07-01-2007, 08:10 AM | #1 | ||
|
قصة الزير سالم - الجـزء الـخـامــس
ذهبت الصلح او تردوا كليبا=اونبيذ اليين نطرا ذهلا ذهبت الصلح او تردوا كليبا=او نعم السيوف شيبانا ذهبت الصلح او تردوا كليبا=او ازهق الرجال قهرا وذلا فتعجب الفرسان من شعره ومقاله وانذهب من هول قتاله وكذلك اندهشت باقى ابطاله باقى ومازال الحرب يعمل الدم يبذل والرجال تقتل الى ان ولى النهار وارتحل ودخل الليل ... فعند ذلك رجع الامير المهلهل وباقي الجيش والجحفل وجميع أكابر عشيرته وأهله وأخوته يتحادثون فيما يجري ويكون فاستقر الرأي على سرعة الانجاز والجهاد في الحرب والبراز قبل أن يطول الامر وتفوتهم الغلبه والنصر ثم انهم اكلوا الطعام باتوا في الخيام ... ولما طلع النهار واشرقت الشمس والانوار تأهبوا للحرب والكفاح فتقلدوا بالسيوف والرماح ودقوا الطبول وركبوا ظهور الخيل وتقدمت الفرسان والابطال الى ساحة القتال ... وكذلك فعل الامير مرة والامير جساس ومن يلوذ بهم من عظماء الناس والتقت العساكر بالعساكر وتقاتلوا بالسيوف والخناجر ... وكان الامير المهلهل في أول الجحفل فصاح وحمل والتقى الفرسان بقلب أقوى من الجبل وهو يهدر كالاسد ويضرب فيهم بالسيف المهند ويقول يالثارات كليب ليث الصدام وزينة الليالي وكان كلما قتل فارسا يعيد هذا الكلام ... فقصدته الابطال من اليمين والشمال وهو يضرب فيهم الضرب الصائب ولايبالي بالعواقب حتى مزق الصفوف بحملاته وفرق الالوف بتواتر طعناته وما تنصف النهار حتى قتل مائه بطل كرار من الابطال والفرسان المذكورة ... كذلك فعل امرؤ القيس ابن ايان وباقي القواد والشجعان ومازالوا على تلك الحال الى ان ولى النهار بارتحال ... فارتدوا عن الحرب والصدام ورجعوا الى المضارب والخيام ... وكان قد قتل من عرب جساس في ذلك النهار عشرون الف بطل كرار ... ومن عرب المهلهل نحو ثلاثة الاف بطل ... ولما اصبح الصباح استعد الفرسان للحرب والكفاح فركبوا ظهور الخيول وتقاتلوا بالسيوف والنصول وهجم المهلهل على الفرسان الفحول كأنه الغول وهو ينشد ويقول :
هلموا اليوم نلتقي يا ال مرة=ولو كانوا ثلاثين الف كرة وسيف الهند يقطع في يميني=فلاتخشى المهالك والمضرة فاحموا يا بني عمي لظهري= فتحظوا بالاماني والمسرة فكل الناس ترهب من قتالي=اذا ما جلت في الميدان كره سوف ابيد جساسا وقومه=واسقيهم في حربي كاس مرة ثم انه لما حمل على الكتائب والمواكب واظهر بافعاله الغرائب والعجائب وقتل كل شجاع غالب ... (قال الراوي ) وما زال القوم في حرب وصدام وقتل وحصام مدة ثلاثه شهور حتى اشفى الزير غليله من بني بكر وقتل منهم كل سيد جليل وفارس نبيل وكان عدد من قتلهم في تلك المواقع نحو مائه الف مقاتل مابين فارس وراجل ... وقتل من جماعه الزير نحو عشرة الآف بطل .... فلما راى جساس ما حل بقومه من النوائب خاف من العواقب وعلم انهم اذا ثبتوا امامهم يهلكون هلاك الابد لايبقى منهم احد فولى وطلب لنفسه الهرب مع باقي طوائف العرب وغنم الزير غنائم كثيرة واموال غزيره ثم رجع يمن معه من الفرسان الى الاطلال وهو في احسن حال وانعم بال ونزل في قصر اخيه وصارت ملوك العرب تكاتبه وتهادنه ... وكان يترقب الاوقات للحرب والغزو فشكرته اليمامه على ما فعل وقالت لاعدمتك ايها البطل فانك اخذت الثار وطغيت لهيب النار ورجعت بالعز والانتصار فشكرها على هذا الكلام ... وقال حق رب الانام لايشفى فؤادي ولايطيب لذيذ رقادي حتى اقتل الامير جساس واجعله مثلا بين الناس وهذا الامر سيتم عن قريب باذن الله السميع المجيب ... (قال الراوي ) بينما هو يترقب الاخبار ويقتفي الاثار اذ دخل عليه العبد نعمان الذي تقدم ذكره قبل الان وكان من اصحاب الزير واصدقائه المشاهير فسلم عليه وتمثل بين يديه فنهض له على الاقدام واكرمه غايه الاكرام وبعد ان جلس ... قال للزير اعلم يا امير قد جيت الان من ابعد مكان اولا لاهئيك بالانتصار واعزيك على فقد ذلك البطل الكرار ... وثانيا لاعلمك بانه ظهر لي المنام من مده عشرة ايام رؤيا عجيبه تشير الى احوال غريبه وهو النهار ان تحارب احد من ملوك الاقطار بل تجنب وقوع الفتن وتبقى مرتاح في الوطن فمتى تمت هذه الليالي رافقك السعد والاقبال باذن الاله المتعال فأن حاربت انتصرت وان قاتلت ظفرت وقهرت ... فشكره الزير على ذلك الاهتمام وغمره بجزيل الانعام ومن ذلك اليوم اخذ لنفسه الحذر وتجنب مخالطه البشر وكان يصرف ايامه بشرب المدام واكل الطعام واشتهر الخبر في القبائل ان الزير اوقف الحرب مدة سبع سنين كوامل ... (قال الراوي ) وكانت بني مرة قد هامت في الاقطار خوفا من الهلاك والدمار وندم جساس غايه الندم بقتل كليب الاسد الغشمشم وما زال هو وقومه في خوف وحذر من عواقب الامور الى ان بلغهم خبر توقيف القتال فزالت عن قلوبهم الهموم والاهوال ورجعوا الى الاطلال ... هذا ما كان من بني مرة وجساس ... واما الزير الفارس الدعاس فانه استمر على تلك الحال وهو في رغد عيش وانعم بال ان كانت نهايه السنه السادسه فركب الى الصيد والقنص في جماعه من فرسانه وابتعد عن الديار نحو ثلاثه ايام ... ومن الاتفاق الغريب فان الامير جساس راى حلما في بعض الليالي وهو انه رقد في قرب صيوانه حوض من الماء فبينما كانت قومه تشرب منه فاذا بذنب كاسر قد جاء الى الحوض بصفه جمل كبير وله ثمانيه انياب فشرب من الماء ... ثم ضرب الحوض بنابه فانشق من جانبه وتهور ذلك الماء حتى كادت قومه ان تهلك من شده العطش والظمأ ...ثم راى النسوان والاولاد بثياب السود والدم جاري مثل المجاري والجمال تنهش بعضها البعض ودماها تسيل على وجه الارض ... فاستيقظ جساس خائفا من هول ذلك المنام فاستدعى اليه اخوته وبنى الاعمال وقص عليهم ما راى وابصر فاستعظموا ذلك الامر وقالوا لايوجد من يقدر على تفسيره سوى المنجمين فان حسن عندك ارسل استدعى عمار الرياحي فانه يفسره لك على يقين فارسل اليه وحضر وقص عليه الخبر فضرب ورسم الاشكال فبانت له حقائق الاحوال... ثم التفت على جساس ومن حضر هناك من الناس ... وقال لهم هذا المنام من عجائب الايام وهو يدل على شر عظيم وخطب جسيم سوف يحل عليكم من سالم بوقت قصير وقد اظهر لي ايضا بان اخ المهلهل عندة مهر ادهم اسمة عندم قوي العصب والحيل عديم المثال في الخيل وسعد الزير مقرون بهذا الحصان وبه وينتصر في الحرب والطعن فاذا ملكتم هذا الجواد نلتم المراد واسرتموة في القتال والطراد ... فلما سمع جساس هذا الكلام استبشر ببلوغ المرام وقال لهم قد بلغنا بان الزير غائب عن القبيله وما في الحي غير النساء والحصان موجود في الديار وهذه ازالة الغصه ثم انه ارسل رجلا ليكتشف الخبر ثم رجع واخبره بصحه الكلام ... فعند ذلك ركب جساس في ثلاثه الاف بطل وطرق باب المهلهل على عجل واحاط بساحه الدار من اليمين واليسار فاستعظم بنات كليب ذلك الامر ولم يعلن ذلك السبب فطلت اليمامه براسها من الشباك ... وقالت له اركب على ظهر الفرس ماهو الداعي ياخالي بقدومك الى الحي بالابطال والحي خالي من الرجال ... فقال لها جئنا بطلب المهر الادهم المدعو بعندم فقالت له اهلا وسهلا بك مهما طلبت فلا نمسكه عنك غير انه لا خفاك بان المهر خاصه بعمي عديه فلا يمكننا ان نسمح فيه ثم اشارت تقول:
بكم قد حلت البركه علينا=وزال الشر عنا مع نكال فمهما تطلبوا مني تشوفوا=خيولا مع بغال وجمال ولكن مهر عمي غير ممكن=اسلمه فان المهر غالي ( قال الراوي ) فلما سمع جساس شعرها ونظامها أجابها يقول على كلامها بهذين البيتين :
تعالوا اسمعوا قول اليمامه=تقول المهر لا أعطيه غالي فأني قاصد أخذه سريعا=و لا أخشى العداة ولا أبالي ( قال الراوي ) فلما فرغ جساس من شعره نزل عن ظهر الفرس ودخل الى الاصطبل فوجد المهر فوضع عليه العدة وركبه وقال لليمامه قد أخذت الحصان وغدا أطاردكم على ظهره سار وهو فرحان حتى وصل الى الاوطان فقال لاخيه قد اتيت بالحصان ومرادي اجربه في الميدان ... فانتخبوا ثلاثين راسا من الخيل الصوافن فأركبوها واكمنوا في عشر مكامن وأنا أمر عليكم أسرع من الريح فاتبعوني في البر الفسيح فان سبق هذا الجواد بلغنا به المراد في الحرب والطراد فأجابوه الى ماطلب وأراد وركبوا الخيول الجياد وركب سلطان أخو جساس القميرة ووقف في آخر كمين وركب جساس ذلك الحصان واطلق له العنان... فسار في تلك القفار اسرع من الطير اذا طار ولما اقترب من الخيل تبعته فسبقها جميعا ماعدا القميرة ففرح جساس ثم نزل عن ظهره وامر العبيد ان يربطوه بقرب صيوانه ووكل به مئة عبد وقال لقد اقبل علينا السعد فسوف نقتل ذلك الوغد ... ( قال الراوي ) هذا ماكان من جساس واما الزير فانه عند رجوعه من الصيد استفقد ذلك الحصان فلم يجده مع الخيل فصعد الى القصر وسأل اليمامه واشار يقول :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل=بدمع قد جرى مني بدادي يمامه رحت انا لصيد قانص=وقومي واخوتي ثم الجيادي لنا عشرون يوما في فلاوة=ودرنا من بلاد الى بلادي وصدنا طيورا ووحوشا=كثيرةودرينى رجعنا للبلادي وجيت لمهر أخي فما لقيت=شرد عقلي وعني عادي غاد فأين المهر قوطر يايمامه=عدم صبري وفارقني رشادي امات المهر أم أحد أخذه =من الاوباش والناس الاعادي فلما سمعت اليمامه شعر عمها اجابته تقول:
تقول اليمامه ياعم اسمع=الا ياعم جاؤوا الاعادي ابي جساس أخذه غصب عني=انا حرمة ومالي منه جلادي فقلت تأخذه يا خال تندم=يجوكم غدا على خيل جيادي وقال غدا الاقيكم بعزمي=وقد زادت همومي بزديادي له ياعم ثلاث ايام غائب=وقد زاد حزني بزديادي فقم ياعم شد الخيل وركب=بعسكر كأنهم رف الجرادي وميل على بني مرة بسيفك=واحصد جمعهم مثل الحصادي ياعمي عدية اليوم يومك=ياعزي وفخري واعتمادي وهاتوا راس جساس سريعا=اجبر خاطري واشفي فؤادي فلما فرغت من شعرها ونظامها اجابها الزير يقول :
يقول الزير قهار الاعادي=انا السبع الجسور في كل وادي غدا لابد اجد في لقاهم =واحصد جمعهم يوم الجهادي وأخذ ثارنا من آل بكر=واطفي النار من طي الفؤادي وأخذ مهرنا المدعو بعندم=ويظهر ذكرنا بين العبادي فمن يذهب يقول لاولاد مرة=اتاكم اليوم ذباح الاعادي اتاكم المهلهل مع آل تغلب=اسود الحرب في يوم الطرادي الا يا آل مرة سوف اشفي=بقتل ساداتكم فؤادي ولايخفاكم يا آل مرة=بقتل كليب صرتم لي أعادي فلما فرغ الزير من شعره دخل وجلس في الديوان وجمع اخواته والامراء والاعيان واخبرهم بواقعة الحال ... وقال لهم مارايكم في اسجلاب الحصان ... فقالوا له الراي رايك ونحن طوع يديك قال متى كان الصباح تركبوا في ثلاثة الاف فارس وتكمنوا في وادي الهجين وانا اكمن في وادي المطلا وكان هذا المكان يبعد عن بني مرة مسافة ميل ... ثم قال لاخيه عديه وانت قم الان وغير ثيابك وزيك والبس ثياب ممزقه حتى لاأحد يعود يعرفك واذهب لحي بني مرة وتجلس بقرب صيوان جساس فاذا سألوك عن بلادك ومهنتك ... فقل لهم من بلاد الصعيد ومهنتي هي سياسة الخيل ...وانا قد بلغني ان جساس من محبته في الحصان كل يوم يسلمه الى سايس ... فاذا قال لك هل تريد ان تخدم عندي وتسوس هذا المهرفقل نعم حتى اذا تمكنت منه تركب ظهره وتلحقنا الى ذلك المكان فمتى صرت هناك لاتخف ولا تحسب لهم حساب ولو كانوابعدد التراب فاني سأبيد جمعهم بعون رب العالمين واخذ ثارنا من جساس اللعين... فاستصوب رايه ولبس ثياب ممزقه وتعمع بعمامه والتحف بحرام عتيق وغير زيه وتنكر وسار يقطع البر الاقفر الى ان حي بني مرة فقصد صيوان جساس وكان قد اقبل الليل فرقد بين اطناب الخيام ... ولما كان الصباح جلس الامير جساس واجتمعت حوله اكابر الناس ثم وضعوا موائد الطعام واخلوا يتذكرون بالكلام فبينما هم كذلك اذ حانت من جساس التغاته فراى عديه وهو على تلك الصفات فشفق عليه ... وقال لبعض غلمانه اطعم هذا الفقير واساله عن حاجته فأخذ له الغلام طبق الطعام وساله عن بلاده فقال انني من بلاد الصعيد ومهنتي سياسه خيل الاماجيد فقد جار على الزمان فأتيت من الاوطان قاصدا اهل الفضل والاحسان الى ان وصلت الى هذا المكان ... فطيب الغلام خاطره واعلم مولاه بحاله فقال جساس اذا كان من بلاد الصعيد فهو ادراء بسياسه الخيل من العبيد فدعوة يسوس لنا عندم المهر الجديد وانا اعطيه كل ما يريد ونا وجدته من الماهرين سلمته جميع خيلي وجعلته رئيس اصطبلي ... فلما قال له الغلام هذا الكلام دعا لجساس بطول العمر ثم ان تحزم وتقدم الى المهر ففك قيود رجليه وقبله بين عينيه وقال هذا يومك يا جوادي فقد بلغت الات مرادي وكان المهر لماراى صاحبه عرفه فمال اليه وألفه فتعجب جساس وباقي الناس لان الجواد كان لايالف احد من العبيد الموكلين عليه من قاربه ضربه بيده ورجله ... فقال جساس وحق رب الانام ان هذا السيائس يستحق الاكرام والانعام وكان عديه لما تمكن من المهر ركب على ظهره ثم لكزه برجليه وصاح ... فسار مثل هبوب الرياح وجد في قطع البطاح كأنه طير بلا جناح ... فلما راى جساس تلك الحال تغيرت منه الاجوال وعلم انها حيله قد تمت عليه ولطم على خديه ووجهه وصاح على الابطال والفرسان وقال دونكم هذا الشيطان فقد احتال علينا وخدعنا بالمكر والاحتيال حتى نال طلبه بلغ قصده واربه ... فعند ذلك ركبت الفرسان ظهور الخيول واعتقلوا بالسيوف والنصول وتبعوه في تلك السهول وهم يصيحون وراءة ويجدون في قطع الفلاه الى ان وصل الى ذلك الوادي الغدير فوجد اخاه الزير وهو كامن هناك في جماعه من الابطال صناديد الرجال فاعلمه بواقعة الحال فقال خذ حذرك الان فقد اتتك الفرسان من كل جانب ومكان ... فبتسم المهلهل وقال سوف تراى ما افعل ثم انه نزل عن ظهر حصانه واعطاه لاخيه واخذا المهلهل الادهم ووضع عليه عدة جواده ثم ركب وتلملم واذا بالخيل والمواكب قد احاطت به من كل جانب ... وصاح عليهم وحمل بقلب اقوى من الجبل ومل عليهم بالحسام كانه ليث الاجام فطير الرؤوس عن الاجسام وفتك فيهم فتك الذئاب بالاغنام وفي اقل من ساعه ادركته بقيه الجماعه الذين كانوا مكمنين في وادي الهجين فانصبوا عليهم كالشوهين من الشمال واليمين ... وكان قد وصل الخبر الى جساس فأخذه القلق والوسواس فركب بباقي الابطال ومن يتمد عليهم من الرجال ... وقصد ذلك المكان وقاتل قتال الشجعان واتقت الرجال بالرجال والابطال بالابطال وعظمت الاهوال وجرى الدم وسال وكثر القيل والقال وتزلزلت الارض من هول القتالوكانت واقعه عظيمه لميسمع بمثلها في الايام القديمه ... انهزم فيها جساس اقبح هزيمه وغنم المهلهل غنيمه جسيمه لهاقدر وقيمه ... ورجع الى الديا روالعز والانتصار فالتقته النساء بالدفوف والمزامير ثم طلع الى القصر وهو منشرح الصدر فشكرته بنت اخيه على مافعل وقلن ... لله درك من بطل فقد احذت الثار وطفيت من القلوب لهيب النار فالله يحفطك ويبقيك وينصرك على حسادك واعاديك ... فشكرهن على هذا الكلام وبعد ان خلع ثيابه جلس للطعام وشرب المدام ثم دخلت امه فقبلته بين عينيه وهنأته بذلك الانتصار وطلبت منه ان يرفع عن بني مرة السيف البتار فاستقبلها بالوقار والاعتبار ... وقال لها والله اني لا أصالحهم يا أماه حتى يعود كليب الى قيد الحياة ... ثم تذكر تلك الواقعه وما جرى له في تلك الايام مع القوم فأنشد يقول :
يقول الزير أبو ليلى المهلهل=وقلب الزير قاسي ما يلينا وان لان الحديد ما لان قلبي=وقلبي من حديد القاسيينا تريدي يا أميه أن أصالح= وماتدري بما فعلوه فينا فسبع سنين قد مرت علي=أبيت الليل مغموما حزينا أبات الليل أنعي في كليب=أقول لعله يأتي الينا كان كليب في رؤوس المعلا =تعشاه ذئاب الجائعينا أتتني بناته تبكي وتنعي=تقول اليوم صرنا حائرينا فقد غابت عيون أخيك عنا=وخلانا يتامى قاصرينا سللت السيف في وجه اليمامه=وقلت لها أمام الحاضرينا وانت اليوم يا عمي مكانه=وليس لنا بغيرك معينا وقلت لها ما تقول= أنا عمك حماة الخائفينا كمثل السبع في صدمات قوم =أقلبهم شمالا مع يمينا فدوسي يا يمامه فوق راسي=على شاشي أذا كنا نسينا فان دارت رحانا مع رحاهم=طحناهم وكنا الطاحنينا أقاتلهم على ظهر المهر=أبو حجلان مطلوق اليمينا فشدي يا يمامه المهر شدي=وأكسي ظهره السرج المتينا وهاتي حربتي رطلين وازودي= وحطيها على عدد متينا ونادي على عدية وكل قومي=صناديد الحرب المانعينا ونادي أخوتي يأتوا سريعا=لنلقي جيش بكر أجمعينا فنادتهم أتوا كأسود غاب=وقالوا قد اتينا يا أخينا وياتوا يحرسون الليل كله=وقضوا الليل كله وساهرينا ( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من شعره ونظامه شكره الجميع على مقاله وباتوا تلك الليله في سرور وانشراح ولما اصبح الصباح وأضاء بنوره ... ولاح أمر الزير قومه بالاستعداد للحرب فركب ظهر الجواد وتبعته الفرسان والقواد وقصدوا بني مرة بقلوب قويه وهمم عليه فالتقاهم جساس مع أخوته وأهله واشتبك بينهم القتال وعظمت الاهوال وابتلت بني مرة بالبلاء والويل ... وكان الزير يحصد فيهم بالنهار والليل واستمر القتال بين الفريقين مدة سنتين حتى فقد من بني مرة في هذا الحرب الاخير نحو اثني عشر الف أمير عدا السادات والاكابر والجيوش والعساكر ... وكان الزير يأمر قومه بقطع الرؤوس ووضعها في المخازن لانه كان قد اقسم بالله العظيم ان سيملي البيوت من جماجمهم وباقي الاماكن فلما طال المطال واشتدت على بكر الاهوال اجتمعت اكابر الناس مع الامير جساس واخذوا يتفوضون كيف يتخلصون لان الزير لايقبل منهم فدى وجميع وسائطهم التي استعملوها في توقيف الحرب راحت سدى... فقال سلطان لاخيه جساس أعلم يا أخي بأن الزير في كل صباح يمر على قبر أخيه فيجيبه بالسلام ويقول له قد قتلت في ثأرك فلان وفلان فهل اكتفيت أم لا فلا يجيبه أحد... فالرأي عندي ان انتخبوا رجلا وتضعوه داخل القبه بحيث لايراه أحد فإذا مر الزير على القبر حسب عادته وسأل أخاه ذلك السؤال فيجيبه الرجل بصوت خفيف من قلب ضعيف لقد اكتفيت ياأخي فاغمد سيفك من هذا اليوم عن قتال القوم واياك أذية البشر فان ذلك مما يجلب علي الضرر ... فاذا سمع هذا المقال فلربما ينطلي عليه المحال فيكف عن الحرب والقتال فنستريح من القيل والقال ....فاستصوب جساس وباقي الاعيان رأي الامير سلطان... ( قال الراوي ) وكان في القبيله رجل فقير الحال عديم الاشغال فاستدعاه جساس اليه وقص ذلك الكلام عليه وقال له اذا بلغنا الارب ولكن الطريقه خطره قبيحة فأخذ جساس يحسه بالكلام ويرغبه في هذا بالشعر والنظام :
على ماقال جساس بني مرة=الا يافارغ الاشغال اسمع فلي عندك حاجه صغيرة=فتقضيها سريعا لم ترجع فان الزير لا شانا جميعا=وفرق جمعنا في كل موضع ولا يقبل رجاء ولا عطايا =وعن الافعال ماكان يرجع بثار كليب صرنا شرايد=أعدم في الوغى كل ليث أروع يمر في قبره في كل صباح=ويزعق بصوت للاكباد يصدع يقول الا نعمت أخي صباحا=ايكفي ماقتلت تريد ارجع فاذهب واختبي بالقبر حالا=اذا صاح المهلهل انت تسمع اذا سألك أحارب أو اصالح=اجيبه انت محفوظ ارجع ان رضيت منهم نلت ثأري=وانت بقتلهم لا عدت تطمع لعله يظن انك انت اخيه=فيصفح عن مآلمنا ويرجع ( قال الراوي ) فلما فرغ جساس من هذا المقال قال له عديم الاشغال على الراس والعين ... ولما كان الليل حفروا سردابا وصلوه الى القبر وادخلوا ذلك الرجل فيه ... ولما كان الصباح ركب الزير ظهر الحصان وتبعه الابطال والفرسان ومر على قبر اخيه حسب عادته ونادى بصوت عال نعمت صباحا يا أخي كليب فقد قتلت في ثأرك نهارا امس خمسة آلاف نفس أيكفي ما قتلت منهم او ارجع افنيهم عن بكر ابيهم ... فاجابه ذلك الرجل من القبر بصوت خفيف وانت انعمت صباحا يا اخي الحنون يا ساقي الضد كاس المنون كف الحرب فقد اكتفيت وان قاتلتهم بعد اليوم تكون قد تعديت وبغيت فتزيدني ضررا وغما وكدرا فان نفسي قد بلغت مناها ونالت مشتهاها فكثرت خير اتك وزادت في الدنيا مسرتك... (قال الراوي ) فلما سمع الزير هذا الكلام زالت اتراحه وزاد فرحه وانشراحه وقال سبحان الرحمن الرحيم الذي يحي العظام وهي رميم انت يا اخي بخير ونحن بعدك نقاسي الضنك والضير ... ثم نزل عن ظهر الحصان ودخل الى القبر وهو فرحان وقال اذا كنت بخير يا ابا اليمامه فماهي هذه السكته والاقامه بعد العز والكرامه فقم الى عند بناتك فانهن في حزن وكدر ثم تقدم اليه وتامل فيه بالنظر فراه انه ذلك الرجل المعهود فغاب المهلهل من الوجود فجذبه من لحيته واخرجه من السرداب ... وقال له اصدقني بالخطاب فمن انت ومن تكون قبل ان تشرب كاس المنون فأعلمه بواقعه الحال وحقيقة الاعمال فسل السيف ليقتله وقد اغاظه فعله فقال انا بجيرة كليب اخيك فلا كان من يعاديك وقد جرني جهلي من قله عقلي حتى جراى ما جراى يا فخر الوراى... فلما سمع الزير كلامه ابدى ابتسامه فصفح عنه واعطاه جوادا من اطايب خيل العرب والف دينار من الذهب فدعا له بطول العمر وخرج من القبر وهويقول : والله ان الامير كليب يحمي اليوم الخائف في مماته كما كان يحميه في ايام حياته ... ثم رجع الى القبيله وهو يتعجب من تلك الحيله وفي الغد ركب فرقه من الابطال وقصدوا بنو مرة واشتبك بينهم القتال وعظمت الاهوال وما زالوت في قتال وصدام مدة عشر ايام فانكسرت بنو مرة انكسار وقتل الزير مقتله عظيمه المقدار ... وكان ياتي برؤس سادات الجماعه فيضعها على قبر كليب مدة ساعه ثم يدفنها تحت الثرى ويبني فوقها القصور والقرى ... وكان كما اقبل من الحرب في المساء تلتقيه اليمامه مع جماعه من النساء فتقول يا سيد الناس هل اتيت براس جساس حتى نخلع السواد ويطيب الفؤاد فيقول كوني براحه بال فسوف تبلغين الامال باذن الاله المتعال هذا ماكان من المهلهل .... واما جساس فانه قد استقبل ولما ضاق به الحال اجتمع اهله وعشيرته وعقدوا بينهم ديوانا فاستقر رايهم على ان يذهبوا الى بلاد الحبشه والسواد ويلجاوا بالملك الرعيني ابن اخت اللتبع حسان فركب في ثاني الايام اخوته واكابر عشيرته واخذ معه اخته الجليله لتشفغ لهم عند حريم الملك الرعيني ... وبقي اخوة شاويش في الحي وكان هذا الرجل يحب الزير من ايام صباه فعند رجيل جساس حضر شاويش الى عند الزير واعلمه بما جرى وكان من مسير الزير اخواته عند ملك الحبشه والسودان ... فأعطاه الزير الامان وقال له اني ما عدت احاربكم من الان حتى تحضر اخواتك الى الاوطان بالابطال والفرسان وتوقف الزير من ذلك اليوم عن محاربه القوم وصار يصرف اوقاته في بالصيد والقنص هذا ما كان من المهلهل ... واما جساس فانه قد جرى في قطع القفار حتى وصل الى بلاد الحبشه وتلك الديار ودخل على الملك الرعيني ووقع عليه بعد ما اعلمه بحالتهم الحاضره وطلب منه النجده والمساعدة على حرب الزير ايضا بان كليب قتل خاله تبع حسان وقتله هو وبقتله قام اخوه الزير يحاربهم حتى كاد ان يفنيهم ... فلما سمع ا لرعيني هذا الكلام قال لقد بلغت اليوم منكم المرام ولابد من ذبحكم بحد الحسام لانكم من قوم لئام قتلتم خالي واتيتم تستجيرون بي ثم امر بقبضهم وكانت الجليله واقفه على باب الصيوان وهي مثل الطاووس لابسه افخر الملبوس كانها العروس ... فلما شاهدت ما جرى على قومها خافت من العواقب فشقت المواكب وتمثلت امام الرعيني فقبلت اياديه ودعت له بطول العمر ... فلما راها الرعيني تعجب منفرط حسنها فمال قلبه اليها ووقع في شرك هواها ... فقال لها من تكونين يا مهجة الفؤاد وبغيه المراد ... فقالت له اخت القوم الذين امرت بقبضهم بدون ذنب ثم اشارت تقول:
ما قالت الجليله بنت مرة=ايا ابوفهد اصحى دير بالك وانظر ياسياج البيض فينا=وانظرالذي وقفوا قبالك انا لقيتك يا ملك البوادي=يا من بالملا شاعت فعالك ملوك الارض كنا يامسمى=فانت نظيرنا ونحن مثالك فالذي جرى كله مقدر=ايا فخر الورى من قتل خالك قتل خالك كليب في حسامه=وقام اخي الذي واقف قبالك قتل لكليب خالك بسيفه=كرمت خاطرك واصفي بالك ظهر لكليب اخ اسمه المهلهل=حرمنا النوم زاد الله مالك قتل منا اماجيد كثبره=اتيننا واقفين على ديارك فهذا اليوم يومك يا مسمى=فدق الطبل واركب في رجالك وسر معنا الى الزير المهلهل=فقتله ودسه في نعالك وحكم سائر العربان يا ملك=على امولهم تبقى حلالك ولاتشمت العدا يا امير فينا=اتينا لك وصرنا من عيالك وانت صميدع شهم كريم=جميع الخلق تفزع من خيالك ( قال الراوي ) فلما فرغت الجليله من نظامها وفهم فحوى قصدها ومرامها ثارت في راسه الحميه وقال قد فهمت قولك يا صبيه ثم اشار يقول :
قال الرعيني ابو فهد قال=الا يا جليله اسمعي المقال وانتم افهموا قولي ياملوك=اولاد مرة ترونى الهم زايل اتيتم تلتجوا في الجميع=وقعتم على وقع العيال من جور الزير يا أهل الكرم=دهاكم ضناكم رماكم بحال فو حياه راسي ورحمت ابي=من خلق الارض وارسى الجبال لاركب عليه بكل الفحول=واجرد عساكر شبه الرمال واقتل اعداكم بجاه السيوف=وانا ادع الزير في سوء حال جليله طيبي انت وابشري=انا فداء أخوك بحد النصال أيا أخي غطاس انهض =الان واجمع الفوارس والابطال نادي على الجيش ان يركبوا= يلبسوا الزرد والنصول الصقال ودقوا الطبول وشدوا الخيول=وامشوا الفحول شبه العذال فدعنا نسير نزيل عسير =عن اولاد مرة هذا النكال ( قال الرواي ) فلما فرغ الرعيني من كلامه نهض أخو غطاس الوزير وجمع الابطال والفرسان والعساكر السودان ونادى المنادي ان السفر يكون بعد ثلاثة ايام ... ولما تجهزت العساكر للمسير لحرب الزير كان عندهم ستمائة الف بطل ففرح جساس ومن معه من الناس .... فلما رأوا تلك السهول قد امتلات بالخيول .... وفي اليوم الثالث دقت الطبول ولمعت النصول وسارت العساكر كالبحور الزواخر في أولهن الملك الرعيني واكابر دولته وجساس وباقي عشيرته ومازالوا يقطعون البراري والاكام حتى وصلوا الى بلاد الشام فاارسل جساس يعلم قومه بقدوم هذا العسكر وأن يهيئوا لهم الاطعمه والذخائر ... فلما سمعوا هذا الخبر فرحوا فرحا عظيما وهيئوا لهم مايحتاجون اليه من الطعام والمدام وخرجت النساء والرجال للقاءهم ... فلما وصلوا الى الديار نزلوا في المضارب وقد تباشر قوم جساس بالنجاح والضفر وبلوغ الامل ... ( قال الراوي ) كل هذا يجري والزير ليس عنده خبر بشيء من هذا الامور بل كان مواضبا على السرور وشرب الخمور فبينما هو كذلك اذ دخل عليه أخوه عدي وقال انت جالس في صفاك ولاتدري فيما دهاك من اعدائك واشار ينشد ويقول :
لقد قال الفتى المدعو عدي=ودمع العين فوق الخد ساجم اراك اليوم في زهو ولهو =تنبه يا أخي ان كنت نائم فقم على ماسوف يجري=من الاعداء يا ابن الاكارم اتونا قوم مرة بالرعيني= ملك جبار بالاحكام ظالم لقد ذهبوا اليه يا مهلهل=فجاء بست كرات عوالم بهم من كل قوم ليث اروع=وهو من بينهم مثل الصقر حائم تبدى الزير حالاً ثم قال له:
تخاف من العدى= واخوك أخوك سالم انا وحدي الاقيهم بعزمي=انا الدعاس في يوم الزحايم واني سوف اقتل الرعيني=واقطع راسه والله عالم وافني جيشه مع جيش مرة=انا المقدام مابين المعالم ( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من نظامه وفهمت قومه فحوى كلامه تعجبوا من هذا المقال وشكروه على تلك الفعال واخذوا يستعدون للحرب والقتال ... واما الزير فانه صبر الى الليل وغير زيه وتنكر حتى لم يعد يعرفه احد من البشر وجعل نفسه كاأحد شعراء العرب الذين يقصدون الامراء وارباب المناصب والرتب طمعا في الفضه والذهب ثم ركب الحصان وتقلد بالحسام من تحت الثياب واخذ معه بعض الغلمان... وسار الى قبيلة بني مرة ولم يعلم به انسان ولم اقترب من الحله نزل عن ظهر الجواد وسلم الى الغلام وقصد المضارب والخيام حتى وصل الى صيوان الرعيني فوجده جالس وحده فدخل وسلم عليه وتمثل بين يديه ... فلما راه الرعيني في ذلك المنظر خاف وانذعر وسأله عن مهنته فقال انني شاعر اطوف على الامراء والاكابر فاحصل منهم على الانعام ومزيد الاكرام وقد سمعت انك في بني مرة فأتيت قاصدك من مدينة البصره الى ان تشرفت بطلعتك وتمثلت امام حضرتك... ( قال الراوي ) وكان للرعيني زوجه تدعى بدور كانت خلف الستار فسمعت مادار بينهم من الايراد فاأرسلت جاريتها تقول للملك ان ياأمر الشاعر بالانشاد فقال الرعيني انشد ياشاعر فانشد يقول :
قال الاديب الذي طالب احسانك=يرجي بوسط الحشا والقلب بزاز ياأبو فهد يارعيني استمع ما أقول=يا من قلوب العداء بالروع هزاز قد كنت قبلا في خير وفي نعم=مستور مابين اهلي ما أنا معتاز فصرت شاعر على الاجواد=أطوي الارض ماشي على عكاز قالوا فسر للرعيني مقصد الشعر =فذاك جواد يعطي كل معتاز فجئت طالب احسانك واكرامك=يامن حويت المكارم بالعطا المعتاز تابعونا في الجزء السادس .............
|
||
|
07-01-2007, 08:45 AM | #2 | ||
|
مشاركة: قصة الزير سالم - الجـزء الـخـامــس
لاهنت وبيض الله وجهك يا صالح الجعيد
|
||
|
07-01-2007, 09:06 AM | #3 | ||
|
مشاركة: قصة الزير سالم - الجـزء الـخـامــس
الأخ الغالي صالح آل جعيد
|
||
|
07-01-2007, 10:44 AM | #4 | ||||
|
مشاركة: قصة الزير سالم - الجـزء الـخـامــس
الأخ الغالي والكاتب المجيد : صالح آل جعيد
|
||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مناخ وراط بين مطير وقحطان (الدحملية ثار البداية) | خالد المطيري | :: القسم الـتاريخــي الــعام :: | 12 | 31-03-2011 02:52 PM |
التغطية المصوّرة لــ حفل قبيلة العمور برعاية الشيخ سعد بن مسفر آل طاقان العمور على شرف الشيخ علي بن صالح أبوليله وجماعته الغفران آل مره | الإداره | :: قسم اللقــاءات والفعاليات والتغطيات الخاصة:: | 22 | 28-03-2011 08:07 AM |
قصة حقيقية مرعبة عن بنت دفنت السحر في جثة والدتها | في خاطرى شئ | :: قسم القـــصص والروايـــات :: | 6 | 01-03-2011 06:33 AM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||