بسم الله الرحمن الرحيم
" اللص الصغير "
ربما نلحظ بعد عودتنا من زيارة لأحد الأقارب أو الاصدقاء أو السوبر ماركت ، بأن في يد الصغير لعبة أو قطعة حلوى ونحوهما التقطهما من هناك ، أو نجد ه يرتدي قطعة من ملابس اخوته ، أو بيده كراسة أو قلم أو اشياء مما تخصهم فنتساءل : هل تحول الطفل إلى لص صغير ؟!
أبدا لم يتحول بعد إلى لص ، بقدر ماهو لديه نقص في الفهم والتوجيه ، أو تقصير منا بشأن التحليل الصحيح لنفسيته، ومعرفة الدوافع إلى ذلك السلوك . بيد أن الإهمال في هذا الجانب ، ربما يؤدي بالفعل إلى تحول الصغير إلى لص كبير ومحترف مستقبلا .
عند حدوث شيء من ذلك القبيل ، فلايصح أن نقوم بتعنيف الطفل بأي شكل من الأشكال ، بل علينا أن نعرف الدافع بالدرجة الأولى ، ثم نبين له بأن تلك الأشياء لاتخصه ، أو بأنها لاتناسب عمره ، وبأنه لايجوز الاستيلاء على حاجيات الغير دون الاستئذان منهم ، ونساعده على إعادتها إلى أصحابها .
وبالتالي نؤمن له متطلباته من ألعاب وحلوى ونحوها ، ولاننسى غرس القيم النبيلة في فكر الطفل بوقت مبكر ، ودعم الصفات الايجابية فيه كالصدق ، والأمانة ، وعزة النفس .. وبالدرجة الأولى فيجب أن نكون له القدوة الحسنة ، فلا نستخدم الأدوات والمعدات والتجهيزات الخاصة بالعمل الوظيفي، لصالح أمورنا الشخصية ، ولانعتدي على حقوق الناس وممتلكاتهم . كما يجب التنبه لبعض الألعاب الالكترونية ، والأفلام الكرتونية ، ومجلات قصص الأطفال غير المنضبطة ، والتي تغرس في نفس الطفل المبادىء الهدامة ، أوتصور له أن السرقة والتفحيط والتخريب من قبيل المغامرة ، أوالشجاعة و الذكاء .. الآن ومع توفر وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة، أصبح الأطفال والمراهقون يتحدثون عن مغامرات الجريمة والقتل واللصوصية ، وأشياء أخرى خطيرة تعرفوا عليها من خلال المراسلات الالكترونية . لذا فيجب علينا كأولياء أمور الحرص على مراقبتهم وتوجيههم ومساعدتهم على اجتياز تلك المراحل بسلام .