كان محمد بن عبدالرحمن آل مطلقة الودعاني الدوسري فارسا مغورا وحكيما انطلق لكسب الرزق عير القيافي الموحشة والجبال المقفرةعلى مطيته الى اليمن وبلاد حضرموت وعدن متاجرآ في ما يعود عليه بالربح وكان الامن مفقودآ في ربوع الجزيرة العربية انذاك والطريق غير أمن.
حيث ينتشر قطاع الطرق لسلب والنهب ويقتلون ويفتكون بكل من يعترض طريقهم ويمنعهم من الحصول على بغيتهم وفي سنة من السنين جهز محمد بن مطلقه قافله مكونه من خمسين جملا محملة بالبن اليمني وسار بها من نجران متجهآ للرياض عبر السليل وقام رحمه الله بنفسه بحراستها وقيادتها عبر مجاهل لايعرفها الا القليل من الرجال حتى وصلت الى السليل. وهناك طمئن عليها بمواصلة السفر الى الرياض على ان يلحق بها في حمام وهو مورد معروف يقع على مسافة أربعين كيلا من السليل باتجاه الرياض ؛ وهناك كان ( القوم ) وعددهم ستون رجلا مسلحين بالبنادق والخناجر يتربصون بالقافلة واخذوها بعد ان قتلوا قائدها وكان على راس القوم (ورقان ) من قبيلة دهم اليمنية وهو أشجع القوم وافتكهم واشدهم فراسا وبطشا وكذلك صالح ابن شجاع من قبيلة ال رزق وهو الاخر فاتكا شجاعا لا يقف امام مطامعه شئ .
نهبوا القافلة بما عليها و اتجهو بها صوب نجران وتحاشوا السير بها مع الطرق المعروفة فطرقوا بها مجاهل الرملة وفي المساء جاء النذير الى السليل بعد صلاة المغرب مخبرا اهالي السليل بأخذ القافلة وقتل قائدها . فقام محمد بن مطلقه وخرج مستنجدا في الوداعين اهالي السليل وكان الوقت ليلا والناس عادة يأوون إلى منازلهم مبكرين ونجائب الابل في مراعيها بعيدة عن اصحابها .
قام من اتى من الوداعين على رأس عبدالله الهجاج وامر بفك السواني وتجهيزها وكل احضر سلاحه وتوجهوا ليلا الى الاطواء جنوب السليل بعد ان تأكد لهم أن القافلة أتجهت جنوبا تحت جنح الليل وهناك تجمعوا وساروا بليلهم وادركوا اثار القافلة وساروا قليلا ثم تشاوروا بعد أن أحسوا أن القوم قريبا منهم وباتوا حتى أنبلج الصبح وبعد الصلاة ساروا على أثر فوجدوا القوم يشعلون النار والابل (معقلة) ولأحمال على الأرض مطروحة فهللوا وكبروا وغاروا عليهم فتعالت صيحات الرجال ودارت رحى المعركة بين الفريقين وأطلقت النيران من الجانبين وكان معظم السلاح المستخدم في المعركة من البنادق القديمة المسماة ( العربية ) التي كانت تحشى حشوا البارود فغطى الدخان البنادق أرض المعركة بسحابه سميكة من دخان البارود فتعالت صيحات الرجال وقتل الغزاة جميعا إلا واحد خرج مستغيثا مستنجدا فأجاره أحد الدواسر الوداعين . وقد أصيب في هذه المعركة مساعد بن خلف أبن عم محمد المطلقة حيث كسرت ساقه وشوهد وقد ربطها ويقفز على رجل واحدة طيلة ساعات المعركة. كما أصيب ثلاثة رجال من الوداعين أصابات خفيفة .
وبهذه المناسبة أنشد عبدالله الهجاج هذه القصيدة :
قال بن شاجع بلاقلو وجفراني= ارقابهم والبنادق والطمع فيها
وحنا اربعين وهم ستين داقاني = والليل غدرا ولابه مشعل فيها
بعنا عليهم وباعو وانقضى الشاني = والله كريم يوم بلغنا نواصيها
يانعم يالابتى يااولاد ودعاني = يوم احتمى الهوش كثرت عزاويها
طق ابن عرفج وينخا الشيخ ورقاني = واقفا وخلى المحطه ماالتفت فيها
يذكر لنا الاجنبى لاجيت نجراني = اسمه كبير وكأنه حاكم فيهـا
كن الجنايز وسط الجو طيحاني = جذوع سيل وادي ٍمدربيهـا
وهذا ابن عفراء زهم الشيخ ورقاني = ماهمه الا ذلوله يبغي ينجيهـا
شوف عينى بالفشق في الحد طيحاني = كنه صغار الزعيري شاري فيهـا
كما نشد الشاعر ابن وديان الوداعين هذه القصيدة واصفاً ما حدث:
يالله ياعالم ماخفا وماكانى= يعلم دواليب قلبي ويش يطريهـا
من قام في الدين عزه عالي الشاني = ترى المعاصي تخذل اللى مشى فيها
غارو على حملة من مال ودعاني = قفو بهـا وافـين من قوافيـهـا
صاح المصيح وركبوا كل سكراني= ردو على السوابق لوله فيـهـا
شد وعلى الهجن مزاورٍ وحملاني = وزهاب عشرة تقربهم حراويـهـا
مروا مع الرملة كنهن جول ظلماني = والا القطا يوم يصرخ سيكها فيهـا
عقب رابع يوم باج الصبح بانى = ليهم بعشب الخطيطه نوخوفيـها
قال ابن شاجع ترى ذا يوم قرصاني = خلوا الركايب تضحى لين نبغيها
انشى عليهم فحال فيه رنداني = برقه سحور ام خمس ارعدت فيها
تخالطوفي المحطه مابعد زانى = نسوا الغدا يوم كسو عجها فيها
كله لصين المطوع يوم جا عانى = خمسة عشر لحيه قسم الهدد فيها
والذيب جا عانى من صوب نجراني = يهذل على جرة الهذيل يبغيها
شاف المعونة وجاله مقسم ثاني = اوصى لحوشة وحط المدحله فيها
والذيب جاء مقسمه ولد بن هضبان = واما بن شاجع نقشته ضواريها
واما المرمه تراهى لأم عثماني = هي والحديا تراهن خشرة فيها
مااظن بنبت نبات القاع ريحاني= من شقة سايل دم الكفر فيها
والنبت الآخر يجى خوج ورماني= من حيث دمهم رغاب الحد يسقيها