الثواني والحياة ؟!!

**معلومات** **العضو** · 26-12-2007, 03:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سمعنا منذ الصغر بأن الوقت كالسيف , ومن لم يحسن إستغلاله فهو غير آبه بمعناه ومع الزمن سيكتشف أنه أضاع شيءً ثميناً خلال السنين التي قضاها .

أرى من واقع الحياة أن أكثرنا لا يحسن استغلال الوقت بفعالية ، وللأسف هناك من الناس من يظن أن تنظيم الوقت معناه الجد التام ولا وقت للراحة أو التسلية، والبعض يظن بأن تنظيم الوقت شيىء تافه لا وزن له ذلك لأنهم لا يقيمون لأهمية الوقت وزناً، وهذه المفاهيم تنتشر لدى الأغلبية من الأشخاص .

لا ننسى أن نقتبس دائماً أي مشروع في حياتنا من ديننا الحنيف فلو أتينا إلى مشروع الوقت وأستغلاله فنجد أن هناك أحاديث عن رسول الخلق عليه الصلاة والسلام يقول فيها ساعة وساعة ( يقصد بها بأن الجد له وقت والراحه لها وقت ) , أعط جسدك إستراحه وليست راحه .
لو نسأل أهل العلم كيف وصلتم إلى ماوصلتم إليه سيقولون كنا نجتهد وهذا يعني أنهم لا يضيعون كثيراً من الوقت .

دقاتُ قلب المرء قائلةً له === إن الحياة دقائق وثوانِ

فلنعلم بأن الثانية التي تذهب من عمرنا تعني ذهاب أنفاسنا والنفس لا يعود كما هو الحال مع الوقت , فالله جل جلاله أقسم بأجزاء من الوقت فأقسم بالعصر والضحى ...

ديننا الحنيف يحثنا على إستغلال الوقت بالعلم ونفع المحتمع من حولنا ونفع أنفسنا
بالعلم والعمل والمثابره والجد والإجتهاد في إرضاء الله ورسوله وإرضاء النفس .
سافرت كثيراً داخل بلادي , وسافرت قليلاً خارج البلاد الحبيبه فعجبت لأمر المسلمين
الأجنبي طوال الوقت كتابه في يده لا يكاد يفلته وإن جلس في ممر للمشاه فعيناه لا تكاد تفارق جنبات الكتاب , ونحن نتأمل خلق الله , هذا قصير وهذا طويل ,,,,
أضاع الطريق، فترك الكتاب، وهو خير رفيق ، يقول المتنبي:

أعز مكان في الدُنا سرج سابح === وخير جليس في الـزمان كتابُ
لا أعني بذلك أن نقراء في كل مكان ولكن , ما أعنيه أنني أتعجب مما يفعلونه في إستغلال الوقت فالمسلم لو إستغل وقته فهو عباده ونفع للخلق , ولكن غير المسلم إن إستغل وقته فهو نفع للخلق فشتان بين هذه وتلك .

أنا هنا وأنا أكتب أيضاً أحاسب نفسي فنفسي مقصره , ولكنني هنا مذكر فلعل الذكرى تنفعنا , فنحن مقصرين فلو نقول نحن مقصرين فلا نتناصح فمن ينصحنا بعد محمدٍ عليه السلام .

تم المقصود فأن قصرة فمن نفسي والشيطان وأن وفقت فمن الله وحده .

~ كل الود ~