقط وإعتدل الليل ليمضى وأنتبه الفجر ليقبل وتلعثمت كلماته بين الندم والرجاء " إلى العينين التي أطبقهما الموت قبل أن ألثمهما .. إلى الابتسامة التي لا أعرف منها إلا خيالاً .. إلى الإسم العذب الذي لا تهمس به شفتاي دون أن تملأ عيني الدموع .. إلى العشيقة والحبيبة التى رحلت إلى خالقها؛ فحرمني من حنو الجسد وقبلته وابتسامته ودمعته .. وحفظنى قبل الهاوية بربع ساعة فقط وأسجد لك يالله .. يارحمن .. كم كنت رحيماً ومازلت ويسكن جسدى قبح الخطيئة والرذيلة وعفوك طهر بدنى وأنار طريقى بنور وضياء الرحمة ... ألهى بك أستجير وبك أستجير . ودموع تنساب فوق الخدين ...........