احتفلت جماهير ريال مدريد أمس بفوز فريقها بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم للمرة الـ30 في تاريخه بعد تجاوزه ريال مايوركا في الجولة الأخيرة من الدوري 3/1 حيث توجه أكثر من 200 ألف شخص إلى ساحة بلازا دي سيبيليس بوسط مدريد لمشاهدة فريقهم الفائز وهو يجوب شوارع العاصمة في حافلة احتفالاته ذات الدورين.
وأضيئت سماء مدريد بالألعاب النارية عندما أحرز ريال مدريد اللقب دون أن يمنع ذلك من وقوع مصادمات بين مجموعة من المشجعين وبين الشرطة الإسبانية على هامش الاحتفالات الضخمة.
وذكرت محطات إذاعة إسبانية أن الجماهير ألقت المفرقعات النارية والزجاجات على رجال الشرطة وردت الشرطة بإطلاق الأعيرة المطاطية على حشود الجماهير.
وأفادت تقارير بوقوع أحداث مشابهة في مدينة أليكانتي على ساحل كوستا بلانكا الإسباني. ولم يعرف بعد ما إذا كانت قد وقعت أي اعتقالات. ولكن احتفالات ريال مدريد كانت سلمية بصفة عامة.
من جهة أخرى حظي ديفيد بيكهام وروبرتو كارلوس بتحية المنتصرين أثناء مغادرتهما إستاد برنابيو وذلك بعد أن لعبا آخر مباراة مع ريال مدريد .
وتلقى قائد منتخب إنجلترا السابق تحية قوية من قبل 76 ألف متفرج احتشدوا في إستاد ريال مدريد عندما خرج وهو يعرج من الملعب وكان فريقه متراجعا بنتيجة 1/ صفر في منتصف الشوط الثاني من المباراة.
إلا أن بيكهام (32 عاما) حقق طموحه في الفوز ببطولة كبرى قبل مغادرته النادي الفائز بدوري أبطال أوروبا 9 مرات.
وقال بيكهام للصحفيين أثناء دخوله إلى المباراة ومعه أبناؤه الـ3 للاحتفال بفوز ريال مدريد "أنا في غاية السعادة. إنه أمر لا يصدق ومن العظيم أن أجد عائلتي معي هنا."
وكان روميو وبروكلين وكروز بصحبة والدهم وارتدوا قمصانا عليها رقم 23 وكتب على ظهرها عبارة "أبي" فيما قام لاعب خط الوسط بجولة في أرجاء الملعب لتحية الجمهور ثم قبل أرضية الملعب وهو يودع جماهير ريال مدريد المحتشدة في الملعب.
وقال بيكهام "إنها خبرة لا تصدق لكن كل ما سأتذكره الآن هو الأشياء العظيمة والجيدة نظرا لأن الفوز بالدوري الليلة نحى كافة الأمور الأخرى جانبا."
ولعب بيكهام 157 مباراة لريال مدريد إلا أن آخر بطولة فاز بها هي كأس السوبر الإسبانية عندما فاز ريال مدريد على مايوركا عقب وقت قصير من انضمام اللاعب قادما من مانشستر يونايتد في عام 2003.
من جهته أنهى روبرتو كارلوس 11 عاما قضاها في ملعب برنابيو بعد أن لعب أكثر من 500 مباراة مع الفريق وفاز بـ4 ألقاب للدوري و3 كؤوس أوروبية.
وفاز اللاعب البرازيلي بأول لقب للدوري مع الفريق الملكي الإسباني قبل عقد مضى في أول فترة يتولى فيها فابيو كابيلو تدريب الفريق.
وقال كارلوس (34 عاما) الذي وقع عقدا لمدة عامين مع فريق فناربخشة التركي "يجب أن أستمتع بلحظة كهذه إلا أنني أعتقد أنني سأبكي بعدها عندما أتتحدث إلى أسرتي."
وأضاف "يحدوني الأمل إلى أن يستمر ملعب برنابيو متألقا على الدوام مثلما هو عليه الآن. إنه لقب في غاية الأهمية بالنسبة للنادي."
وكان ريال مدريد قد أفلت من كمين ضيفه ريال مايوركا بصعوبة بالغة ليتوج مساء أول من أمس بلقب الدوري الإسباني ولكن ريال مدريد الذي لم يحرز أي لقب منذ عام 2003 رفض أن يهدر فرصة إحراز اللقب على ملعبه في المرحلة الأخيرة من المسابقة ونجح في تحويل تخلفه بهدف إلى فوز ثمين 3/1 في الشوط الثاني من المباراة ليتوج باللقب وخاض ريال مدريد المرحلة الأخيرة أمس وهو على قمة جدول المسابقة برصيد 73 نقطة وبفارق نتيجة المواجهة المباشرة فقط أمام برشلونة بعد أن أحرز ريال مدريد أربع نقاط من مباراتيه أمام برشلونة في الدوري هذا الموسم مقابل نقطة وحيدة نالها برشلونة.
وكان ريال مدريد بحاجة إلى الفوز فقط ليضمن الفوز باللقب بغض النظر عن نتيجة برشلونة مع جيمناستيكا وتحقق له ما أراد حيث أنهى مسيرته في المسابقة برصيد 76 نقطة في الصدارة وبفارق نتيجة المواجهة المباشرة فقط أمام برشلونة.
أما فريق أشبيلية فسقط في فخ الهزيمة على ملعبه أمام فياريال ليتجمد رصيده عند 71 نقطة في المركز الثالث.
ولحق سلتا فيجو وريال سوسييداد بفريق جيمناستيكا تاراجونا في قافلة الهابطين إلى دوري الدرجة الثانية بإسبانيا رغم فوز سلتا على خيتافي 2/1 وتعادل سوسييداد مع فالنسيا 3/3 في وقت سابق أمس ضمن نفس المرحلة.
ولم تكن هذه النتائج مفيدة بالنسبة للفريقين اللذين شاركا في بطولة دوري أبطال أوروبا قبل ثلاث سنوات حيث احتل سوسييداد المركز الـ19 برصيد35 نقطة وجاء سلتا فيجو في المركز الثامن عشر برصيد 39 نقطة بفارق نقطة واحدة خلف كل من ريال بيتيس وأتليتك بلباو اللذين تغلبا على ريسينج سانتاندر وليفانتي على الترتيب بنتيجة واحدة هي 2/صفر في مباراتين أخريين أمس بنفس المرحلة.
وستحل فرق بلد الوليد ومورسية وألمريا الصاعدة من دوري الدرجة الثانية مكان سلتا وسوسييداد وجيمناستيكا في دوري الدرجة الأولى الموسم المقبل.
وعلى إستاد "سانتياجو برنابيو" في العاصمة الإسبانية مدريد ووسط حشد جماهيري هائل حضر للاحتفال بتتويج نادي النجوم بلقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 2003 ليكون هذا اللقب نهاية عصر النجوم الكبار الذي ينتهي هذا الموسم برحيل الإنجليزي ديفيد بيكهام والبرازيلي روبرتو كارلوس آخر هؤلاء النجوم.
وجاء هذا اللقب لنادي ريال مدريد بعد سنوات عجاف فشل فيها على المستويين المحلي والأوروبي.
وفوجئ الجميع في إستاد سانتياجو برنابيو بتقدم ريال مايوركا مبكرا بالهدف الذي سجله فيرناندو فاريلا في الدقيقة 17 وتسرب الخوف للبعض خشية ضياع اللقب من ريال مدريد حيث كانت ستمثل المرة الأولى التي يضيع فيها اللقب منه في المرحلة الأخيرة على ملعبه.
لكن ريال مدريد بروحه القتالية العالية أبى أن يغير سجله الرائع بهذا الشأن وحسم اللقب مجددا على ملعبه في المرحلة الأخيرة مثلما حقق هذا الإنجاز سابقا.
ويدين الفريق بفضل كبير في هذا الفوز والتتويج إلى نجمه الإسباني الدولي خوسيه أنطونيو رييس المعار إليه من أرسنال الإنجليزي والذي سجل الهدفين الأول والثالث للفريق في الدقيقتين 68 و83 بينما سجل زميله لاعب خط وسط منتخب مالي محمدو ديارا الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 80 من المباراة.
وكالعادة ضاعف ريال مدريد من صعوبة المباراة على نفسه بعدما سمح لمنافسه بالتقدم عليه قبل أن يحول النتيجة لصالحه قبل النهاية بقليل.
وبدأ ريال مدريد المباراة بتوتر وتصدى القائم لتسديدة من القدم اليسرى للاعب خوان أرانجو لاعب ريال مايوركا في الدقيقة الأولى من اللقاء لكن أرانجو نفسه أهدى إلى زميله فاريلا تمريرة متقنة سجل منها هدف التقدم لمايوركا في الشوط الأول.
وبدت الصدمة واضحة بالفعل على ريال مدريد بعد هذا الهدف حيث خشي لاعبوه من تأثير "المكافآت التحفيزية" التي وعد بها برشلونة فريق ريال مايوركا في حالة عدم فوز ريال مدريد في هذه المباراة والتي تبلغ قيمتها نحو 3 ملايين يورو.
ولذلك فشل ريال مدريد في تهديد مرمى مايوركا في الشوط الأول. وسارت الأمور من سيئ إلى أسوأ بعد خروج فان نيستلروي مصابا في الدقيقة 32 ليفقد الفريق أحد عناصر قوته بل وأبرزها بالفعل حيث كانت أهدافه الوفيرة وتألقه في المباريات الأخيرة لريال مدريد هي السبب الرئيسي وراء عودته للمنافسة على اللقب.
وتصدت عارضة مرمى مايوركا في الدقيقة 57 لتسديدة قوية أطلقها ديفيد بيكهام من ضربة حرة. وبعدها حل رييس مكان بيكهام ليكون تغييرا موفقا من المدرب الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني لريال مدريد.
وسجل رييس هدف التعادل من اللمسة الأولى له للكرة في المباراة وذلك إثر تمريرة من زميله جونزالو هيجوين.
وأصبح ريال مدريد بعد ذلك في حاجة فقط إلى هدف الفوز وبالفعل نجح ديارا في تسجيله بضربة رأس إثر ضربة ركنية لعبها من بين ميجيل مويا حارس مرمى مايوركا وزميله أنجيلوس باسيناس.
وسجل رييس هدف الاطمئنان لفريقه بعدها بثلاث دقائق فقط بتسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء لتنطلق معها الاحتفالات في إستاد سانتياجو برنابيو ومنه إلى كل أنحاء العاصمة الإسبانية.