الرياض خصصت صندوقا بـ300 مليون دولار للأبحاث حول البيئة
العاهل السعودي يفتتح أوبك بالدعوة لعدم تحويل النفط لوسيلة نزاع
الرياض - اف ب
قال العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي يقود اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم, السبت 17-11-2007 في افتتاح قمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان النفط يجب الا يتحول الى "وسيلة للنزاع".
وافتتحت في الرياض مساء السبت قمة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي تعقد للمرة الثالثة منذ 47 عاما في ظل ارتفاع قياسي لاسعار النفط الخام في العالم.
وتأتي قمة الرياض التي تعقد ابتداء من الساعة 19,30 (16,30 ت غ), في وقت تتعرض فيه المنظمة لضغوط كبيرة لزيادة انتاجها من اجل تهدئة الاسعار التي كادت تصل الى مئة دولار للبرميل الاسبوع الماضي وتتقلب حاليا فوق عتبة التسعين دولارا.
وقال الملك عبدالله في الجلسة الافتتاحية لقمة اوبك "ان البترول لا يجب ان يتحول الى وسيلة للنزاع" في اشارة الى الصراع العالمي على منابع الذهب الاسود, اهم مصدر طاقة متوفر حاليا في العالم.
واعلن العاهل السعودي ان المملكة خصصت صندوقا بـ300 مليون دولار لتمويل الابحاث حول الطاقة والبيئة والتغير المناخي. وقال "اعلن عن تخصيص المملكة العربية السعودية مبلغ ثلاثمئة مليون دولار لتكون نواة برنامج يمول البحوث العلمية لمستقبل الطاقة والبيئة والتغير المناخي".
وغالبا ما تتعرض اوبك التي تنتج 40 في المئة من النفط في العالم, لانتقادات واتهامات من جانب الناشطين البيئيين.
تشافيز: الأسعار سترتفع إلى 200 دولار إذا ضربت إيران
من جانبه، قال الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز في افتتاح القمة ان سعر برميل النفط قد يصل الى مئتي دولار اذا هاجمت الولايات المتحدة ايران او فنزويلا. وقال تشافيز في خطاب القاه في بداية القمة "اذا كانت الولايات المتحدة مجنونة بما يكفي لتهاجم ايران او تعتدي على فنزويلا مجددا فان اسعار النفط قد تصل الى 150 دولارا وربما الى 200 دولار".
وافتتحت القمة بآيات من الذكر الحكيم وبترحيب من السعودية, المصدر النفطي الاول في العالم, وذلك بحضور قادة اعضاء المنظمة الـ12 وانما بغياب الرئيس الليبي معمر القذافي والرئيس الاندونيسي الذي ناب عنه نائبه يوسف كلا.
ويحضر القمة رئيس الاكوادور رافاييل كورييا الذي يفترض ان تنضم بلاده رسميا مجددا الى المجموعة التي انسحبت منها في 1992 بسبب عدم رغبتها في الالتزام بنظام الحصص الانتاجية.
وكادت اسعار النفط ان تلامس عتبة المئة دولار للبرميل الواحد الاسبوع الماضي الا انها تراجعت وتتذبذب حاليا فوق مستوى 90 دولارا للبرميل الواحد.
وفرضت في العاصمة السعودية تدابير امنية مشددة جدا. ومنح سكان الرياض يومي فرصة اضافيين السبت والاحد بمناسبة القمة. وغادر قسم من السكان الى المناطق السعودية الاخرى لاسيما الى المنطقة الشرقية والبحرين.
ارتفاع الأسعار خارج سيطرة أوبك
وذكر وزراء النفط في المنظمة ان الاجتماعات الوزارية في الرياض التي بدأت الخميس والقمة التي تعقد السبت والاحد, لن تصدر اي قرار بزيادة الانتاج, معتبرين ان قرارا من هذا النوع غير ضروري وان العوامل التي تتسبب بارتفاع الاسعار خارج سيطرة اوبك التي تؤمن اربعين بالمئة من النفط في العالم.
الا ان قرارا نهائيا في هذا الشان قد يتخذ في اللقاء الوزاري للمجموعة التي تضم 12 عضوا, في الخامس من ديسمبر/كانون الاول في ابو ظبي.
ويفترض ان تنضم الاكوادور رسميا مجددا الى المجموعة التي انسحبت منها في 1992 بسبب عدم رغبتها في الالتزام بنظام الحصص الانتاجية.
وكان وزراء في الدول الاعضاء في المنظمة عقدوا الجمعة في الرياض اجتماعا مغلقا للاتفاق على نص البيان الختامي للقمة.
وفي ختام مداولات وزراء الخارجية والمالية والنفط في دول المنظمة أشار وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الى أن مشروع إعلان الرياض يتضمن التركيز على إسهام المنظمة فى دفع عجلة النمو في الاقتصاد العالمي استنادا الى مرتكزات استقرار السوق البترولية الدولية، واستغلال الطاقة من اجل التنمية المستدامة والاهتمام بقضايا البيئة.
وقبيل مغادرته ايران متوجها الى البحرين ثم الى الرياض, قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المناهض لواشنطن ان سعر النفط ما زال منخفضا, مؤكدا ان "الضغوط على سوق الطاقة مصطنعة وسعر النفط ادنى من قيمته الحقيقية".
اما الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز, وهو من صقور معسكر مناهضي الولايات المتحدة, فيرى ان السعر العادل لبرميل النفط يتراوح بين ثمانين ومئة دولار, الا انه يعتبر ان على اوبك ان تجد الية لمساعدة الدول الفقيرة لمواجهة غلاء اسعار النفط.
ودعا شافيز من كراكاس منظمة اوبك الى "الذهاب الى هو ما ابعد من مجال الطاقة" واتخاذ "اهداف سياسية وجيوسياسية".
كما سيبحث قادة اوبك الارتفاع الكبير في كلفة الاستثمارات النفطية في حين ان المطلوب من اوبك رفع قدرتها الانتاجية بشكل كبير لملاقاة مستوى الطلب العالمي المتنامي على الطاقة.
ويتوقع ان يتفق قادة الدول على مبادرات بيئية مهمة خصوصا في مجال تعزيز تكنولوجيا التقاط وتخزين ثاني اكسيد الكربون, اضافة الى الاتفاق على تعزيز صندوقهم للتنمية.
كما ستهيمن مبدئيا ازمة الملف النووي الايراني على القمة لا سيما بعد تقرير الوكالة الدولة للطاقة الذرية الذي اقر لايران ببعض التقدم وانما اتهمها بالاستمرار بتحدي مطالب المجتمع الدولي بوقف التخصيب, والتصعيد الامريكي الجديد ضد طهران عبر التهديد بتشديد العقوبات.