أشهر أودية نجد قديماً..
"وادي برك في عيون المصادر والمؤرخين"
سعد بن غنيم القباني
قال الشيخ حمد الجاسر رحمه الله: برك من أشهر الأودية التي تخترق جبل العارض (عارض اليمامة) وهو جبل طويق وينحدر من عالية نجد من أعلى عرض شمام المعروف الآن باسم (العرض) ومن بلاد الرين فتجتمع سيول أودية كثيرة من تلك الناحية وتتجة شرقا فتخترق الجبل جبل العارض جنوب الحوطة عل مقربة منها ثم يفيض سيله في النصبية روضة تسمى ذات نصب. انتهى.
وقال صاحب معجم البلدان ياقوت الحموي: وبرك أيضا وادي لبني قشير بأرض اليمامة يصب في المجازة وقيل لهزان ويلتقي هو والمجازة بموضع يقال له (أجلة) و(حضوضي) فأما برك في مهب الجنوب قال الشاعر:
ألا حبذا من حب عفراء ملتقى =نعامٍ وبركٍ حيث يلتقياني
وبرك من أودية نجد المشهورة يبعد عن مدينة الرياض بنحو 180كلم جنوباً في الطريق المتجه إلى حوطة بني تميم والافلاج ووادي الدواسر ويقع تحديدا بعد محافظة حوطة بني تميم ب 40كلم . يقول ابن خميس في معجم اليمامة عن برك وحدوده: يحد برك من الشمال (وادي بريك) ووادي الحوطة والحلوة وروافده ويحده من الجنوب وادي طلحا ويصب في برك روافد كثيرة هي إذا انحدرت معه شرقاً عن يمينك الهيره، والعواشز، والثميلة، والجضيع، والساحبة، والقوس، والمخضار، والبتراء، والبتيراء، وعن يسارك: بوضان وشعيبات الصقور والخنيفسة والدابرة والمخلاف وشعيب الغار والمقيصرات والملواط.
ويستطرق ابن خميس في وصفة وادي برك إلى أن قال: وأعلى وادي برك يقال له (السروح) ويصب تلقاءها شعب يسمى حسيك من هذا المكان إلى مدفع وادي طلحا في برك بما مسافته حوالي خمسة أميال هذه المسافة مضيق تخنقه الجبال يمينا وشمالا ويسمى مثعب برك - ميزاب برك وفي متسعاته ومنعطفاته توجد آبار ومزارع لأناس من القبابنه السهول قامت حديثا. قلت: والمثعب بلدة قائمة الآن ويرئس مركزها الشيخ حضرم بن سعدون بن شخيتل ويبلغ عدد سكانها الخمسمائة نفر وجلها كما ذكر ابن خميس القبابنه من السهول أيضا هنالك في وادي برك مركز أم صده لجماعة آل بريك من قبيلة الدواسر ويرئس مركزه علي ابن ثقل من الدباكين ال بريك وهنالك مركز الشكرة من الدواسر وثمة مركز ثالث يسمى مركز العبيديّات ويرئسه الزقروط من ال بريك
وبرك هو الذي عناه أحد الشعراء العرب قديما بقوله :
فثم إذا مرت سماء مطيرةُ =بفيهة برك جاذني سبل القطر
ويقول آخر :
فما يخفى عليّ طريق برك =وأن صعدت في وادي نعام
أما في معجم ما استعجم فقد ظن البكري أن مسمى برك والبرك واحد فجمعهما تحت رسمٍ واحد بيد أن ابن خميس أنكره بقوله عبارته قلقه ومظطربه والشعر الذي أورده عن أوس بن حجر فيه اشتباه على حد قوله.
وذكر برك في كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني بقوله: والخرج قاع مثل يدك وحصون ويدفع فيه من الأودية نعام وبرك ووتدي المجازة.
وقد ذكر الشيخ ابن بليهد في كتابه صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار وقال: برك فهو أعظم من بريك وهو أكبر أودية عارض اليمامة وهو ينصب من الغرب إلى جهة الشرق في جنوبي وادي بريك وفيه قسم عظيم من قرى الحوطة حوطة بني تميم وفيه مدينتهم وفيه الحلوة والقويع والعطيان وقرى كثيرة انتهى.
وقد مر به المستشرق هاري سانت جون فيلبي "عبد الله فيلبي" ودونه في رحلته الشهيرة في كتابه قلب الجزيرة العربية حين كان عائدا من الجهة الجنوبية من نجد عندما قال مخاطبا من كان معه في رحلته قال أصريت أن نقضي يوما سعيدا رغم حرارة الطقس بجوار برك وفي التعليقات والنوادر للهجري قال من قصيدة لسباق الباهلي:
حموا مابين دار بني سليم =إلى ما ردّ فيد إلى طميه
إلى دار الحريش فبطن برك =بلاد لا تعنفها الرعيه
وذكر ابن الفقيه في وصف المجازة واليمامة في كتابه مختصر البلدان وبالمجازة نهران وبأسفلها نهر يقال له سيح الغمر وبأعلاها قرية من أرض اليمامة ساكنه بنو هزّان من عنزة بن أسد بن ربيعة وبها أخلاط من الناس من موالي قريش وغيرهم وبها جبل يقال له (شهوان) يصب فيه برك ونعام ووراء المجازة فلج الأفلاج.
"" جريدة الرياض ""
http://www.alriyadh.com/2007/11/23/article296176.html