الدكتور علي القحطاني
أبها: نادية الفواز
قام الطبيبان أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراح الرأس والرقبة المساعد بكلية الطب - جامعة الملك خالد الدكتور علي محمد بن سعيد القحطاني واستشاري التخدير والعناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب الدكتور فاروق محمود مساهل بتوحيد كافة العوارض والظواهر ومضاعفات أورام الغدة الدرقية (والتي توجد أسفل مقدمة رقبة الإنسان) تحت مسمّى واحد هو (متلازمة ورم الغدّة الدرقيّة)، وهو اكتشاف طبي جديد يعتبر الأول من نوعه على مستوى العالم.
جاء ذلك في ختام الدورة المكثفة لأطباء البورد السعودي للأنف والأذن والحنجرة والذي انعقد في جامعة الملك خالد بأبها على مدار ثلاثة أسابيع.
قال الدكتور القحطاني إن هذا الاكتشاف هو حصيلة وثمرة جهد ست سنوات قضاها هو وصديقه لاكتشاف متلازمة الغدة الدرقية، وبالرجوع لقواعد البحث تبين أنه أول اكتشاف على مستوى العالم حول هذا المرض وطرق علاجه، وذلك بعد البحث في الأعراض والمسببات وملاحظة الحالات.
وأضاف أن سبب عدم تسجيله لهذا الاكتشاف إلى الآن هو ارتفاع تكاليف تسجيل الاختراعات والاكتشاف. حيث انه قد قدم اختراعا سابقا وكان الأول على مستوى العالم، ودفع أكثر من نصف مليون ريال دون أن يتلقى أي دعم من أي جهة حكومية أو خاصة.
يقول"هناك أماكن كثيرة وموجودة في كل دول العالم خاصة معاهدة حماية الفكرية الـ"بي.سي.تي" التسجيل العالمي، وهو يضمن التسجيل على مستوى العالم ولكن هذه الجهات تكاليفها عالية جدا".
وطالب الدكتور القحطاني الحكومة بدعم المكتشفين السعوديين في تسجيل اختراعاتهم واكتشافاتهم لدى الجهات المعنية على مستوى العالم
وعن مستقبل هذا الاكتشاف قال إنه في طور النشر على مستوى العالم في المجلات الطبية المتخصصة، مبينا أن هناك فائدة كبيرة للأطباء المتخصصين في هذا المجال في إيضاح طرق المعالجة لهذه الحالات الصعبة التي تحتاج إلى فريق طبي مكون من الجراح وطبيب التخدير وطبيب الصدرية لتشخيص الحالة وطرق علاجها.
وقال الدكتور القحطاني إن ورم الغدة الدرقية ينتشر في كافة أنحاء العالم، ومنه الحميد ومنه الخبيث، وترتبط أكثر أنواع الورم الحميد بنقص عنصر اليود في الطعام، وتبعاً لحجم التضخم في الغدة الدرقية فإنها تضغط على الرغامى (القصبة الهوائيّة) المسؤولة عن مرور الهواء من وإلى الرئتين، فتنحرف القصبة الهوائيّة عن مسارها المعتاد، وتضيق، وتفقد قوامها الصلب بسبب ذوبان حلقات الغضاريف المميزة لها، فيحدث وقتها صعوبة في التخلص من المخاط من الشعيبات الهوائيّة، ويشكو المريض من ضيق التنفس والكحة والالتهابات الرئوية وغيرها.
وأضاف أن الرجال والنساء يصابون بتضخم الغدة الدرقية، وينتج عن ذلك مشاكل عديدة، وعندما يأتي مريض بكل هذه الأعراض بهدف العلاج الجراحي ينفرد أفراد الطاقم المعالج كلٌّ في جانبٍ معيّن من المرض؛ فالجراح مثلاً يكون تركيزه على الورم وإزالته، وطبيب التخدير على القصبة الهوائية وانحرافها وضيقها، وطبيب العناية المركزة على كيفية تنفس المريض بعد العملية. خاصة إذا اختفت الغضاريف من القصبة الهوائية، ويقوم كلّ فرد من الفريق بعمل الفحوصات اللازمة على حدة، كذلك لا تشمل المراجع الطبية الموضوع برمته تحت عنوان واحد، ولا يتمّ تدريسه للدارسين بالطريقة المثاليّة لعلاج المريض، وفي أغلب الحالات تختفي أعراض ضغط تضخم الغدة الدرقية بعد إزالتها جراحياً.
وأوضح أنه هنا تأتي أهميّة توحيد كلّ ما يمت لورم الغدة الدرقية، وما يصاحبها من أعراض وظواهر ومضاعفات تحت عنوان موحّد هو "متلازمة ورم الغدة الدرقية The Goitre Syndrome ليشتمل على تضخم الغدة الدرقية وانحناء وضيق الرغامى وعوارض تنفسيّة، وبذلك يتمّ التعامل معها كوحدة متكاملة، ويقوم الطبيب المقيم بإجراء كل الفحوصات الضروريّة مرة واحدة، والتي تشتمل على فحوصاتٍ مخبريّة، وأشعة عادية للرقبة والصدر، وأشعة مقطعيّة للغدة المتورمة والرقبة والصدر، بالإضافة إلى فحوص خاصة بالجهاز التنفسيّ، وهذه - رغم يُسرها وأهميّتها - كثيراً ما يغفل عنها الفريق المعالج. إما بواسطة مختبر التنفس أو عن طريق أجهزة التنفس المتنقلة أو المحمولة، وبهذه الوسيلة لا يضيع الوقت ولا يتأخر المريض بسبب الفحوصات المتقطعة، ولا تتأجل العملية الجراحية من وراء انفراد أعضاء الفريق المعالج كلٌّ بجانبه.
وأوضح الدكتور القحطاني أن هناك نوعا شديدا من متلازمة ورم الغدة الدرقية والذي يضغط فيه الورم على الوريد الأجوف العلوي فتحتقن العروق بالدم في الصدر والرقبة والذراعين، أو تحدث جلطة دموية في أحد تلك الأوردة.