أيها الرجال:
اقرؤوا قول الباري جل جلاله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [التحريم:6].
أيها الرجال:
إن النساء أمانة في أعناقكم وسوف تسألون عن هذه الأمانة إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ [الأحزاب:7] فالنساء أمانة في أعناق الرجال وسوف يسألون عنها أمام الله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم {والرجل راع في أهل بيته، ومسئول عن رعيته }.
أيها الرجال:
تذكروا متى تكون المسائلة والمناقشة، ثم تذكروا من الذي سوف يلقي عليكم الأسئلة، إنه الله جل جلاله، وتقدست أسماؤه، أما موعد السؤال والنقاش فهو يوم القيامة يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] اسمعوا أيها الرجال! يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] فيا من أضاع الأمانة تذكروا ذلك اليوم العظيم، ومما أضاعه الرجال أن تركوا الحبل على الغارب للنساء؛ فتتوظف مع الرجال، وتختلط مع الرجال، بأعمالٍ ليس لها حقٌ بها.
ومن إضاعة الأمانة، أن بعض الرجال ترك المرأة تسافر بدون محرم، لا إله إلا الله، أين المروءة؟ أين الشيمة أيها الرجال؟ أين المسئولية التي ألقيت على أعناقكم؟ نعم. إن بعض الرجال ترك الحبل على الغارب للمرأة أن تسافر بدون محرم، وتخالط الرجال ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن ذلك {لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم }.
ويقول صلى الله عليه وسلم:
{لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا مع ذي محرم }.
ويقول صلى الله عليه وسلم:
{ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما }.
ويقول صلى الله عليه وسلم:
{إياكم والدخول على النساء، فقال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت }.
أيها الرجال:
يا من أضعتم الأمانة تذكروا الوقوف بين يدي عالم الخفيات، لا إله إلا الله: فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى **** يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى ****وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى [النازعات:34-36].
أيها الرجال:
يا من أضعتم الأمانة، يا من تركتم الحبل على الغارب للنساء، يخرجن إلى الأسواق متبرجاتٍ متعطرات سافرات مفتونات، إنكم سوف تسألون عن هذه الأمانة: فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ **** يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ **** وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ **** وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ **** لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ [عبس:3-7] يا من أضعت الأمانة تذكر الوقوف بين يدي الله: يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [غافر:16].
أيها الرجال:
تذكروا قول الجبار جل جلاله:
الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [غافر:17].
أيها الرجال:
يا من تفكرون بالمادة، يا من أضعتم النساء من أجل المادة؛ حتى إن بعض النساء صارت تتعذب في بعض البلدان وتمكث أسبوعاً كاملاً بدون محرم، لماذا؟ لأجل الدنيا، الله أكبر يا من أضعتم الأمانة من أجل الدنيا، تذكروا قول الرب جل وعلا: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر:18].
************************************
عاقبة تضييع الرجال لأمانة النساء
أيها الرجال:
تذكروا يوم أن تقف المرأة بين يدي الله وتقول: يا رب خذ مظلمتي، إما من أبيها أو من زوجها أو من وليها الذي تولى أمرها وأضاعها في الدنيا.
عاقبة تضييع الرجال لأمانة النساء
اعلموا أنكم ستعرضون على محكمةٍ قاضيها الله، ولا إله إلا الله، أين المفر أيها الرجال؟ يا من أضعتم الأمانة إذا عرضتم على محكمة قاضيها الله؟ وشعارها العدل، ومحاميها العمل، وموظفوها الملائكة، وجنودها الزبانية، وساحتها القيامة، إنها محكمة عدل حسابها بالخردلة والذرة، وحكمها مشمول بالنَّصَب.
عباد الله:
إنها محكمة عدل ليس فيها ضمانة، ولا كفالة ولا مراوغة ولا تأجيل ولا تضليل، إنها محكمة عدلٍ قاضيها الله.
أيها الرجال:
يا من أضعتم الأمانة تذكروا من الذي سوف يشهد عليكم إذا عرضتم على محكمة قاضيها الله، إن الشهود هي: الجوارح والأعضاء والجلود، يقول الرب جل وعلا: حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ **** وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ [فصلت:20-21].
يا أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم! إنه أمر يحزن، إنه أمر يخيف من بعض الرجال الذين أضاعوا هذه الأمانة، وتركوا الحبل على الغارب للمرأة، تسافر وحدها، وتخالط الرجال، وتدخل الأسواق سافرة متعطرة فاتنة مفتونة، إنها -والله- سوف تكون مسائلة بين يدي أحكم الحاكمين سبحانه وتعالى: يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [النبأ:40].. يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً [آل عمران:30].
أيها الرجال:
إنها الأمانة التي ستسألون عنها يوم أن تقفوا بين يدي الله.
يقول ابن القيم رحمه الله جل وعلا:
ويأتي إله العالمين لوحده **** فيفصل ما بين العباد ويحكم
ويأخذ للمظلوم ربك حقه **** فيا بؤس عبدٍ للخلائق يظلم
وينشر ديوان الحساب وتوضع **** الموازين بالقسط الذي ليس يظلم
فلا مجرم يخشى ظلامة ذرة **** ولا محسن من أجره ذاك يهضم
لك أخي و أبي و زوجي و أخواني في الله و محارمي
الله يهديكم لما يحب و يرضى