بسم الله الرحمن الرحيم
أهل القرآن هم أهل الله و خاصته.. وأصوات تلاوتهم تنبعث كالنور من محارب إمامتهم .. يستلذ المصلون بسامع أصواتهم فيخشعون و يتاملون ويتفكرون في معاني القرآن و آياته .
ضيفنا الشيخ القارئ : سامي الدوسري إمام وخطيب جامع الملحم بحي الحمراء بالدمام , تشرفنا بمقابلته و إجراء هذا الحوار مع فضيلته .
فإليكم الحوار :
حوار : بندر القحطاني
إعداد : سعد العبدالكريم - بندر القحطاني
تصوير : S U L T A N - بندر القحطاني
- في البـداية عرفنـا على البـطـاقة الشخصـية .. ؟
أخوكم سامي الدوسري إمام و خطيب جامع الملحم ومعلم بثانوية الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالدمام .
متزوج و لي أربعة من الأبناء – ثلاث بنات " شيماء و شريفة وبيان " و رزقني الله مولودا قبل ثلاثة أشهر (( عبدالعزيز )) أسأل أن يطرح بهم البركة جميعاً .
- كيف وصلت إلى ما وصلت إليه من ناحية إتقـان الحفظ والتلاوة [ نرجوا ذكر خطوات عملية ] .. ؟
أولاً لا بد من النية الصادقة و المداومة على الطاعات و ترك المعاصي .
أما عن الخطوات , فلا بد لمن أراد إتقان الحفظ و التلاوة أن يقلل انشغاله بالدنيا , و أن يختار أحسن الأوقات المناسبة له دون أن نلزمه بوقت معين و أن يصاحب القرآن , و أن يلزم المسجد قدر المستطاع و أن يقرأ القرآن على أهل الفضل والمهرة من أهله .
و أخيراً لا بد استصحاب العزيمة والصبر والجد في الحفظ .
- كم هي الفترة التي قضيتها في حِفظ القرآن الكريم .. ؟
قرابة الثلاث سنوات لكنها متقطعة و وهذه من سلبيات الحفظ الإنفرادي .
- هل يستطيع الشخص أن يحفظ القرآن من غير معين يعينه على القـراءة وإن لم يكن ، نصيحتك لمن يحفظ بمفردة .. ؟
نعم. محدثكم ممن حفظ القرآن بمفرده عن طريق سماع الأشرطة المعتمدة . لكني لا أنصح بهذه الطريقة أبدا إذ لا بد للشخص أن يرتبط بمعلم أو شيخ مجاز لتصحيح التلاوة و إتقان أحكامها . فتصحيح القراءة مقدم على الحفظ .
هل كنت مؤذنا سابقا .. أم إماما .. وكيف اكتشفت نفسك .. أو من هو الذي اكتشفك ..؟
نعم , قبل الإمامة كنت مؤذناً لمسجد الحي ( حي الدواسر ) بالدمام و حينها كنت طالبا بالصف الأول متوسط .
و إن كان هناك فضل بعد الله فأسديه لأخي الأكبر " صلاح " فكان دائما يشجعني و يذكرني بفضل الأذان و الأجر المترتب عليه , و منزلة المؤذن في الجنة .
فكان له دور بارز أسأل الله أن لا يحرمه الأجر .
- ما هو أول مسجد بدأت به الإمامة ؟
أول مسجد كان مسجد السكن القديم لجامعة الإمام محمد بن سعود , ثم صليت إماماً مساعداً لصلاة التراويح بمسجد الربوة , وفي حينها تم اختياري لأن أكون إماماً لجامع الملحم بحي الحمراء.
- شيخنا ما هو طموحك في هذا المجال .. وماذا تتمنى .. ؟
نعم هناك هدف كبير أتمنى تحقيقه .. و هو إتقان القرآن الكريم بجميع علومه .
- صف لنا شعورك لحظة ختمتك للقرآن الكريم ؟
والله إنها فرحة لا توصف , فهو عز و شرف كبير أن أحفظ كتاب الله تعالى .. لأنه لم يخطر ببالي في يوم من الأيام أن أحفظ القرآن لان بداية حفظي للقرآن كانت مع نهاية المرحلة الثانوية " أي في سن متقدم " فالشكر لله على توفيقه و امتنانه .
- هل هناك قـارئ تأثرت به منذ صِغَرِك ؟
هناك قارئان تأثرت بهما تأثرا كبيراً , فمنذ صغري تأثرت بالشيخ " محمود خليل الحصري " و بشيخي القدير الشيخ " عبدالهادي بن أحمد كناكري " حفظه الله و وفقه لما فيه رضاه .
- هل لدى فضيلتكم إجـازات قرآنية .. ؟
نعم لديّ إجازة برواية حفص عن عاصم , أخذتها على يد الشيخ الفاضل " أحمد أبو ضيف " حفظه الله و لقد أخذت منه العلم والسمت والأدب .
و في هذه المناسبة إن كان هناك رسالة شكر وعرفان و بمشاعر صادقة , فأوجهها إلى ممن تتلمذت على أيديهم وهما الشيخان الفاضلان : الشيخ " عبدالهادي بن أحمد كناكري " القارئ المعروف و الشيخ : " محمد بن عبدالرحمن سليم " معلم القراءات العشر بمدارس تحفيظ القرآن .. حفظهما الله جميعاً .
هل يفكر القارئ في الحصول على أكثر من رواية .. ؟
هو مجرد ما ينتهي القارئ و يحصل على رواية ويُجاز بها .. تراوده نفسه مباشرة للحصول على رواية أخرى (( وهذا نورٌ على نور )) .
- هل يوجد بينكم وبين القراء في المنطقة الشرقية تعاون ؟
يوجد بيننا محبة و إخاء , دون تعاون على عمل معين .
- هل تؤمن بالمقـامات وتحرص عليها وهل تعلمتها ،أم هل نُلبِس القرآن ما فُصِلَ للغِنـاء .. ؟
لا شك أومن بهذا الفن الجميل , فتعلم علم المقامات يحتاج إليه تالي القرآن لضيف جمالاً لتلاوته .
و لكن لا نجعله الشغل الشاغل بأن يصرفنا عن الهدف الأسمى و هو تدبر كتاب الله تعالى .
- كُل القرآن موعِظة ، ولكن أفضل سورة تُحِبُ أن تقرأها، ما هي .. ؟
سورة الأنعام فهي سورة التوحيد و هي السورة التي تأخذك للتفكير في صنيع الله , أما عن قصص القرآن فأجد نفسي أتأثر عند قراءة قصة " نوح " و قصة " يوسف " عليهما السلام .
- الأذواق تختلف من شخص إلى آخر ، وكمـا هو عادة كُل قارئ أو غيره ممن تأتيهم الإقتراحات .. والبعض يُلزّم على قضية معينة .. فكيف هي الطريقة في التعامل معهم .. ورسـالة تبثُها عبر المنتدى لِتوصِلها إليهم .. ؟
أولا دام أن الإنسان أمَّ المصلين فينبغي عليه أن يتحلى بجوانب كثيرة من مكارم الأخلاق .. منها الحلم و التواضع و الصبر و بهما يكسب مودة الآخرين و محبتهم .. فالمطالب و الاقتراحات إن كان فيها مصلحة عامة للمصلين .. آخذ بها , لأن طلب النصيحة قربة و التنبه للنصيحة نعمة و الاعتراف به و الرجوع عنه رفعة .. و أنصح جميع إخواني الأئمة بان لا يستغلوا مناصبهم بالإمامة .. فالإمام قدوة حسنة في التعامل يعرف حق العالم و يوقر الكبير و يشفق على الصغير , فيحذر الإمام مما يشين سمعته فإن خطأه و سوء فعله يتعدى إلى غيره .. فليحذر , وفق الله الجميع .
- كثير ما يتعرض الإمـام إلى مواقف منها المحزن ومنها الطريف ومنها المحرج فحبذا لو تحدثت عن أحد الموقف التي لا تنسـاها .. ؟
هناك موقف و سمِّه ما شئت محرجاً أو محزنا أو غيره . باختصار , نَزَلَتْ بي وعكة صحية صباح يوم جمعة . و كنت قبلها مستعداً لخطبة الجمعة , و في أثناء دخولي المسجد صعدت المنبر و سلمت على المصلين , جلست على الكرسي , فأحسست بشئ من التعب و بمقدمات الإغماء , حينها استدعيت أحد الأخوة الفضلاء و هو الشيخ " خالد الدخيل " و كان من الحضور فأشرت إليه و أعطيته الخطبة و ناولته البشت دون نقاش , ونزلت من على المنبر حيث صعدت ..!!
لعل هذا من المواقف التي لا تنسى !!
- هل حصل وأنت تقرأ في الصلاة ورد عليك أحدهم وكان مخطـئـا في الرد .. وماذا فعلت حينها .. ؟
يحصل ذلك لأن القرآن متشابه . حصل مرة أن توقفت في وسط الآية و أنتظر من يفتح علي من المأمومين .. فأربعة اجتهدوا في الرد فكلٌ يدلوا بدلوه , فهذا شرع في آية من سورة
آل عمران و الثاني من سورة إبراهيم و الثالث من لقمان (( وأنا أقرأ في الروم ))
فما كان مني إلا أن كبرت للركوع !!
- كيف نجعل رمضان فرصة للتغيير ؟
أخي الكريم اضرب لك مثالاً بسيطاً .. مرضى السكر , الذي يشتكي منه الكثير في هذه الأيام يشتهون الطعام الحلو لكنهم يتركونه , قليل منهم قد يجازف بحياته لكن أكثر مرضى السكر ينضبطون .. لماذا ؟!
لأنهم جربوا الأزمات , فتركوا أشياء كثيرة يحبونها من أجل ماذا ؟!
من أجل أن يعيشوا الحياة الدنيا عمرا أطول .
واللهُ عز و جل هو العالم فقد لا يعيشوا شيئا و قد تكون آجالهم قد انتهت أكلوا من هذه الأمور أو لم يأكلوا .. مع ذلك يحرصون !!
فكيف إذا كانت الثمرة ليست زيادة سنوات يعيشها الإنسان في هذه الدنيا الحقيرة .. إنما الثمرة جنة عرضها السموات و الأرض , لا موت فيها و لا مرض , إنما هو الخلود , فكيف لا يترك المسلم هذه الأشياء من معاصي و غيرها من أجل هذه الثمرة !!
و نحن في رمضان نترك أشياء مباحة , فالطعام مباح , و الشراب مباح , والنكاح و إتيان النساء للأزواج مباح , و يمتنعون .. لماذا ؟ عندهم قدرة على الإمتناع . فما دام أن العبد قادر على ترك هذه الأشياء التي يحبها و يقبل عليها .. فلماذا أيضاً لا يجاهد نفسه على ترك أشياء هي في الأصل محرمه ..!!
- نصيحة توجهها للذين لا يعرفون القرآن إلا في رمضان ؟
تلاوة القرآن , هذا العمل الصالح الذي لا يعرفه بعض المسلمين إلا في رمضان .. نقول هذه فرصة لكسر هذه العادة و هي أننا لا نقرى القرآن إلا في رمضان فتكون نقطة انطلاقة لعل الله سبحانه و تعالى يكتب فيها الخير فتكون بالفعل بداية مشرقة .. فالقرآن ربيع القلب , و نور للصدر , و جلاء للحزن ..
أسأل الله أن يشرح صدورنا بالقرآن .
ما هو شعورك عندما ترى أعداد المصلين في صلاة التراويح ؟ وما هو شعورك عندما تقارن هذي اللحظة ببقية الصلوات ؟
لا شك أن الإنسان يتألم عندما ينظر إلى هذه الظاهرة التي تتكرر كل عام و هي تحتاج من الإنسان أن يراجع نفسه في مسألة الصلاة .. و والله إن الفلاح في الدنيا و الآخرة مربوطٌ بهذه الصلاة .. فعلى الإنسان أن يفكر من الآن دون أي تأخير بالتوبة و الرجوع إلى الله سبحانه و تعالى و الندم على التفريط فيما مضى .. فالعبد المتصل بربه لا ينقطع عن الإتصال بخالقه , و هو الذي يمده بالرزق و الحياة , فما دام الإنسان على قيد الحياة فهو مطالب بالعبادة في رمضان و في غير رمضان .
- شيخنا . ألا تلاحظ أنك مقل في إصداراتك ؟
نعم كلامك صحيح , و هذا برغبة مني حتى أتفرغ لتسجيل المصحف المرتل فأسأل الله أن يتمم على خير .
- هل سيكون لكم إصـدارا خـارج المملكة .. ؟
الله أعلم .
- كلمة أخيرة يا شيخنا .
أولاً أشكركم على استضافتكم لي و أرجو أن أكون عند حسن ظنكم ..
أما عن الكلمة الأخيرة :
فأقول نحن في شهر عظيم و قد خصه الله بخصائص تميز بها عن بقية الشهور .. و السياسة الشرعية تقول لنا إن الحياة قصيرة , و كل ثانية و لحظة نحتاج والله أن نزرع فيها طاعة تسرنا يوم القيامة . فالسلعة غالية والسعيد من وعظ بغيره .. و لقد كثر قول السلف رحمهم الله (( من علامات القبول و علامة قبول الحسنة أن يوفق العبد لحسنة بعدها )) .
فنسأل الله جل و علا أن يجعلنا و إياكم من المقبولين و أن يوفقنا للتوبة الصادقة .. و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله وصحبه أجمعين .
= = =
منقوووول من موقع عالم الطلالع
====
حفظ الله الشيخ سامي الدوسري وسدده لكل خير ... آمين
وعلى ما اعتقد الشيخ الآن مبتعث لاكمال دراسته بأمريكا
تحياااتي
11-04-2009, 11:43 AM
نموذج < لـشـخـصـيـة > يفخر بها أبناء الدواســـــــــر ...
رد: نموذج < لـشـخـصـيـة > يفخر بها أبناء الدواســـــــــر ...
العرض العادي
