خالد بن أحمد السديري في حوار تلفزيوني

[معلومات العضو بدران البدراني]

خالد بن أحمد السديري في حوار تلفزيوني توثيقي الدكتور عبدالرحمن الشبيلي

التاريخ لا يصنعه إلا العظماء الذين يسطرون بدمائهم وكفاحهم ونضالهم وجهدهم وعرقهم حروف صفحاته، وهي حروف مضيئة مشعة من نور قوي خارق يمتلكونه في قرائحهم، ويشع من إبداعاتهم، والبحث والتنقيب عن هذه الشخصيات الصانعة للتاريخ كالغوص في أعمق أعماق البحار لجمع النفيس من الدرر والجواهر واللؤلؤ الفذ الثمين، والبحث عن هذه الكنوز المدفونة المخبأة يحتاج إلى غواص بارع يعرف القيم من الزائف، والصحيح من المغشوش، وحينما يكون الإنسان مبدعاً في ملكاته، متميزاً في قدراته، يأخذ بتلابيب القلوب، ومكامن النفوس، احتراماً منها وتقديراً وحباً وإجلالاً، فهو عملاق عظيم في فنه كطائر الشوق والعشق والصبابة الذي يملأ الأفئدة حباً ورقة وعذوبة، والعظيم من رجالات التاريخ من يوظف عبقريته وملكاته في صقل ضمير مجتمعه الذي يعيش بين جنباته، ويعتل بعليله، ويتنسم نسيمه، فحياته هي حياة الآخرين، وسعادته هي سعادة الأكثرين وذلك لأنه نجم مشع في تاريخ وطنه، وسبيل حريته، وهذه الكوكبة من العظماء الذين صنعوا التاريخ (لم يصنعوه على فراش حريري سندسي استبرقي، بل صنعوه بحبات عرقهم، ومعاول تحديهم، وقوة إرادتهم، وجلدهم وصبرهم حتى قدموا للأجيال الحرية والاستقلال والأمن والأمان والهناء، فرسموا بأناملهم بسمة دائمة خالدة على راية الوطن، وشدواً شيقاً جعل الناس يترنمون بقصائد حب الوطن في كل ذكرى مجيدة، فلله ما أجل دورهم، ولله ما أعظم كفاحهم. )

إذا الشعب يوماً أراد الحياة =فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلي =ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة =تبخر في جوها واندثر

وأمامي رجل من التاريخ السعودي الحافل وهو من رجالات الدولة البارزين، هو الأمير خالد بن أحمد السديري، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته وواسع جنانه - وصفه علامة الجزيرة وعلامتها بقوله: (من خيرة من عرفت من الأمراء خلقاً وعقلاً وسعة اطلاع) وفي موضع آخر من سوانح الذكريات يقول يرحمه الله: (وقد عرفت الرجل حق المعرفة، فأدركت أنه على جانب عظيم من الأخلاق الفاضلة من محبة الخير، والرغبة في الإصلاح العام، كما أنه يتمتع بقسط من الثقافة وسلامة التفكير، ومعرفة أحوال الناس، وترفعه عن كل نقيصه،) كما وصفه يراع الأستاذ المبجل عبدالعزيز بن عبدالله السالم بقوله: (بين أيدينا مؤلف يرسم صورة حياة شخصية من رجالات هذه البلاد البارزين: رجل توسم فيه صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز - تغمده الله برحمته- النضج الفكري والأهلية الذاتية لكل ما يعهد إليه من مسؤوليات ومهمات، سواء كانت في ميادين الفروسية أو في المجالات الإدارية فكان القائد العسكري الناجح والحاكم الإداري المتميز، ولا أدل على نبوغه وتألقه في مجالات متعددة من أن جلالة المؤسس العظيم اختاره في عام 1365هـ (1946م)، ليكون عضواً في المجلس الاستشاري للملك عبدالعزيز بين أعضاء مرموقين تضمهم الشعبة السياسية في الديوان الملكي ينتمون إلى بلدان عربية متعددة من أرباب الثقافات العالية، والتجارب المديدة في حقل السياسة والخبرات العديدة في أنحاء متنوعة من نواحي الحياة، هذا الفتى الثلاثيني عمراً ينضم إلى عمالقة في أجواء السياسة وممارسة أحداث العصر، ليقدموا ثمرات أفكارهم ونتائج خبراتهم فيما يعرض عليهم بتوجيه من العاهل الكبير، وأما غواصنا )

الماهر سعادة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي فقد جلى الصدأ، وأزاح الغبار عن هذه الشخصية العملاقة في حوار تلفزيوني توثيقي هو الراجح في سلسلة الحوارات التلفزيونية يقول في طبعته الأولى لعام 1428هـ - 2007م) (1) جاء في مقدمته ما نصه: (أدرك أن الحديث هو عن علم يعرف عنه بعض القراء أكثر مما أعرف، وأن بعضهم يكن من العواطف نحوه فوق ما تنطق به هذه الكلمات، لكن ساعات من الحوار معه في صبيحة يوم من شتاء عام 1397هـ (1977م) أي قبل وفاته بعامين، رسمت له في الذهن صورة واضحة المعالم، متكاملة الأبعاد عن مواهبه ومعارفه وشخصيته، وهي صورة لا تبرح الذاكرة مع ذلك الشريط الوثيقة الذي ظل حبيس مكتبتي الخاصة نحو ثلاثين عاماً، كان الحوار معه سياحة ممتعة في عالم التاريخ والسياسة والأدب والفروسية ومعرفة الأنساب والقبائل وهي كفايات لا يبلغها المرء في الكتاب أو المدرسة وإنما هي إرث ثقافي متأصل ومواهب معرفية مكتسبة تتصل ببيئة الإنسان وتربيته وتنشئته وتتناقلها الأسرة جيلاً بعد جيل).


وقد تتجلى هذه الصورة التي رسمها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي - حفظه الله- بريشة الفنان المبدع الذي يعرف كيف يختار ألوانه ويفاضل بينها ويمزج بعضها بالبعض الآخر ثم يركبها على لوحة حوارية بديعة، تعد قطعة من قطع الحوار المثالي الرائع، وحتى تكتمل الصورة أكثر وتتباهى مختالة أمام الآخرين يختار أبياتاً جميلة فقط قالها الأمير الراحل: خالد بن أحمد السديري - رحمة الله عليه- في ذكر المؤسس الراحل المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله أثره وثراه، وهي باللغة العربية الفصحى وتقع في سبعة عشر بيتاً أختار منها أبياتاً ذائعة تسير مسار المثل السائر والحكمة الشرود، وهي دلالة على ما يملك من قريحة أدبية دفاقة معطاءة يقول فيها:

لم يلهني الرسم والتشبيب والغزل =ولا المنازل والآثار والطلل
لكن هويت خلالاً من عباقرة =هم المكارم والأمجاد والمثل
فليس يطربني إلا شمائلهم =إذا تدبرت ما قالوا وما فعلوا
في سيرة الملك الباني لأمته =صروح مجد عليها العدل يشتمل
عبدالعزيز أبو الأبطال قدوتهم =من طاب أصلاً وطاب القول والعمل
لشعبك اليوم آمال يتوق بها =لها اهتمامك بعد الله يتكل

والشاعر هنا يرفع آيات الأمل والطموح التي يحس بها تجاه قدوته المؤسس الكبير، وهو يصور نضاله وكفاحه وجهاده في رفع رايات وطنه عالية مرفرفة براقة كما أنها تشير إلى أن قلب الأمير الشاعر كان ينبض بما ينبض به قلب كل سعودي علق أحلامه الوطنية العميقة على كتفي جلالة المؤسس الكبير - عليه من الله الرحمة والغفران - فكانت بمثابة يد مدت من قصر الموج لتأخذ بيد غريق، وتذكرني هذه الأبيات بقول الشاعر خليل مطران:

يا باعث المجد القديم بشعره =ومجدد العربية العرباء
أنت الأمير ومن يكنه بالحجى =فله به تيه على الأمراء

والأمير خالد السديري كان يقرض الشعر الفصيح والعامي ومن رائق شعره فيه:

قالوا لي أقعد بالذرى لا تعداه =جسمك مواجهة الهبايب تكوده

وهذه الأشعاء العامية دون مستوى لغة الشاعر الفصيحة العالية فقد هبط من برجه العالي العاجي ليحاكي عامة الناس، وفي هذه القصائد تضاريس حماسية وغزلية وحربية وحكمية، وقريحته الشعرية التي ازدانت بها شخصية الأمير خالد - رحمه الله - لا يختلف اثنان على شاعريتها ونبوغها وتفوقها، فهي بلسمه ومتنفسه الذي يطل به على العالم من حوله، وهي دليل وطنيته الفذة، فقد أحب بلاده حباً ملك عليه شغاف قلبه، واستولى على ذاته ونفسه، وكانت أشعاره بليغة فصيحة في ألفاظها ومعانيها:

ودعت من لا رغبتي في وداعه =والعرف بين الناس وقفة وتوديع
وأخذت أجاهد ساعة بعد ساعة =نفسي بها أولع جاير البين توليع

والحديث عن الشعر الخالدي السديري ذو شجون، ولكني أنتقل بك أيها القارئ الكريم إلى نص الحوار الذي أجري مع أميرنا الراحل، ما الذي تناوله؟ وما هو الشيء الذي طرقه؟
لقد كان الحوار عملية تحليلية دقيقة لشخصية الأمير خالد السديري، والتركيز على عناصر كثيرة في شخصيته مع إبراز قيمه ومبادئه الإنسانية الخلابة، وكنت أحار في وصف حوار الدكتور القدير عبدالرحمن الشبيلي - حرسه الله- أهو حوار الرسام الماهر المتخصص في رسم الصور؟ أم هو حوار المؤرخ اللبق الذي استطاع أن يأتي بالحقائق والأحداث التاريخية بعد جمعها وحشدها مرتبة ترتيباً دقيقاً جداً؟ ثم جاء حدث الكتاب وحديثه مصوراً حياته والعصر الذي عاش فيه، فكانت شخصية أميرنا الراحل الفذ عملة واحدة بعدة أوجه، تارة سياسي محنك، وتارة زعيم عربي، وتارة قائد عسكري، وتارة عقلية علمية، وتارة شاعر له ذوق وحس ورهافة ورقة ودماثة:

دار بها محبوب قلبي وشوقه =سيد المها عذب اللما مدمج الساق
يهيا لها الوسمي صدوق حقوقه =هذا من الله في مقادير الاوفاق
لجادل اللي ما تخيط فتوقه =بين السواعد في حشا الروح خفاق
صبري قضى والقلب خله يسوقه =للوجد واظهار التمني والأشواق
مفتون باللي ينهب العقل موقه= نهاب لعقول العاشقين عشاق
غرو بطرق الغي تقوى طروقه =أحسن شخص للروح والعقل سراق
حوري عيون في هواها شقوقه =تجرح فؤاد اللي تولع ولا ذاق

والوثيقة الأصلية التي اعتمد عليها د. الشبيلي هي ذلك الشريط الذي كان حبيس الأدراج المحكمة الموثقة ثلاثين عاماً، أما الوثيقة الكنز الذي ذهب أدراج الرياح فهي مذكراته التي كتبها بيده، ولكنها تعرضت لحريق في خيمته النجرانية فأتت النار على الأخضر واليابس.


وفي خاتمة التطواف تتجلى لنا من خلال هذه السيرة الحوارية شجاعة الأمير وبسالته وصراحته وعقليته الحكمية ثم موقف المحاور مع ضيفه موقف الاكبار والإجلال والاعتزاز وأصغِ إليه أخيراً ليقول لك: (في حواره الممتع يحلق خالد السديري في أجواء التاريخ، ليكشف عن راوية يقرأ في الأحداث والوقائع وكأنما هو قد درس فلسفة التاريخ أو قرأ مقدمة ابن خلدون، مع حس توثيقي يؤكد أنه كان يحفظ ويدون ويرصد) حفظ الله غواصنا الماهر الدكتور الشبيلي وما زلنا في شوق لدرره وجواهره.


المصدر صحيفة الجزيرة
http://www.al-jazirah.com/114032/wo4.htm

 

 

 

 

[معلومات العضو العضوالمنتدب]

تسلم يمناك يابدران وخالد السديري قصة بطوله والتاريخ وفعال الاميرخالد خير من ينصفه هو وأمثاله

والمرحوم شمس شارقه مايحتاج تعريف

 

 

 

 

[معلومات العضو فيصل بن جزاء]

بدران البدراني

لاهنت وبيض الله وجهك على هاالموضوع الرائع

الامير خالد بن احمد السديري (مجموعه تاريخيه نادره)

فهو القائد البطل والامير الشجاع والشاعر المبدع والاديب المتمكن

والاداري الناجح صفات قلما تجتمع في شخصيه واحده

رحم الله الامير خالد بن احمد السديري واسكنه فسيح جناته

تقبل التقدير والاحترام

 

 

 

 

[معلومات العضو أبونواف الدوسري]

الأخ بدران البدراني

لا هنت علي هذا الموضوع.

ورحم الله الامير خالد بن احمد السديري واسكنه فسيح جناته.

تقبل تقديري وأحترامي.

أخوك أبو نواف الدوسري.

 

 

 

 

[معلومات العضو العماني]

الله يرحم الأمير خالد السديري ويسكنه فسيح جناته

الأخ العزيز بدران البدراني

بيض الله وجهك وتسلم على نقل هذه المقالة عن شخصية عظيمة من اعلام الدواسر

تقبل تحياتي،،

 

 

 

 

[معلومات العضو قلم بدون حبر]

الأخ بدران البدراني لا اشكرك علي هذا الموضوع.

ورحم الله خالد بن احمد السديري

 

 

 

 

[معلومات العضو بدر حمد الدوسرى]

الله يرحم الأمير خالد السديري ويسكنه فسيح جناته

الأخ العزيز بدران البدراني مشكور وعرض رائع تحياتى

 

 

 

 

[معلومات العضو المساعدية]

الله يرحم الامير خالد بن أحمد السديري

شكرا الاخ بدران على الموضوع

 

 

 

 

[معلومات العضو بدران البدراني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العضوالمنتدب

تسلم يمناك يابدران وخالد السديري قصة بطوله والتاريخ وفعال الاميرخالد خير من ينصفه هو وأمثاله

والمرحوم شمس شارقه مايحتاج تعريف

العضو المنتدب

آشكرك على رد على الموضوع وهنا أتذكر رد تركي بن خالد على صحفي حين سأله على عدم وضع لخالد الأحمد كتاب تذكر بأفعاله الخالده رد وقال سنجعل هذه للتاريخ

آشكرك على مرور

 

 

 

 

[معلومات العضو ابن محمد الودعاني]

الاخ العزيز بدران البدراني لاهنت وبيض الله وجهك على الموضوع المميز للأمير خالد بن احمد السديري رحمه الله

ولك جزيل الشكر والتقدير

 

 

 

 

[معلومات العضو مهند البدراني]

الأخ بدران البدراني

لا هنت علي هذا الموضوع.

ورحم الله الامير خالد بن احمد السديري واسكنه فسيح جناته.

 

 

 

 

[معلومات العضو ابن هميل]

لاهنت على هذا الموضوع

 

 

 

 

[معلومات العضو عبدالرحمن النتيفات]

الله يرحم الأمير خالد السديري ويسكنه فسيح جناته

الأخ العزيز بدران البدراني مشكور وعرض رائع تحياتى

 

 

 

 

[معلومات العضو سعـد بن الأشيب]

الأخ بدران البدراني

لا هنت علي هذا الموضوع

ورحم الله الامير خالد بن احمد السديري واسكنه فسيح جناته


وتـــــقبل ودي واحتــــرامـــي :::

 

 

 

 

[معلومات العضو ابو زابن المسعري]

الاخ العزيز بدران

لاهنت وبيض الله وجهك وجعلك سالم

على نقل هذا الحوار الممتع