حقيقة قصة شايم الحنتير
في الحقيقة لم اكن ارغب بالمشاركة لأن الماضي وان كان أساسا في حياة الإنسان إلا انه يثير بعض الأمور التي لا يرغب الكثير في سماعها ولكن مما جعلني اقدم على هذه الخطوة هي المغالطات الكثيرة التي تظلم أناسا سبقونا إلى التراب نسأل الله العلي القدير أن يتجاوز عن سيئاتهم ويغفر لهم ومن هذه المغالطات القصة التي أخذت تردد في كثير من المحافل ليتباها بها أناس على حساب أناس آخرون والذي زادني إصرارا على المشاركة هو ما قرأته أيضا من بعض المحاولين بنية طيبة لتعديل الأخطاء وان كانوا من ذوي الشأن نسمع كثيراً ونقرأ كثيراً ولكن لابد أن نتحقق ونعي ما نقوله لأن الأمور ليست كالعهود الماضية فقد من الله علينا بهذه النعمة لنستخدمها فيما يفيدنا ويوسع مداركنا وهي وسيلة إعلامية تعتبر من الوسائل الأولى في توصيل المعلومة فلابد ان نتحقق قبل ان نروي قصة ما ونوردها كما هي دون نقص أو تحريف وإذا كنا لسنا متأكدين فيجب علينا أن لا نقدم على هذه الخطوة فكما أسلفت أن هذا المجال اسهل طريق للظلم اقدم اعتذاري على الإطالة وأورد لكم
قصة شايم الحنتير كما نسمعها من كبار السن أطال الله في أعمار الحيين منهم وغفر ورحم الميتين وجميع موتى المسلمين وهذه القصة كما هي مروية عن سعيد بن صايل السيحاني والذي يعتبر رحمه الله من اكبر الرواة لقبيلة السياحين سمعها كما ذكر يرحمه الله عن بجاد بن برغش والذي يعتبر بدوره الناقل الأساسي لجميع القصص والروايات ومعروف رحم الله الجميع بصدقه ودقة رواياته .
أولا : حقائق لابد أن تعرف :-
1- اسم الحنتير ليس بشايم وانما هو ( سالم ) وهو من الحناترة من فخذ ذوي علي من السياحين وهو فارس مشهور عرف بشجاعته ومهارته الفروسية .
2- المرأة هي غزية بنت جبر وليست نورة كما ذكر وكان قد تزوجها فطمحت عنه وبقيت في حباله حتى بعد نهاية القصة بسبع سنوات غير ما ذكر أنها طلقتها منه قبيلة مطير فيا للعجب .
3- غزية هذه ليست بشاعرة وقد حلفت أنها لم تخرج هذه القصيدة من فمها وماتت وهي تحلف بذلك ثم من يعرفونها يحلفون أنها لا تستطيع أن تركب بيت على الآخر .
4- يقال والله اعلم أن القصيدة قالها كما نسمع من كبار السن للأمانة بهذا اللفظ انه من( زغيوية ) المزاحمة يريد بها حرباً أو ما شابه .
5- المعركة التي كانت بينهم لم تكن معركة الجرير وانما وقعة حدثت بين السياحين والجذعان من جهة ومطير على ابن جبرين من جهة أخرى .
6- هنالك بيت يرد كثيراً ليس بقائله سالم الحنتير كما يروى وهو ( إن كان تطري طرحت الحنتير – طرحت عجوز في صفاه ) لا ادري من أين أتى هذا البيت والذي يخالف معنى قصيدة سالم بأكملها ويبدو والله اعلم انه تم تلفيقه لتتم المسرحية بنجاح .
7- المعركة كسر فيها السياحين والجذعان ولكنهم احتموا البل ولم يؤخذ منها شيئاً .
والقصة هي كما يلي :
كان السياحين والجذعان مربعين في جهة دير مطير ومتجاورين معهم على عهد بألا يغير أحدهم على الأخر ولكن مطير خانت العهد الذي بينهم فاندفعوا ورآهم قليلاً على انهم سوف يرحلون إلى مكان أخر ثم رجعوا بهدف الإغارة على السياحين والجذعان وفعلاً حدثت المعركة وكسر فيها السياحين ولكن احتموا البل ولم يؤخذ منها شيئاً أما القصيدة التي نسبت ظلماً وعدواناً إلى انسانة حلفت بالله العظيم حتى توفيت رحمها الله وهي على ذلك وأيضا ليست بشاعرة ولم تقول بيتاً واحداً منذ خلقت وهي غزية بنت جبر بن فرحان السيحاني وكانت على ذمة سالم الحنتير وقد طمحت عنه قبل القصة بفترة وعلقها في حباله ولم يطلقها عموماً كان هدف مطير بهذه الغارة هو الطمع في قبيلة السياحين والجذعان رغم المعاهدة والتي خانوها طمعاً ولم تأتي بهم القصيدة التي وضحنا مصدرها كما نسمع من الرواة والله اعلم عموماً حدثت الغارة كما أسلفنا ورغم الانكسار لم تؤخذ ابل السياحين والجذعان واحتموها وعند الصباح وجد المطران خمسة من الحصن التي تقطعت كما يروى خلال المعركة ومن ضمنها حصان سالم الحنتير وحيث انه فارس ويعرف حصانه استوت لمروجي الكلام ما يريدون و جاءت قصيدة المطران التي يقولون فيها :
حنا طرحنا شايم ( سالم ) الحنتير ........ وامهارنا راجت علاه
لعــيون لبــاس الحــــريـــــــــــر ........ اللي يوصينا علاه
فرد عليهم سالم بقصيدة رائعة يقول فيها :
يابو جضيم مستدير ........ خونان بواق اعملاه
الغوج عموده قصير ........ ماخوذ ما يسوى حذاه
تسعين مهره فالجرير ....... والسور سرواله ملاه
أما البيت الذي ذكر انه لسالم فهو مغلوط وقد لفق تكملة للقصة الملفقة أساسا وهو :
ان كان تطري طرحت الحنتبر ....... طرحت عجوز في صفاه
وفي قصيدة سالم توضيح للقصة الحقيقية حينما قال :
يابو جضيم مستدير .... خونان بواق اعملاه
هذا البيت شاهد على ما ذكرنا من المجاورة والعهد وأيضا حدوث الخيانة
وأيضا حينما قال :
الغوج عموده قصير........ ماخوذ ما يسوى حذاه
فيقصد بهذا البيت حينما انقطع حصانه عن تكملة المعركة ووجدوه مع خمسة من الحصن بعضها للسياحين وبعضها للجذعان ولكن حينما عرفوا الحصان انه لسالم تحاكت لمن اراد ان يحكي فزور حقيقة التاريخ لصالحه ظلماً وعدواناً ولم يطرح ولم يطعن كما يروى في القصص الملفقة أو من أراد أن يصحح دونما معرفة تامة بالقصة .
وحينما قال :
تسعين مهره فالجرير ........ والسور سرواله ملاه
فهذه يقصد بها معركة الجرير بين الروقة ومطير وقد طعن سداح ابن محيا السور ولم يتمالك نفسه السور بعد الطعنة ليملأ سرواله بنجاسته اعزكم الله وأجل الموقع والرجال والمقال وقد قتل فيها الروقة تسعين مهرة من خيل مطير.
أما غزية بنت جبر التي يقولون مطير بأنهم طلقوها من زوجها سالم إجبارا ويتباهون بها بأنهم مطلقة النساء فقد بقيت في حبل سالم بعد الموقعة لمدة سبع سنوات حتى بدا بركه بن فرحان عمها على سالم بعد سبع سنوات من الموقعة يطلب منه حبالها و أعطاه بعيراً مقابل ذلك وقد قام سالم بإطلاق حبالها .
هذا ما سمعناه من الرواة العدول ولا نزكي على الله احدا ولكن هذه هي الحقائق نسمعها من اكثر من ثلاثين عاماً قبل ان يأتي الانترنت والخوض في تلك المجالات ولكنني أردت فقط ان اظهر الحقائق وانصر بعون من الله المظلومين بكلام ليس له معنى يخدم أهداف أناس على حساب الآخرين هاهم ذهبوا جميعهم وسوف نلحقهم على الملة انشأ الله .
منقول