السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مواجهة التهديدات الإيرانية المتكررة في إغلاق مضيق هرمز الذي يصدر عبره نحو
40 بالمائة من الإنتاج العالمي للنفط تسعى دولة الإمارات إلى تنفيذ مشروع يسمح لها
مواصلة تصدير نفطها في حال نفذت طهران تهديداتها.
تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تنفيذ مشروع عملاق يتيح لها الاستغناء عن
مضيق هرمز ومواصلة تصدير نفطها في حال أقدمت إيران على إغلاق المضيق الذائع
الصيت و الذي يقع عند مدخل الخليج بين سلطنة عمان وإيران ويربط الخليج العربي ببحر
عمان.
ويقوم المشروع الجديد على بناء مرفأ جديد في الفجيرة وخط من الأنابيب يبلغ طوله نحو
370 كلم إضافة إلى منصات شحن بحرية. ومن المتوقع انجاز هذا المشروع في العام
2010 وسيسمح حسب النقيب موسى مراد مدير مرفأ الفجيرة الجديد بتصدير ما بين 60 و
70 بالمائة من نفط إمارة أبو ظبي وضخ مليون ونصف المليون برميل من النفط يوميا. كما
بوسع دول الخليج الأخرى الاستفادة من هذا المشروع عبر بناء أنابيب تسمح لها بإيصال
إنتاجها النفطي إلى مرفأ الفجيرة.
ويذكر إن دولة الإمارات ليست الأولى التي سعت إلى بدائل عن مضيق هرمز إذ سبق
للملكة العربية السعودية ان قامت بذلك عبر خط أنابيب يضخ نفطها إلى البحر الأحمر.
خطر حقيقي
ويرى فرنسيس بيران، رئيس تحرير مجلة النفط والغاز العربي " إن هذه الإجراءات هدفها
مواجهة النتائج المترتبة على التهديدات الإيرانية ". فالمخاوف من إقدام إيران على
إغلاق مضيق هرمز أصبحت واقعية في العام 1984 أبان الحرب الإيرانية – العراقية التي
امتدت نيرانها إلى مياه الخليج.
كما إن التوتر في هذه المنطقة من العالم ارتفعت حدته أكثر من مرة في الأعوام الفائتة
، ففي كانون الثاني – يناير من العام 2008 وقع إشكال بين البحرية الأميركية والإيرانية
في مياه الخليج وفي أكتوبر – تشرين الأول أقام الجيش الإيراني قاعدة عسكرية بحرية
في شرق المضيق الاستراتيجي تتيح له الرد في حال تعرضه لهجمات.
ويضيف بيران " إن الإجراءات التي اتخذتها أبو ظبي لن تشل التهديدات الإيرانية بإغلاق
مضيق هرمز. وحتى ولو استطاعت بعض دول المنطقة تجنب المضيق لتصدير نفطها فان
مضيق هرمز يظل الممر الرئيسي لناقلات النفط".
ويشير بيران إلى ان الموقع الجغرافي لمضيق هرمز يسمح لإيران بتنفيذ تهديداتها
بسهولة " فالبحرية الإيرانية متواجدة في المنطقة وهي تمتلك إمكانيات لا يستهان بها،
كما انه ليس من الصعب زرع الألغام بكثافة " ويضيف مدير تحرير " مجلة النفط والغاز
العربي ان التهديدات الإيرانية تهديدات لا يجوز تجاهلها.
وتقبلوا تحياتي
م ن ق و ل