الســــــلام عليـــــــــــــكم
نُشر في العدد السابق عن الأخت أم حمزة مقالٌ بعنوان (هكذا فلتكن النساء) وحتى
نضع قراءنا أمام حقيقة هذه المرأة نقرأ سوياً ما كتبه عنها زوجها أبو حمزة حفظه الله حيث قال عنها:
(الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
أما السؤال عن أم حمزة رحمها الله رحمةً واسعة وأسكنها الله فسيح جناته وجمعني
الله وإياها في جنات عدن عند مليك مقتدر فإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن على فراق
الأحبة وإننا راضون بقضاء الله وقدره حلوه ومره وهذه الكلمات كتبتها لسيرة امرأةٍ
عظيمة كتبتها لتكون قدوةً لنساء العصر، كتبتها ليعرف أعداء الله أن هناك نساء صامدات
على طريق الحق لم يضرهن كيد الأعداء، كتبتها ليعرف الرجال أنفسهم جيداً أن هناك
نساء لم يجبن ولم يتقاعسن عن الجادة.
أم حمزة والمال:
أم حمزة دفعت جميع ما تملك من ذهب ومال في أبواب الخير وفي نصرة
المستضعفين، لمَّا علمت أم حمزة أن هناك مشروعاً خيرياً وهو اجتماع أسبوعي في
إحدى الاستراحات لداعيةٍ من الدعاة أو طالب علم ليلقي محاضرة في هذه الاستراحة
علمت أن المكان يحتاج إلى مكينة كهرباء فباعت ذهبها لتدفع قيمة المكينة وليذكر الله
في هذه الاستراحة، ولمَّا علمت أم حمزة أن المجاهدين يحتاجون إلى المال دفعت
جميع ما تملك من مال لنصرة المجاهدين وجمعت لهم التبرعات عن طريق النساء من
الأقارب والخيِّرات، فلله درها فقد توفاها الله وهي لا تملك من الذهب إلا خاتمين فيما أعلم.
أم حمزة ونصرة المجاهدين:
لقد آوت أم حمزة المجاهدين لمَّا خاف الرجال وتخاذلوا عن نصرة إخوانهم، لقد آوت
المجاهدين في بيتها مع زوجها وطبخت ونفخت وغسلت ونظفت ولم تتكاسل بل فرحت
واحتسبت ذلك عند الله فلله درها من امرأة.
أم حمزة والهجرة:
لما تبين لأم حمزة أن حكام نجد والحجاز طواغيت ومرتدون عن الإسلام كفَّرتهم وتبرأت
منهم وأبغضتهم وطلبت مني الهجرة إلى أفغانستان حيث هناك حكم طالبان الإسلامي
فرفضت الذهاب لعدم تَبَيُّني لحال طالبان آنذاك وكان ذلك عام 1420هـ.
حالها في بيتها:
كانت طائعة لزوجها وكانت رحمها الله تمر السنة عليها ولم تطلب شيئاً من السوق،
وكانت قليلة الخروج من البيت، وكانت لا تزور أهلها إلا في الشهر مرَّة، وكانت تردد قول
الله سبحانه وتعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)، وكانت تقول إن المرأة إذا أكثرت من الخروج لم
تكن قَارَّةً في بيتها، وكانت لا تذهب للمناسبات والمجالس العامة لوجود المعاصي والتبرج
في النساء فلله درها من امرأةٍ قلَّ أن يوجد مثلها من النساء، وكانت تذهب أحياناً لبعض
الدور النسائية لتسمع بعض المحاضرات.
أم حمزة والصدع بالحق:
أم حمزة صدعت بالحق وبالملّة يوم أن سكت العلماء، وقد كانت توزِّع كتب الملّة يوم أن
جبن الرجال ومن أشهر الكتب التي وزعتها أم حمزة على بعض النساء دعوة لله ونشر
للحق كتاب شيخنا أبومحمد المقدسي (الكواشف الجليّة) وكتاب: (ملَّة إبراهيم) و(إمتاع
النظر في كشف مرجئة العصر).
أم حمزة والشهادة في سبيل الله:
لقد كانت تفرح عندما تسمع عمليةً استشهادية نَفَّذتها امرأة سواءً في فلسطين أو في
الشيشان فكانت والله تبكي تريد عملية استشهادية ضد الصليبيين في جزيرة العرب فلله درك يا أم حمزة.
أم حمزة واللحظات الأخيرة:
وقبل وفاتها تقريباً بعشرة أيام كتب آيات من كتاب الله تعالى عزَّ وجل في السكينة وكأنها
تقول لي: السكينة.. السكينة..
كتبتها في ورقة ووضعتها عند رأسها ولم أتمعَّن في هذه الآيات إلاَّ بعد وفاتها.
وكانت تنظر إلى أعلى وتقول لأهلها قبل وفاتها: (إني أرى عليين)، وكانت تقول أيضاً
وهي تنظر إلى السماء وتبتسم: (إني أرى مكاني في الفردوس الأعلى) وتقول لأمها:
(لا تحزني سوف أراكِ في الجنة) وكان من آخر ما قالتجاهدوا الكفار) ونطقت الشهادة
ففاضت روحها إلى بارئها في ابتسامة مشرقة رحمك الله يا أم حمزة وغفر الله لك ما
أطيبك حيةً وما أطيبك ميتةً اللهم إني راضٍ عنها فارض عنها يا أرحم الراحمين
لاتنسوني من صالح دعائكم