بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدي وسيد الخلق والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين : وبعد
ونحن في بداية قرن جديد ، قرن قفزت فيه الحضارة البشرية والتطور الى مدى لم يسبق
له مثيل ، وعندما نتكلم عن مجتمع اسلامي تسوده المحبة والمساواة ، والتي عبر عنها
بمصطلح ( الديمقراطية ) وهذا لفظ لا يعبر عنا كمجتمع يعتنق الدين الاسلامي .
فهذا الدين الحنيف الذي دعا اليه قبل 1425 عام ، خير من خلق على وجه الأرض
النبي الأمي ( محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم ) كان يقوم على المساواة والعدل
بين الناس ، ويضع أصول وقواعد المجتمع المدني الاسلامي الصحيح ، في تلك الفترة
ومنذ بزوغ فجر ذلك النور جوبه بأعداء كانوا يعلمون أن هذا الدين سوف يضع حدا
لعصر الجاهلية القبلية المقيتة والعصبية النتنة التي كانت تمزق الناس .
في تلك الفترة شعر أعداءنا بالخطر ، وأنا أقول أعداءنا مظطرا ،(لأن ديننا ليس دين عداء)
وأنتم تعرفون أعداء الاسلام ، فبدأوا بالكيد لهذا الدين ، وأسهل الطرق لذلك هي بث الفرقة
بين أبنائه ، وكانت أخطر وأدهى المكايد بث سرطان العصبية بين المسلمين ، وبذلك هم
أعادوا الجاهلية للعصر الاسلامي من دون أن يشعر أبناءه بذلك .
وقد استمر هذا الداء يعصف بالمسلمين لقرون طويلة ومن نهاية عهد الخلفاء الراشدين
مرورا بالدولة الأموية والعباسية ومابعدها حتى عصرنا الحاضر .
ونحن حين ننظر الآن الى مجتمعاتنا العربية من الخليج الى المحيط ، وفي ظل هذا التطور
الهائل ، للأسف وبالرغم مما وصلنا اليه ، الا أننا لا زلنا ننظر الى بعضنا من نافذة غير
حضارية ، لأن المرض العضال قد استشرى في عقولنا وداخل قلوبنا ، فلم نعد نعامل بعضنا
بمنضور اسلامي ، وسأختصر : فتجد من باب الأمثلة : أن الناس في تعاملهم مع بعضهم
تغلب عليهم العنصرية ، ففي أي مجال وفي أي مكان ( هذا واش يعود ) وتجد وللأسف
حتى من يحملون أعلى الشهادات ومن هم ملتزمون أصبحوا مصابين بهذا المرض .
وأصبحنا في فرقة وتشتت فهذا ينال من فلان وذلك يشتم قبيلة فلان ، حتى أن المسلمين
من جنسيات غير عربية انتقلت لهم العدوى ، فأصبحنا أحزاب وجماعات متفرقة ومتناحرة
وهذا والله هو الذي أدى الى تشتت شمل المسلمين وضعفهم .
وسأضرب لكم مثلا بسيطا حصل معي قبل فترة ، وهي عند صدور تعيين المجالس البلدية
فقد كنت مهتما وأتابع ذلك ، ولكن صدمني مالمسته ، ففي أحد الأيام وأنا مع أحد المعارف
فاذا به يستأذن ، فقلت له الى أين ؟ فرد علي سأذهب للتصويت لواحد من الجماعة .
فسألته هل هو يستحق و مؤهل لتصويتك ؟ فأجابني : المهم يترشح .
نحن منغلقون ومفرغة عقولنا ، ولا زلنا للأسف نعاني من هذا المرض العضال .