29-01-2008, 10:46 PM | #1 | ||
|
كيف نستفيد من آخطائنا
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الحياة لا يوجد شر محض, فكل شر قد ينتج عنه فوائد و مكاسب لا تحصل لنا إلا بعد ورود هذا الشر. و هذا الكلام يتضح جليا في الأخطاء و الوقوع فيها و ذلك أن الأخطاء قد نحصل على مكاسب كبيرة منها إذا تم التعامل معها بشكل صحيح ,فكثيرة هيه المكاسب التي حققت لبعضنا بعد أن تعرف على خطئه و سبب خطئه و جعل من هذا الخطأ نقطة صواب في حياته . و الكلام السابق قد نختصره بعبارة " النظرة الإيجابية إلى الأخطاء أهميتها و طرق الاستفادة منها " . وقد نختصر أهمية النظرة الإيجابية للأخطاء في نقاط منها : 1 – لو لم تكن الأخطاء ذات فائدة لما أوجدها الله سبحانه في حياتنا . بل لم يسلم منها إنسان غير محمد صلى الله عليه وسلم. و هذه الكثرة من الأخطاء تدعونا لزاما أن نستفيد منها, و أن نمنحها كتربويين حيزا أكبر من الدراسة و النقد و كيفية تحويلها إلى مكاسب للجميع. 2 – هناك الكثير من الفوائد و المكاسب السلوكية أو التربوية لم نحصل عليها إلا بعد الوقوع في الأخطاء. و من المخطئين من تغيرت حياته للأفضل بعد أن وقع في الخطأ ثم صحح فعله من الآخرين فقاده هذا التصحيح إلى تقويم مساره و حياته كلها وصار هذا الخطأ مصدر الإلهام في حياته . و عندما نقرر هذه المسألة فإن نظرتنا للأخطاء تتغير من الاشمئزاز و البعد عن تصحيحها إلى المسارعة في تصحيحها و تحويلها إلى نقطة تغيير في حياة المخطئ للأفضل. أما عن كيفية الاستفادة من النظرة الإيجابية للأخطاء و تسخيرها لصالحنا ففي عدة نقاط نجملها: 1 – أنه إذا زرعنا عند من وقع منه خطأ معين أن الخطأ يقع من الجميع و أنه لا يسلم منه أحد من البشر, فإن ذلك يدعوه للاعتراف بخطئه و عدم المكابرة أو الجدال بالباطل . و الاعتراف بالخطأ من قبل المخطئ قد يشكل عائق أمام من يمارس الدور التربوي من حيث تصوب أفعال المخطئ و توجيهها للأفضل. و السبب في ذلك – في نظري – أنه نتيجة النظرة السلبية إلى الأخطاء , و أنها دائما عيب أو أنها ذنب لا يغتفر , و أن من وقع منه ذلك فهو منبوذ و لا يمكن الاستفادة منه , وعليه ترتب إنكار كثير من الناس مجرد وقوع الخطأ منه أو أنه يجد صعوبة في الاعتراف بالخطأ , ثم يحاول بشتى الوسائل البحث عن الأعذار حتى ينفي عن نفسه تهمة الخطأ . لكن إذا قررنا في اعتقاد الناس أن الخطأ ليس جريمة و أن اللبيب من يستفيد من أخطائه وأن خير الخطائين التوابون , و نحاول أن نزرع النظرة الإيجابية عند المخطئ . وبهذا كله نستطيع أن نغير المفهوم المغلوط عن الأخطاء ونستبدله بذلك المفهوم الذي يجعلنا نضيف الأخطاء إلى قائمة التجارب و الخبرات. 2 – يترتب على ما مضى أنه عند وقوع المتربي في الخطأ فإنه سيبادر إلى من يصحح له خطئه , و هذه المبادرة لا يمكن إن تأتي إلا من خلال النظرة الإيجابية لمفهوم الأخطاء , و أن خطئه ممكن يتجاوز عنه ويمكن الاستفادة من الدروس المستنبطة منه , و هذه المبادرة تحمل في طياتها الكثير من الفوائد للمخطئ منها قوة الشخصية لأنه غلب نفسه بالاعتراف بالخطأ , ومنها تحمل المسؤولية من خلال ما يترتب عليه الاعتراف بالخطأ وغيرها كثير . ووصولنا مع طلابنا أو من نربيه إلى هذه المرحلة من النظرة الشمولية التفاؤلية للأخطاء له مكسب عظيم يؤدي إلى تقليل الأخطاء أو على أقل القليل الاستفادة منها حال وقوعه فيها , و بذلك نصبح قد فعلنا شق في حياتنا الشخصية كان معطل بشكل كبيرعند الناس إلا وهو الأخطاء . 3 – و مما يترتب على هذه النظرة الإيجابية للأخطاء التركيز على الاستفادة من الأخطاء و كيفية ذلك و أن نبحث مع المخطئ عن كيفية تصحيح الخطأ , ونتجنب التركيز على تقرير المخطئ بخطئه و البحث عن المخطئين و التشهير بهم و أخذ الاعترافات عليهم , مما قد يؤدي إلى المكابرة وعدم وجود فائدة سوى التشهير أو التعيير غالبا. و بالمثال يتضح مغزى ما أريد : لنفرض أن طالبا فعل سلوك خاطئ معين , فإن صاحب النظرة السلبية للأخطاء قد يقوم بتوبيخ الطالب , أو أنه سيقرر في نفس الطالب أنه دائم الخطأ أو أنه عديم الفائدة أو أن سلوكه هذا لا يغتفر أو أن خطئه هذا ذنب أو يأخذ عليه التعهدات و يبحث في شتى الوسائل حتى يثبت أن الطالب متعمدا للخطأ , بل قد يصل به الأمر إلى إقناع نفس الطالب أنه إنسان مخطئ لا يمكن إصلاحه . أما صاحب النظرة الإيجابية سينصب كامل تركيزه على الاستفادة من هذا الخطأ وسوف تجده يخبر الطالب بأن فعله خاطئ و بإمكانه أن يفعل الصواب وهو كذا و كذا وأنه يرجوا أن لا يكون خطئه متعمدا , ثم يبحث مع الطالب عن آلية تصحيح خطئه , و هذا البحث يشعر الطالب أنه صالح و أنه يمكنه تصحيح خطئه بنفسه , و أنه سيعود إلى الأفضل من حالته السابقة . ثم بعد ذلك يبحث مع الطالب عن أهم الدروس المستفادة من هذه التجربة . و خلاصة ما سبق أنه لسنا في حاجة لمعرفة الأخطاء بقدر حاجتنا إلى الاستفادة منها , و إلا ما الفائدة من معرفتنا للأخطاء دون تصحيحها أو تحويلها إلى مكاسب .
|
||
|
30-01-2008, 12:34 AM | #2 | ||
|
رد: كيف نستفيد من آخطائنا
ابوفهد لاهنت على الموضوع الرائع والمميز لك اجمل تحيه
|
||
|
30-01-2008, 01:19 AM | #3 | ||||
|
رد: كيف نستفيد من آخطائنا
نعم يجب الأستفاده من أخطائنا
|
||||
|
31-01-2008, 02:15 AM | #5 | ||
|
رد: كيف نستفيد من آخطائنا
هلآ بأخوي خالد ف الدوسري
|
||
|
31-01-2008, 10:59 PM | #7 | ||
|
رد: كيف نستفيد من آخطائنا
أنا لسنا في حاجة لمعرفة الأخطاء بقدر حاجتنا إلى الاستفادة منها , و إلا ما الفائدة من معرفتنا للأخطاء دون تصحيحها أو تحويلها إلى مكاسب .
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||