هم الدّ ين
من جرب هم الديون .. من عاش تلك اللحظات القاسية في طلب مال من شخص آخر من أثقل نفسه بتلك الهموم وعرضها لتلك الآفة إنها مأساة تحيل الحياة لرعب قاتل.. تؤرق العين ، وتشقي النفس،تشعر بالذل وإراقة ماء الوجه ... قيود وأغلال تشتد عليه وطأة كلما اقترب وقت السداد وعجز عن ذلك...إنها طريق شائكة ملغومة لمن وطئها وحالت عن سدادها الظروف
ومع هذا يضطر الشخص للجوء ذلك الطريق الوعر المسلك بتمهيدها بأماني براقة في بداية الأمر ويرى انه قد يستطيع تحقيقها ولكن كلما مر يوم تبعه يوم أصعب منه لتنال منه الديون مأربها وتثقل كاهله فلا يرى لسدادها سبيلا..
وكلما ألح الطرف الآخر اشتدت القبضة على المدين وأصبحت سياطاً تجلده ليلاً نهاراً لايجد منها بد ولا يجد لنفسه منها مفرا..
أنها في الدنيا دوامة لاتنتهي لمن ذاق مرارتها تحيل حياته لجحيم لايطاق....
ولا يقتصر ذلك العذاب في الدنيا فالأمر الأعظم من ذلك ارتباط ذلك الدين بمصيره بعد الموت .
عن هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ) .
قال الإمام السندي رحمه الله : قوله ( معلقة ) أي : محبوسة عن الدخول في الجنة .
وبذلك فنحن نسعى لتوجيه إخواننا في الله بالكف عن ذلك وعدم التسويف والمماطلات في سداد الديون وعليهم الاستعانة بالله في قضاءالدين، والبحث عن حلول شرعية في ذلك، ويمكن الاستعانة بإخوانهم المسلمين، ليقدموا الدعم المادي، أو المشورة على الأقل.
وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه". فينبغي للإنسان ألا يستدين إلا إذا احتاج؛ لأنها حقوق الناس يتحملها في ذمته ولا يدري هل يستطيع قضاءها أم لا... كذلك عليه التخلص من بعض الأمور التي أصبحت لديهم عادة كحيازة بطاقات الإئتمان المتعددة وألا ينجرفوا خلف الدعايات وإعلانات القروض المبهرجة في أولها والمهلكة في آخرها..وفي حالة وجود ديون متعددة أن يعملوا على التفاوض مع الدائنين لتسوية الديون بمبالغ اقل بدفعات شهريه ميسرة تتوازن مع دخلهم ..مع تغيير بعض عاداتهم البذخية كالسفر والحفلات والمقتنيات التي يمكن تأجيلها حتى تتيسر أحوالهم، ؟ مع التوكل على الله في كل الأحوال وتوجههم بالدعاء في كل صلاة والتضرع مع كامل اليقين في قدرة الله سبحانه وتعالى على تخليصهم من همهم دون يأس أو قنوط ليذهب الهم والحزن بإذن منه تعالى ومن الأمور النافعة الإكثار من الاستغفار
يقول الله تعالى { فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا (10) يرسل السماء عليكم مدرارا (11) ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا (12) } سورة " نوح "
ولذهاب الهم والحزن وقضاء الدين:
- عن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدل فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي و غمى" إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا. رواه أحمد وابن حبان
- "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن و أعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" |