06-02-2008, 07:53 PM | #1 | ||
|
علي بن الحسين رضي الله عنه
هو علي بن الحسين علي بن الحسين . (ع) ابن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، السيد الإمام، زين العابدين ، الهاشمي العلوي ، المدني . يُكنَّى أبا الحسين ويقال : أبو الحسن ، ويقال : أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله . وأمه أم ولد ، اسمها سلامة (سلافة) بنت ملك الفرس يزدجرد ، وقيل : غزالة . ولد في سنة ثمان وثلاثين . ظنا . وحدث عن أبيه الحسين الشهيد ، وكان معه يوم كائنة كربلاء وله ثلاث وعشرون سنة ، وكان يومئذ موعوكا فلم يقاتل ، ولا تعرضوا له ، بل أحضروه مع آله إلى دمشق ، فأكرمه يزيد ، ورده مع آله إلى المدينة ، وحدث أيضا عن جده مرسلا ، وعن صفية أم المؤمنين ، وذلك في "الصحيحين" وعن أبي هريرة ، وعائشة وروايته عنها في "مسلم" ، وعن أبي رافع ، وعمه الحسن ، وعبد الله بن عباس ، وأم سلمة ، والمسور بن مخرمة ، وزينب بنت أبي سلمة ، وطائفة. وعن مروان بن الحكم ، وعبيد الله بن أبي رافع ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن مرجانة ، وذكوان مولى عائشة ، وعمرو بن عثمان بن عفان ، وليس بالمكثر من الرواية . حدث عنه أولاده : أبو جعفر محمد ، وعمر ، وزيد المقتول ، وعبد الله ، والزهري ، وعمرو بن دينار ، والحكم بن عتيبة ، وزيد بن أسلم ، ويحيى بن سعيد ، وأبو الزناد ، وعلي بن جدعان ، ومسلم البطين ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعاصم بن عبيد الله ، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان ، وأبوه عمر والقعقاع بن حكيم ، وأبو الأسود يتيم عروة ، وهشام بن عروة ، وأبو الزبير المكي ، وأبو حازم الأعرج ، وعبد الله بن مسلم بن هرمز ، ومحمد بن الفرات التميمي ، والمنهال بن عمرو ، وخلق سواهم . وقد حدث عنه أبو سلمة ، وطاوس ، وهما من طبقته . قال ابن سعد هو علي الأصغر ، وأما أخوه علي الأكبر ، فقتل مع أبيه بكربلاء . وكان علي بن الحسين ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، عاليا ، رفيعا ورعا . روى ابن عيينة ، عن الزهري ، قال : ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين . وقيل : إن عمر بن سعد قال يوم كربلاء : لا تعرضوا لهذا المريض - يعني عليا . ابن وهب ، عن مالك ، قال : كان عبيد الله بن عبد الله من العلماء ، وكان إذا دخل في صلاته ، فقعد إليه إنسان ، لم يقبل عليه حتى يفرغ ، وإن علي بن الحسين كان من أهل الفضل ، وكان يأتيه ، فيجلس إليه ، فيطول عبيد الله في صلاته ، ولا يلتفت إليه ، فقيل له : علي وهو ممن هو منه ! فقال : لا بد لمن طلب هذا الأمر أن يُعنَى به . وقال : قال نافع بن جبير لعلي بن الحسين : إنك تجالس أقواما دونا ! قال : آتي من أنتفع بمجالسته في ديني . قال : وكان نافع يجد في نفسه ، وكان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين . ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن علي بن مجاهد ، عن هشام بن عروة ، قال : كان علي بن الحسين يخرج على راحلته إلى مكة ويرجع لا يقرعها ، وكان يجالس أسلم مولى عمر ، فقيل له : تدع قريشا ، وتجالس عبد بني عدي ! فقال : إنما يجلس الرجل حيث ينتفع . وعن عبد الرحمن بن أردك -يقال هو أخو علي بن الحسين لأمه- قال : كان علي بن الحسين يدخل المسجد ، فيشق الناس حتى يجلس في حلقة زيد بن أسلم ، فقال له نافع بن جبير : غفر الله لك ، أنت سيد الناس ، تأتي تتخطى حتى تجلس مع هذا العبد ، فقال علي بن الحسين : العلم يُبتغَى ويُؤتَى ويطلب من حيث كان . الأعمش ، عن مسعود بن مالك ، قال لي علي بن الحسين : تستطيع أن تجمع بيني وبين سعيد بن جبير ؟ قلت : ما حاجتك إليه ؟ قال : أشياء أريد أن أسأله عنها ، إن الناس يأتوننا بما ليس عندنا . ابن عيينة ، عن الزهري ، قال : ما كان أكثر مجالستي مع علي بن الحسين ، وما رأيت أحدا كان أفقه منه ، ولكنه كان قليل الحديث . وروى شعيب ، عن الزهري ، قال : كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته ، وأحسنهم طاعة ، وأحبهم إلى مروان ، وإلى عبد الملك . معمر ، عن الزهري : لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين . وورى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : ما رأيت فيهم مثل علي بن الحسين . ابن وهب ، عن مالك ، قال : لم يكن في أهل البيت مثله ، وهو ابن أمة . حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد : سمعت علي بن الحسين -وكان أفضل هاشمي أدركته- يقول : يا أيها الناس ، أحبونا حب الإسلام ، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا . أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن علي : يا أهل العراق ، أحبونا حب الإسلام ، ولا تحبونا حب الأصنام ، فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا . قال الأصمعي : لم يكن له عقب -يعني الحسين- إلا من ابنه علي ، ولم يكن لعلي بن الحسين ولد إلا من أم عبد الله بنت الحسن وهي ابنة عمه ، فقال له مروان : أرى نسل أبيك قد انقطع ، فلو اتخذت السراري لعل الله أن يرزقك منهن ، قال : ما عندي ما أشتري . قال : فأنا أقرضك . فأقرضه مائة ألف ، فاتخذ السراري وولد له جماعة من الولد . ثم أوصى مروان لما احتضر أن لا يؤخذ منه ذلك المال . إسنادها منقطع ، ومروان ما احتضر ، فإن امرأته غمته تحت وسادة هي وجواريها . قال أبو بكر بن البرقي نسل الحسين كله من قبل ابنه علي الأصغر ، وكان أفضل أهل زمانه . ويقال : إن قريشا رغبت في أمهات الأولاد بعد الزهد فيهن حين نشأ علي بن الحسن ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله . قال العجلي : علي بن الحسين مدني ، تابعي ، ثقة. وقال أبو داود : لم يسمع علي بن الحسين من عائشة ، وسمعت أحمد بن صالح يقول : سنّه وسنّ الزهري واحد . قلت : وهم ابن صالح ، بل علي أسنّ بكثير من الزهري . وروي عن أبي بكر بن أبي شيبة ، قال : أصح الأسانيد كلها : الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي . عبد الله بن عمر العمري ، عن الزهري ، قال : حدثت علي بن الحسين بحديث ، فلما فرغت قال : أحسنت ! هكذا حدثناه ; قلت : ما أراني إلا حدثتك بحديث أنت أعلم به مني ; قال : لا تقل ذاك ، فليس ما لا يعرف من العلم ؛ إنما العلم ما عرف ، وتواطأت عليه الألسن . وقيل : إن رجلا قال لابن المسيب : ما رأيت أورع من فلان . قال : هل رأيت علي بن الحسين ؟ قال : لا . قال : ما رأيت أورع منه . وقال جويرية بن أسماء : ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- درهما قط . ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن سعيد بن خالد ، عن المقبري ، قال : بعث المختار إلى علي بن الحسين بمائة ألف ، فكره أن يقبلها ، وخاف أن يردها ، فاحتبسها عنده ، فلما قتل المختار ، بعث يخبر بها عبد الملك ، وقال : ابعث من يقبضها . فأرسل إليه عبد الملك : يا ابن العم ، خذها قد طيبتها لك ، فقبلها . محمد بن أبي معشر السندي ، عن أبي نوح الأنصاري ، قال : وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد ، فجعلوا يقولون : يا ابن رسول الله النار . فما رفع رأسه حتى طفئت . فقيل له في ذلك فقال : ألهتني عنها النار الأخرى . ابن سعد ، عن علي بن محمد ، عن عبد الله بن أبي سليمان ، قال : كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها ، وإذا قام إلى الصلاة ، أخذته رعدة ، فقيل له ، فقال : تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي ؟ ! وعنه ، أنه كان إذا توضأ اصفرّ . إبراهيم بن محمد الشافعي ، عن سفيان : حج علي بن الحسين ، فلما أحرم ، اصفر وانتفض ولم يستطع أن يلبي ، فقيل : ألا تلبي ؟ قال : أخشى أن أقول : لبيك ، فيقول لي : لا لبيك . فلما لبى ، غشي عليه ، وسقط من راحلته . فلم يزل بعض ذلك به حتى قضى حجه . إسنادها مرسل . وروى مصعب بن عبد الله ، عن مالك : أحرم علي بن الحسين ، فلما أراد أن يلبي ، قالها ، فأغمي عليه ، وسقط من ناقته ، فهشم . ولقد بلغني أنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة إلى أن مات . وكان يسمى زين العابدين لعبادته . ويروى عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر : كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، فلما احتضر ، بكى ، فقلت : يا أبت ما يبكيك ؟ قال : يا بني ، إنه إذا كان يوم القيامة لم يبقَ ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا كان لله فيه المشيئة ، إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له . إسنادها تالف . عن طاوس : سمعت علي بن الحسين وهو ساجد في الحجر يقول : عبدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك . قال : فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني . حجاح بن أرطاة ، عن أبي جعفر ، أن أباه قاسم الله تعالى ماله مرتين . وقال : إن الله يحب المذنب التوَّاب . ابن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي ، أن علي بن الحسين كان يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة ، ويقول : إن الصدقة في سواد الليل تُطفِئ غضب الرب . يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل . جرير بن عبد الحميد ، عن عمرو بن ثابت : لما مات علي بن الحسين ، وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل . وقال شيبة بن نعامة : لما مات علي وجدوه يعول مائة أهل بيت . قلت : لهذا كان يبخل ، فإن ينفق سرا ويظن أهله أنه يجمع الدراهم . وقال بعضهم : ما فقدنا صدقة السر ، حتى توفي علي . وروى واقد بن محمد العمري ، عن سعيد بن مرجانة ، أنه لما حدث علي بن الحسين بحديث أبي هريرة : من أعتق نسمة مؤمنة أعتق الله كل عضو منه بعضو منه من النار ، حتى فرجه بفرجه فأعتق علي غلاما له ، أعطاه فيه عبد الله بن جعفر عشرة آلاف درهم . وروى حاتم بن أبي صغيرة ، عن عمرو بن دينار ، قال : دخل علي بن الحسن على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه ; فجعل محمد يبكي ، فقال : ما شأنك ؟ قال : عليّ دين . قال : وكم هو ؟ قال : بضعة عشر ألف دينار . قال : فهي عليّ . علي بن موسى الرضا : حدثنا أبي عن أبيه ، عن جده ، قال علي بن الحسين : إني لأستحيي من الله أن أرى الأخ من إخواني ، فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدنيا ، فإذا كان غدا قيل لي : لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل وأبخل . قال أبو حازم المدني : ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين ; سمعته وقد سئل : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ، ثم قال : بمنزلتهما منه الساعة . رواها ابن أبي حازم عن أبيه . يحيى بن كثير ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : جاء رجل إلى أبي فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قاله : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟ ! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ; رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرون ، والأنصار ، فمن لم يسمه صديقا ، فلا صدق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمر ففي عنقي . وعنه ، أنه أتاه قوم فأثنوا عليه فقال : حسبنا أن نكون من صالحي قومنا . الزبير في "النسب" : حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قدامة الجمحي ، عن أبيه ، عن جده ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، قال قدم قوم من العراق ، فجلسوا إلي ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتركوا في عثمان ابتراكا ، فشتمتهم . قال ابن عيينة : قال علي بن الحسين : ما يسرني بنصيبي من الذل ، حمر النعم . أخبرنا إسحاق بن طارق ، أنبأنا يوسف بن خليل ، أنبأنا أحمد بن محمد ، أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبو معمر ، حدثنا جرير ، عن فضيل بن غزوان ، قال : قال علي بن الحسين : من ضحك ضحكة ، مجّ مجة من علم . وبه ، قال أبو نعيم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا أحمد بن علي بن الجارود ، حدثنا أبو سعيد الكندي ، حدثنا حفص بن غياث ، عن حجاج ، عن أبي جعفر ، عن علي بن الحسين ، قال : إن الجسد إذا لم يمرض أشر ، ولا خير في جسد يأشر . وعن علي بن الحسين ، قال : فقد الأحبة غربة . وكان يقول : اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائح العيون علانيتي ، وتقبح في خفيات العيون سريرتي ; اللهم كما أسأت وأحسنت إلي ; فإذا عدت ، فعد علي . قال زيد بن أسلم ; كان من دعاء علي بن الحسين : اللهم لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها ، ولا تكلني إلى المخلوقين فيضيعوني . قال ابن أبي ذئب ، عن الزهري : سألت علي بن الحسين عن القرآن فقال : كتاب الله وكلامه . أبو عبيدة ، عن ابن إسحاق الشيباني ، عن القاسم بن عوف ، قال : قال علي بن الحسين : جاءني رجل فقال : جئتك في حاجة ، وما جئت حاجا ولا معتمرا ، قلت : وما هي ؟ قال : جئت لأسألك متى يبعث علي ؟ فقلت : يبعث - والله- يوم القيامة ، ثم تهمه نفسه . أحمد بن عبد الأعلى الشيباني : حدثني أبو يعقوب المدني ، قال : كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شيء ، فما ترك حسن شيئا إلا قاله ، وعلي ساكت ، فذهب حسن ، فلما كان في الليل أتاه علي ، فخرج ، فقال علي : يا ابن عمي إن كنت صادقا فغفر الله لي ، وإن كنت كاذبا ، فغفر الله لك ، السلام عليك . قال : فالتزمه حسن ، وبكى حتى رثى له . قال أبو نعيم : حدثنا عيسى بن دينار -ثقة- قال : سألت أبا جعفر عن المختار ، فقال : قام أبي علي باب الكعبة ، فلعن المختار ، فقيل له: تلعنه وإنما ذبح فيكم ! ؟ قال : إنه كان يكذب على الله وعلى رسوله . وعن الحكم ، عن أبي جعفر ، قال : إنا لنصلي خلفهم -يعني الأموية- من غير تقية ، وأشهد على أبي أنه كان يصلي خلفهم من غير تقية . رواه أبو إسرائيل الملائي عنه . وروى عمر بن حبيب ، عن يحيى بن سعيد ، قال : قال علي بن الحسين : والله ما قتل عثمان -رحمه الله- على وجه الحق . نقل غير واحد ، أن علي بن الحسين كان يخضب بالحناء والكتم . وقيل : كان له كساء أصفر يلبسه يوم الجمعة . وقال عثمان بن حكيم : رأيت على علي بن الحسين كساء خَزّ ، وجبة خَزّ . وروى حسين بن زيد بن علي ، عن عمه ، أن علي بن الحسين كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا يشتو فيه ، ثم يبيعه ، ويتصدق بثمنه . وقال محمد بن هلال : رأيت علي بن الحسين يعتم ، ويرخي منها خلف ظهره . وقيل : كان يلبس في الصيف ثوبين ممشقين من ثياب مصر ويتلو : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ . وقيل : كان علي بن الحسين إذا سار في المدينة على بغلته ، لم يقل لأحد : الطريق .. ويقول : هو مشترك ليس لي أن أنحي عنه أحدا . وكان له جلالة عجيبة ، وحق له -والله- ذلك ؛ فقد كان أهلا للإمامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله . قد اشتهرت قصيدة الفرزدق وهي سماعنا -أن هشام بن عبد الملك حج قبيل ولايته الخلافة ، فكان إذا أراد استلام الحجر زُوحِم عليه ، وإذا دنا علي بن الحسين من الحجر تفرقوا عنه إجلالا له ، فوجم لها هشام وقال : من هذا ؟ فما أعرفه . فأنشأ الفرزدق يقول :
هذا ابنُ خير عبـــــادِ الله كلِّـــهم = هذا النقِيُّ التقيُّ الطـاهرُ العَلَمُ وهي قصيدة طويلة . قال : فأمر هشام بحبس الفرزدق ، فحبس بعسفان ، وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف درهم وقال : اعذر أبا فراس . فردها وقال : ما قلت ذلك إلا غضبا لله ولرسوله. فردها إليه وقال : بحقي عليك لما قبلتها ، فقد علم الله نيتك ورأى مكانك . فقبلها. هذا الذي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وطأتهُ = والبيتُ يعرفُه والحِلُّ والحَرَمُ إذا رأتْه قريـــشٌ قال قائلُــها = إلى مكــارم هذا ينتهي الكرَمُ يكادُ يُمْسِِِـكـُهُ عِرْفـــانَ راحــتهِ = رُكنُ الحطيم إذا ما جاء يستلمُ في كفّهِ خــــيزران رِيحهُ عَبِقُ =في كفِّ أروَعَ في عِرْنِينِه شَمَمُ يُغْضِي حَياءً و يُغْضَى من مهَابَتِه = فما يُكلَّمُ إلا حــــــــين َيبْتَسِم مُشتقَّةٌ من رســــــــــول الله نَبْعَتُهُ = طابت عناصِرُه و الخِيمُ و الشِّيَمُ يُنْمَى إلى ذِرْوة العزّ التي قصُرت = عن نَيْلها عَرَبُ الإسلامِ والعجَمُ يَنْجَابُ نورُالهدى عن نور غُرَّتِهِ = كالشمس يَنْجَاب عن إشراقِهاالقَتم حمَّالُ أثقال أقوام إذا اقترحــــوا = حُلْو الشــمائل تَحــْلُو عنــــده نَعَمُ هذا ابنُ فاطمة إن كنت جــَاهِلَهُ = بجـــــــــــــدّه أنبياءُ الله قد خُتِموا الله ُ فضّــــــــله ُ قِدما ً وشرّفَه ُ = جرى بذاك َ له في لَوْحِهِ القَـلَم ُ مَنْ جدّ ُه ُ دانَ فَضْلُ الأنبياء له ُ = وفَضْلُ أمتــــه دانَتْ له الأمَم ُ عم َّ البرية َ بالإحسان فانقشعت ْ = عنها الغيـابة ُ و الإملاق ُ والظُّــلم ُ كِلْتا يديه ِ غياث ٌ عـَمّ َ نفعـُهـُمَا = تَسْـتَو كـفـان ولا يَعْرُوهما العــُدُم سَهْل ُ الخليقة لا تُخْشَى بوادِرُه ُ = تزينه الاثنتان الحِلْم ُ و الكَرَم ُ لا يُخْلِفُ الوَعْد َ ميمون ٌ بغُرَّتِه ِ = رَحبُ الفناء أَرِيب ٌحين يعتزم ما قال "لا" قَط ٌّ إلا في تَشَهُّدُه = لولا التشهّد كـانت لَاءَهُ نَعَم ُ مِنْ مَعْشَر حبُّهم دِين ٌ, وبغضُهم = كُفْرٌ, وقُرْبُهُم مَنْجًى و مُعْتَصَمُ يُسْتَدْفَعُ السوء ُ و البَلْوَى بحبهم ُ = ويسترَب ُّ به الإحسان ُ والنِّعَم ُ مقدَّمُ بعد ذِكْرِ الله ذكرهُم ُ = في كل بَدْء ٍ و مختوم ٌ به الْكَلِم ُ إن عُد َّ أهل التُّقَي كانوا أئِمَّتَهُمْ = و قيل مَنْ خيرُ أهْل ِ الأرض قيل هُم ُ لا يستطيع ُ جَوَاد ٌ بُعْدَ غايتهم = ولا يُدانيهم ُ قوم ُ وإن ْ كرُموا هم ُ الغُيوث ُ إذاما أَزْمَة ٌ أزَمَت ْ = الأ ُسْد أسُد الشَّرَى و البأ ْسُ مُحْتَدِم يَأ ْبَى لهم أَنْ يَحلّ الذ َّم ُّ ساحَتَهم = خِيمٌ كريم ٌوأيد ٍ بالنَّدى هُضُم ُ لا يَنْقُص ُ العسر ُبَسْطا ً من أكفِّهم ُ = سِيّان ذلك إن أَثْرَوْا وإن عدموا أي ّ الخلائق لَيْسَتْ في رِقَابهــــم ُ = لأوليَّة هـــــــــذا أوْ لَهُ نِعم مَنْ يعــــرف الله يَعْرِف أوليَّته = فالدين ُمن بيت هذا ناله الأُمم وليس قولك من هـــذا بضائِرِهِ = الـــعُــرْب ُتعــرف من أنكرت والعَجم وقال في هشام :
أيحبسـني بيـن المدينـة والتــي =إليها قلوب الناس يهـوي منيبهـا وكانت أم علي من بنات ملوك الأكاسرة ، تزوج بها بعد الحسين -رضي الله عنه- مولاه زييد ، فولدت له عبد الله بن زييد -بياءين- قاله ابن سعد . يقلـب رأسـا لـم يكـن رأس سيد =وعينيـن حـولاوين بـاد عيوبها وقيل : هي عمة أم الخليفة يزيد بن الوليد بن عبد الملك . قال الواقدي ، وأبو عبيد ، والبخاري ، والفلاس : مات سنة أربع وتسعين . وروي ذلك عن جعفر الصادق . وقال يحيى أخو محمد بن عبد الله بن حسن : مات في رابع عشر ربيع الأول ليلة الثلاثاء سنة أربع وقال أبو نعيم وشباب : توفي سنة اثنتين وتسعين . وقال معن بن عيسى : سنة ثلاث وقال يحيى بن بكير : سنة خمس وتسعين . والأول الصحيح . قال أبو جعفر الباقر : عاش أبي ثمانيا وخمسين سنة . قلت : قبره بالبقيع ، ولا بقية للحسين إلا من قبل ابنه زين العابدين . أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي أنبأنا محمد بن هبة الله الدينوري ببغداد ، أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز سنة تسع وثلاثين وخمس مائة ، أنبأنا عاصم بن الحسن (ح) وأنبأنا أحمد بن عبد الحميد ومحمد بن بطيخ ، وأحمد بن مؤمن ، وعبد الحميد بن خولان ، قالوا : أنبأنا عبد الرحمن بن نجم الواعظ ، وأخبرتنا خديجة بنت عبد الرحمن ، أنبأنا البهاء عبد الرحمن قالا: أخبرتنا شهدة الكاتبة ، أنبأنا الحسين بن طلحة ، قالا: أنبأنا أبو عمر بن مهدي ، حدثنا أبو عبد الله المحاملي ، أنبأنا أحمد بن إسماعيل المدني ، حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن علي بن حسين ، عن عمر بن عثمان ، عن أسامة بن زيد ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : لا يرث المسلم الكافر . كذا يقول مالك بن أنس : عمر بن عثمان . وخالفه عشرة ثقات ، فرووه عن ابن شهاب . فكلهم قال : عن عمرو بن عثمان ، وكذلك هو في الصحيحين عمرو . منقول من الشبكه الاسلاميه اخوكم / ابو زيد الغييثي
|
||
|
06-02-2008, 08:25 PM | #2 | ||
|
رد: علي بن الحسين رضي الله عنه
ابو زيد
|
||
|
06-02-2008, 08:42 PM | #3 | ||
|
رد: علي بن الحسين رضي الله عنه
لاهنت يابو زيد الغييثي على الموضوع المميز
|
||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ديوان الشاعر دخيل الله ابن محمد ابن دخيل الله الشكره رحمه الله | سلطان بن دخيل الله | :: قسم قصايد مدح وفخـر في الــدواسـر :: | 60 | 17-08-2022 03:24 AM |
اعملوا بها وثوابكم عند الله... | محمد بن فهد الرجباني | :: القسم الإسلامـــي :: | 17 | 03-06-2013 09:37 PM |
تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية | الدردور | :: القسم الإسلامـــي :: | 31 | 30-01-2012 07:06 PM |
البكاء من خشية الله | محمد بن فهد الرجباني | :: القسم الإسلامـــي :: | 32 | 15-01-2012 11:33 PM |
أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها | الدردور | :: القسم الإسلامـــي :: | 7 | 22-12-2010 10:58 AM |
إعلانات نصية |
منتديات صحيفة وادي الدواسر الالكترونية | |||