تاريخ التواجد اليهودي في الأحساء
رفات وفخاريات تعيد اليهود إلى الذاكرة
أشاع العثور قبل سنوات على قطع أثرية وبقايا عظام، يعتقد أنها بشرية، حكايات تم تداولها بين سكان مدينة الهفوف في محافظة الأحساء، إذ رجّح البعض ان العظام تعود إلى يهود سكنوا المنطقة في حقب زمنية ماضية. وما عزز هذا الاعتقاد ان العظام وجدت في أوان فخارية، على الطريقة التي يقال ان اليهود يضعون فيها رفات موتاهم.
ويستعرض المؤرخ والباحث في تاريخ الأحساء الشيخ جواد الرمضان تاريخ الوجود اليهودي في المنطقة، ويرجعه إلى عام 1288ه (1871م)، حين أرسلت الدولة العثمانية حملة إلى المنطقة بقيادة «مدحت باشا»، وقد بسطت الحملة نفوذها على الساحل الشرقي من الجزيرة العربية، ممهدة لدخولها تحت لواء الدولة العثمانية.
وإثر ذلك تم إنشاء جهاز إداري من أجل تسيير الأمور في المنطقة، التي كانت تابعة لما يعرف حينها ب«لواء البصرة».
واعتمد هذا الجهاز على موظفين استقدموا من العراق، بينهم عدد من اليهود، ولم يكن عددهم كبيراً أو يمكن أن يلاحظ. ولكن الباحث الرمضان يشير إلى ان هذا الوجود لم ينسجم مع الحياة الاجتماعية في الأحساء فيتأثر أو يؤثر فيها، ويصبح جزءاً من النسيج الاجتماعي، ويقول: «لهجتهم العراقية وطباعهم الغريبة بعض الشيء جعلت من معايشتهم المجتمع بسيطة وغير متكلفة أو صعبة».
كما يشير إلى أنهم كانوا يتميزون بلبس زي موحد، وهو الثوب الأبيض الذي يقصر فوق الكعبين وفوقه «الكوت» والسروال الطويل والطربوش الأحمر المائل إلى الجهة اليمنى.
صورة تاريخية لميناء العقير
وتولى أحد اليهود، ويدعى «ياهو» منصباً في ميناء العقير، حيث كان يتقاضى رسوماً على البضائع التي ترد عبر الجمارك. وهنا يحكي الرمضان قصة تداولها الناس عن هذا الرجل، ويقول: «في أحد الأيام عاد أحد التجار مع ابنه من البحرين، وكان الابن يحمل «الزري»، وهو قصب الفضة التي تطرز به المشالح التي اشتهرت بها الأحساء تاريخياً، وتسمى «اللولوة»، وفيها 20 قطعة، وتسمى القطعة لدى الخياطين «كلافة»، فما كان من «ياهو» إلا أن أخذ «اللولوة» عنوة من الشاب، فقصد والده مكتب مدير الميناء، ليشكو «ياهو» عبر أبيات من الشعر يقول فيها:
لقد أخذ الياهو اليهودي لولوة من ابني بلا حق على ساحل البحر».
وخلف اليهود آثاراً تدل الى وجودهم في الأحساء، منها بستان يسمى بستان «داوود اليهودي»، ويقع في إحدى ضواحي الهفوف، إلا أن هذا البستان لم يعد موجوداً، بسبب الزحف العمراني، ويرجح البعض وجود أجزاء منه لكنها غير معلومة. وربما كان هذا البستان هو «حدارة»، الذي ورد اسمه في وثيقة موجودة في الأحساء إلى الآن، وجاء فيها «أن البائع داوود بن صالح شنطوب اليهودي، وهو من ثكنة الكوت لواء نجد، باع النخل «حدارة» في قرية القارة إلى المشتري السيد علي بن السيد صالح بن محسن في تاريخ 25/2/1326ه (29/3/1908م)».
فيما يشير كبار في السن إلى وجود مخزن تجاري في سوق القيصرية التاريخي، بناه يهودي قبل بناء السوق ذاته والذي يعود تاريخ تشييده إلى عام1241ه (1862م).
طريق يؤدي إلى سوق القيصرية
وكان المخزن يسمى «بخار»، أو «حفيز». وقد باعه صاحبه للتاجر عبدالله عيسى بوحليقة، الذي عمل فيه حتى وفاته، وصار هذا المخزن يؤجر بالتناوب على تجار السوق. وممن استأجره الحاج منصور علي الرمضان وأولاده، ثم الحاج محمد سليمان الناصر وإخوانه، إذ كان الأخير يمارس فيه البيع والشراء، إلى أن احترقت القيصرية قبل سنوات.
ويؤكد الرمضان ان كل ذلك مثبت في صكوك. ويبدي خشيته من تعرضها إلى الضياع.
وبحكم ارتباط اليهود بالدولة العثمانية، اقتطعت لهم أرضاً من أجل دفن موتاهم فيها، وكانت تعرف ب»مقبرة السنود»، ولا يعرف السبب الدقيق وراء هذه التسمية، إذ لا يبدو ان هناك علاقة بين اليهود وبلاد السند. وخلال السنوات الماضية اختفت معالم المقبرة، وتحولت الأرض في ما بعد إلى مقر لفرع بنك الرياض وسط مدينة الهفوف.
وبقي اليهود يمارسون حياتهم العملية الطبيعية في الأحساء، حتى دخول الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» وتحريره لها عام 1331ه (1913م)، إذ نزحوا طواعية مع الجهاز الإداري والعسكري العثماني إلى البصرة وبغداد وبعضهم إلى المنامة، والبعض الآخر تعلق بأذيال الدولة العثمانية، وانخرط في المجتمع التركي وأصبح تركياً.
ومارسوا عند ذهابهم إلى البحرين التجارة، وبخاصة تجارة الأقمشة، حيث كانوا متميزين فيها، حتى أطلق على سوق الأقمشة في المنامة «سوق اليهود». كما مارسوا الصرافة، وبرزت منهم أسماء كثيرة في هذا المجال.
صورة تاريخية لعائلة يهودية في البحرين
وصادف أثناء وجود الرمضان في البحرين عام 1368ه (1948م) أن التقى بائع أقمشة متجولاً، كان قد عاش في الأحساء، وبعد محاورة طويلة بينهما، تبين أنه يحمل معه ذكريات طيبة عن تلك الواحة. ويتذكر بعض الأشخاص بالاسم والمكان، وأبرزها حي الكوت وسوق القيصرية.
ومن اليهود الذين سكنوا الأحساء، ونزحوا منها إلى البحرين «صالح اليهودي، الذي عاش في الأحساء نحو 40 عاماً إضافة إلى 35 عاماً في البحرين، وكان يرتبط بعلاقات تجارية وثيقة مع بعض تجار الأقمشة وخياطي المشالح في الأحساء، إذ كانوا يستوردون منه أقمشة تسمى «ونيشن»، تستعمل في صناعة العباءات النسائية والمشالح الرجالية. وكان هناك نوع مشهور من القماش الصوفي، يدعى ب»المهاود»، وهو خشن الملمس، ويستعمل بخاصة في العباءات النسائية. وتميزت نساء اليهود في إجادة الخياطة النسائية. ويمكن أن يكون لهن تأثير من قريب أو بعيد على تغيير بعض الأزياء المحلية في البحرين، ودخول صرعات الموضة المعروفة في تلك الحقبة الزمنية، بخلاف الحال في الأحساء، إذ لا يبدو أن لهن تأثيراً على المجتمع.
ويعزو الرمضان ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها عدم انخراط نساء اليهود في المجتمع، بسبب الطابع المحافظ والصارم لمجتمع الأحساء.
أثناء نقلي وجدت ردود أثرت الموضوع فنقلتها للإستفاده
ليس غريبا فقد كانوا في كل دول العالم يعملون بصفة اجراء او مرتزاقة مع الجيوش ومنذ السبي البابلي من قبل التاريخ .. ولن ننكر ان فيهم تجار وعاشوا في كل الوطن العربي ولايزال في الكثير من البلدان العربية يعيش قسم منهم وفي مجتمعات مقتصرة عليهم فقط..
وانتشروا أيضا وفقا لمخططات تنظيماتهم العاملة على نشرهم في كل بقاع الأرض وفي كل المواقع حيث حلوا تمهيدا لامساكهم بتلابيب الدول التي يسكنون، حتى وان أنكروا حقيهتهم وتنكروا ليهوديتهم كما فعل يهود الدومنة في تركيا حتى نسفوها من أساسها وحولوها الى مسخ لا ديني ولا ينتمي لشيء الا طورانيته المريضة
تحياتي للجميع