قصديه في ام المومنين عائشة رضي الله عنها . . (صراحه لم اعرف شاعرها
)
أسْرِيْ و يُسري خلفــيَ الشِّــعــرُ
مَـا شـَــقَّ أكفـَـانَ الــدُّجى فـجـْـرُ
فــَـأخــُــطُّ أبــيـــاتٍ يـُــزيــِّنـُهــا
بـَـيــتٌ تــَعــذرَ بـَعـْـدَه الـشـِّـعـْــرُ
بيــتٌ ذكــرتــُك فيه فـانتـفضــت
أوزانــُـه و تـَـقـلــَّــبَ الــبــَــحْــرُ
فــَرأيــتُ فــيــه حـَـلاوة مزجـَتْ
مـِــاء الفــُـراتِ و زانـَـهَا الــــدُّر
و تـسـابقــَتْ كلمـاتـُـه شـَــوقـَــا
تـَبــغِـي رضـَاك و أمـرُها أمـــرُ
أسـْـري إليــكِ مـُـدافـِعـَـا و أنـــا
كـَسـْـرٌ - فـديـْتــُك - ما لـه جَـبـرُ
و العـيـشُ إن لم تـُفـرحي حَـزَنٌ
و الــدار إن لـم تـَسكـُنـي قـَـفـْــر
فـلـــيــسَ لــلأبـــنــاءِ مـَـنــزلــَة
إن لــم يـُقــرِّبـهــُـم لـكِ الــبــِــرَّ
يَـا مَــن ببـيـتِ رسولنـا عَـبـقـَت
طـيــبـا و زيـَّـن دارهــا الـــبــدرُ
و الله لا تـَجـــزيـْـكِ أحــرُفــُـنـــا
و يـَـذِلُّ عـنـد مَقــامـِـكِ الشـُّكــرُ
و تـَجـِـيــْؤك الاقــوامُ خـاضِـعـَـة
و على يـديـكِ يـُسـَاقـَطُ الـفـَخــرُ
أسْري و تـُسري أحرفٌ رسـمـت
بـَيــداءَ تـُبصِـرُكـُـم فـتـَـخـضـَـرُّ
زرعٌ و أوديــة مـُـزيـَّـنــــَــــــة
و غـِـراسُها التهــلـيـــلُ الـذكـــر
و العـُـرْبُ - يـَـا أمـاهُ - لاهــِيــَة
قــد طـَاف في أركـانـهـــا الشـَّــرُ
و طريقـُهـا تـاهــت معـالـمـُـهـــا
و مقـامـــهـا و مســارُهــا وَعــْرُ
مــوجٌ يقـلـبـُهــا فـيـَرفعُهــا مَـــدُّ
و يـــخــفـــضُ شـَـأنـَـنـَــا جـَــزرُ
و القـُـدس خانـَتـْهـا عُروبـَتـُهـــا
و المسـجـدُ الأقــصــى لــه أمـــرُ
و مديـنـة قــد غـَابَ ساكـِـنـــُهــا
أمســى يـُهـددُ أهـلـهــا الــكـُـفـــر
و الخـوفُ أذن فـي مسـاجـِـدهـــا
و تفـرقــت في جَـوهـــَا الطـــيــرُ
و عـراقـُــنــا بـِـيـْـعــت كرامـَتـُــه
و بَكــَى علـــى أزهــــاره النـَهـــر
مكـلومـة عَـينــاهُ مـن صـــِـغــَــرٍ
تبكــي بـصـمـت و هــي تحـمـَــرُّ
- يــا أمُّ - مـا أخـفـي و أعـلــِنــُـه
بعـــضٌ و بـعــضٌ قـَـولـُه نـُـكـــرُ
و الله لــو شـُـتـِمَ الأمـيــرُ لــمــا
صمَـتــَت جـَـلاوزة لـهـُم مَــكـــرُ
لــكـــــنَّ أم الــمـُـؤمـِـنـِـيـــن إذا
قـــد نالــهــا مــن فـَاجــِـرِ كـُفـــرُ
صمـتـت مخــَافــرهم فما نطـقــت
و كـِـلابُهــم في خلـســةٍ فــَــــروا
و رأيـتــهــم خـُـشـُب مـسـنـــدة
يـتـسـتــرون و ديــنهــم عـُـهــرُ
هــذي صنــائــع أمــة خَـلـَعـَــت
ثــَـوبَ الحـيـاءِ فخانـَهـَا السَّـتـرُ
و اسـتـبـدلـت سَاحات عِـزَّتـِهَـا
بمضـَـاربٍ يُسقـى بهـا الخَـمـْرُ
من أيـن تبــدأ قـصَّـتـي و أنــَـا
وطـَـنٌ يَحُــدُّ حـُــدودَه الـفـقـْـــرُ
و مـَـواطـنٌ مُسـِخـَت مَـلامِحُها
و اسـتعـبـَـدَ الموتى بـِها الذعـرُ
و الشِّـركُ أنبتَ فـي مـرابـِعـِهَـا
شَـوكـَا و قـيـَّـدَ أهلـَـها الأسـْــرُ
مــاذا أحــدث عن عـروبـتـنـــا
فـُضِحـَت فـلم يُحـفـظ لهـا سـِـرُّ
و بـكــلِّ زاويــَـة لــهُم صـَـنــمٌ
و بـكـل ركـن للــعـِـدى وَكـْـــرُ
إن قـلـتُ عُـذرا هـل سَيُسعفـني
قـُولٌ و سوء صنيـعـتـي العــُذرُ
و لــَرُب قـَولٍ مِنـكِ يـُدركــُنــِي
مِـن قــَبــْل أن يتــفـرَّق العـُـمـرُ
و تـصــف أعــوام نـُقـَـلــِّبــُهـــا
و يـَـأوولُ عـنـدَ مَلـِيـْكِــهِ الأمْــرُ
فـَـأرى بـِوجـْهِـكِ نظرتـَي عـتِب
يحـتـارُ فـي فـهـمٍ لهــَا الفـِــكـْــرُ
و أرى النـخيـل يـجـر قــامـتـــه
يـَبكـي و يغـسـلُ و جهـه القـطـرُ
و القــلـب يخـفـقُ خَـائـفا و جـلا
قد جف وسـط عـُرُوقـِـه الصـبـرُ
- يا أمُّ - و الابـْصــَارُ تـَرمُـقــُني
و الحــالُ مـمــا نـَالـَــنـِـي مــُــرُّ
و ببــابِ مـكــة ظـَلَّ يَسـألـُنــِـي
عنــك الحجـيجُ و حيثـُمـا مـَرُّوا
و سمعتُ صوتاً جـاء يـَـنـدُبـُنـي
فمـتـى تـَفــور بخــيـلـهـا بــَــدرُ
و تجـيء فـــرســان نـوازلـهـــا
لهـبــا علـى الأعــداء إذ كـَـــرُّوا
و عجبت مـن قــوم بسـالتـــهــم
ذهـبـت و لــم يُحفـــظ لهم ذكــرُ
و الحـور فـي الجنـَّات تطلـبـهـم
لم يـَـأتِهـا من خـَــاطـبٍ مـَهـْـــرُ
نمضي و ريح الغـَرْبِ تلفـَحـُنـا
و وجـُـوهُـنا مَســلـُولـة صُـفــرُ
و رجـَـالٌ عـِلـمٌ ما لهـُم صــوتٌ
و ولاة أمـْــرٍ مـَــا لـَهـُــــم أمـــرُ
مــن عـَقَّ أم المـؤمـنـين فــَلــَن
ينزل بِسـَاحـة قـَــومـِـهِ نـَـصــْـرُ
أسري و يسري خلفــي الشِّـعــرُ
مـا شـَـقَّ أكفـَـانَ الـدُّجى فــجـْـرُ
.......................
و صلى الله على محمد و على آله وصحبه و سلم..