قنوات فضائية أم منشطات جنسية - ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي :::

العودة   ::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: > :::. الأقســــام الـعـــامـــــــة .::: > :: قسم المـواضيع الـعامــة ::

إضافة رد
انشر الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-2005, 02:07 AM   #1
 
إحصائية العضو







الهواشلة غير متصل

الهواشلة is on a distinguished road


افتراضي قنوات فضائية أم منشطات جنسية

انتشرت القنوات الفضائية العربية على نطاق واسع في وقتنا الراهن وكنا نأمل من تلك القنوات أن تلعب دورها في رفع مستوى وعي المواطن العربي وبناء الشخصية السوية وزيادة الرصيد المعرفي لدى هذا المواطن ومناقشة قضاياه وهمومه وتوجيهه نحو ما يحقق سعادته الدنيوية والأخروية وملء وقت فراغه بما هو نافع ومفيد والنهوض به ثقافيا وعلميا وتكنولوجيا إلا أن أملنا هذا خاب حين تحولت أغلب هذه القنوات إلى ما يشبه الكباريهات الليلية لتخدش الذوق العام وتشجع على الرذيلة وتلهب الغرائز وكأنها منشطات جنسية.

لقد أسقط الواقع المزري لأغلب قنواتنا العربية إدعاء البعض الذي كثيرا ما كنا نسمعه من أن الغرب حريص على إفساد أخلاقنا وإبعادنا عن منظومة قيمنا الدينية لنكتشف اليوم أن مصائبنا سببها أنفسنا وليس الغرب كما كنا دوما ندعي بدليل أن مضمون أغلب قنوات الغرب أكثر احتشاما وإحساسا بالمسؤولية من كثير من قنواتنا العربية.

يحار الإنسان فعلا وهو يرى هذا التسابق المحموم من أبناء جلدتنا نحو تحقيق الأرباح والمكاسب ولو كان ذلك على حساب أعراضنا وأخلاقنا وعفة شبابنا وبناتنا. فبدلا من أن تكون قنواتهم مصدر خير ونماء وبناء لهذه الأمة أصبحت للأسف معاول هدم وتدمير وكأن أمتنا لا ينقصها سوى هز الأجساد على اختلاف أشكالها وألوانها والتعري وعرض المفاتن وإلهاب الغرائز. أين المسؤولية الأخلاقية للإعلام العربي? ومن المسؤول عن إيقاف هذا العهر الفضائي? فما نراه من عهر فضائي يضع على عاتق الأوفياء والمخلصين من أبناء وبنات هذه الأمة مسؤولية التحرك على كافة المستويات لإيقاف هذا المد المدمر لأخلاقها ولوجودها. من حقنا كمسلمين أن نسعى إلى المحافظة على هويتنا الاسلامية التي أصبحت مهددة اليوم أكثر من أي وقت مضى بفعل التطور في وسائل الاعلام والاتصال التي حولت العالم كله إلى قرية كونية تتصارع فيها الثقافات المختلفة وتموج فيها التيارات الفكرية المتباينة وتتنافس فيها قوى الخير والشر للهيمنة على عقول الناشئة. لقد أصبح العهر الفضائي يحيط بنا من كل جانب ويجد له تمويلا من بعض أبناء جلدتنا أحيانا... وهنا مصدر الغرابة, لكن السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه علينا هو: هل يكفي مجرد الصياح والنياح والتذمر ولطم الخدود أمام تفشي هذا العهر الفضائي الذي يمس جوهر المنظومة القيمية للاسلام وأهمها قيم العفة والستر والاحتشام التي يراد لأبناء الإسلام وبناته أن يتربوا عليها?. معلوم أن صراع الخير والشر أمر أزلي في هذه الحياة, فكلا النقيضين لهما أنصارهما ووسائلهما ومصادر تمويلهما وبقدر ما يتوافر لأحدهما التمويل الأكثر والوسائل الأقوى بقدر ما يطغى على الآخر من حيث الانتشار والتأثير. لذلك -وإجابة على سؤالنا أعلاه- لا يكفي مجرد البكاء والعويل أمام ما نشاهده اليوم من ضخ هائل للعهر الفضائي بأموال طائلة ووسائل متعددة ولكن على الأخيار من أبناء وبنات هذه الأمة أن يبادروا إلى تبني استراتيجية إعلامية مناهضة تدفع باتجاه غرس القيم الفاضلة ولكن بأساليب أكثر تشويقا وبوسائل متعددة أكثر قبولا. فالشر يحرص القيمون عليه على تزيينه وتجميله وتنويع أدواته ووسائله كي تتوافر له الجاذبية المطلوبة والانتشار الأوسع والتأثير الأكبر... وهكذا الخير أيضا... يجب أن يحرص أهله على دعمه بالأموال الطائلة وتقديمه للناس بأساليب أكثر جاذبية وعبر وسائل أكثر انتشارا إذا ما أرادوا تحقيق مواجهة فعالة لما تشهده الساحة العالمية بشكل عام والساحة العربية بشكل خاص من عهر فضائي فتاك يهدد الأخلاق ويجمل الرذيلة ويدعو إليها.

قوى الشر تبذل مليارات الريالات وتستغل كافة الوسائل من أجل نشر رسائلها الخبيثة إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور, وهذا يلقي على كاهل قوى الخير في عالمينا العربي والاسلامي مسؤوليات أخلاقية جسيمة للسير في ذات الاتجاه لمواجهة الشر وأهله, ولدرء الأخطار الفكرية والسلوكية المحيطة بشبابنا وشاباتنا الذين هم ثروة الأمة.

يجب أن يبذل أثرياؤنا الخيرون من أموالهم الشيء الكثير للذود عن هوية الأمة التي تتهددها الأخطار من كل حدب وصوب في وقتنا الراهن. فالاعلام بوسائله المختلفة هو الأداة الفعالة في الاتجاهين, اتجاه تدمير هوية الأمة, واتجاه تعزيز هوية الأمة. وما لم تترسخ هذه الحقيقة في أذهان الأثرياء المسلمين للبذل بسخاء في سبيل مواجهة ما يجري من تشويه لهوية الأمة فإننا سنشهد المزيد من حالات الإنسلاخ عن هذه الهوية والبعد عنها مع مرور الوقت. لابد من الإستثمار في مجال الفضاء... وهذا يتطلب أول ما يتطلب إنشاء المزيد من القنوات الفضائية وانتاج البرامج المفيدة والهادفة وتوظيف القدرات الإعلامية المتميزة والبعد عن التقليدية المملة في الطرح والانفتاح على عوالم الطفولة والمراهقة والشباب وكبار السن كل بما يلائمه من برامج. هذا على المستويات المحلية, أما على المستوى العالمي فلابد من مخاطبة شعوب العالم غير المسلم بقنوات مستقلة تبث قيم الاسلام وتعاليمه السمحة بلغات تلك الشعوب. هكذا يمكن مواجهة العهر الفضائي الذي يستشري كالسرطان في عالم اليوم بما فيه عالمنا العربي... أما مجرد التباكي وإعلان الامتعاض مما يجري فلن يغير في الواقع شيئاً... ومن الظلم أن نترك أطفالنا وشبابنا وشاباتنا نهباً في أيدي المفسدين في الأرض... بل إننا مسؤولون أمام الله على تكاسلنا وعدم تحركنا التحرك العملي للحد من اختطاف أخلاق أجيالنا المعاصرة والمستقبلية..هذا وللجميع أطيب تحياتي.

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكويت تسحب جنسية ياسر الحبيب والبحرين تسقطها عن ممثل السيستاني حسين نجاتي عبدالكريم العماري :: قسم السياســة والإقتصاد والأخبار :: 9 22-09-2010 06:03 PM

 


الساعة الآن 12:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
---