::: مـنتدى قبيلـة الـدواسـر الـرسمي ::: - عرض مشاركة واحدة - القرية التي تقرأ قبل النوم
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-2007, 06:44 PM   #1
 
إحصائية العضو







بن حباب الدوسري غير متصل

بن حباب الدوسري is on a distinguished road


:r-r-2-: القرية التي تقرأ قبل النوم


القرية التي تقرأ قبل النوم
محمد أبو حمرا





هناك في الوشم قرية صغيرة هادئة تنام في حضن جبل طويق، اسمها (الداهنة) قرية عجيبة وغريبة فعلاً، أعرفها جيداً وبها درست جزءاً من الابتدائية، أهلها طيبون إلى درجة مغرية،.....................

......وإذا مررت بها بعد العصر ستجد أمام البيوت رجالاً يجلسون وأمامهم دلال القهوة والماء البارد يتجاذبون أطراف الحديث ويرحبون بمن يمر بهم، وبها ميزة أخرى إذ لن تجد همّاً في البحث عن مطعم فيها، لأنهم يقولون: الغداء اليوم عند فلان أو العشاء الليلة عند فلان، فتجتمع القرية ويحلو الحديث، وهم يجيئون إلى قريبهم دون دعوة لأنهم أسرة واحدة، وإذا حللت ضيفاً على أحدهم ستذهب مع مضيّفك إلى دعوة الداعي في القرية، وهذا ديدن كبار السن فيها، أما الشباب فيها فهم ممن أصيبوا بفتنة القراءة والبحث عن المعارف والعلوم سواء في الكتب أو غيرها، والشاب من أهل الداهنة لا يقنع بما دون الدرجة الجامعية إلا من تجبره ظروفه على التوظيف فلا بد أن يكمل دراسته وهو موظف، ولذا فدرجة التعلم والتعليم عندهم متقدمة، وسنجد جيلاً كثيراً من المدرسين بمنطقة الوشم من أهل تلك القرية، أي حينما كانت المعاهد تقبلهم بعد الكفاءة، لكنهم الآن يحملون الجامعية.

من هذه القرية التي تحب التعلم والقراءة وجدت أعداداً كثيرة من الكتّاب والإعلاميين الذين يخدمون وطنهم كما كان أجدادهم أيام توحيد المملكة (كان يقوم منها2000 مقاتل مع الملك كما قال المؤرخ الزامل -رحمه الله-) وبعد أن استقرأت أسماء الكتّاب والإعلاميين وجدت منهم الإعلامي والشاعر عبدالله عبدالرحمن الزيد، والإعلامي المشهور والشاعر بالفصحى والعامية الأستاذ عبدالله ناصر العتيبي، وكذا الأستاذ سعدون هزاع، وكذا الأستاذ رجا العتيبي، والإعلامي في (إف إم) مساعد الثبيتي، والإعلامي عبدالعزيز العيسى، وغيرهم كثيرون أحصيتهم بـ12 كاتباً وإعلامياً، ومن الذين يحملون الدكتوراه من تلك القرية أربعة رجال، أما أصحاب الماجستير فيزيدون على سبعة، والأطباء ثلاثة، وغيرهم القانونيون والمتخصصون في الصحة وغيرها، كل هذا الزخم يأتي من قرية لا يزيد عدد سكانها الآن على الألف نسمة.

وحينما أكتب عن هذه القرية ومثيلاتها فإن الإشادة بعصر العلم والتنوير مطلب لمن أراد أن يحيا حياة كلها إنتاج ومحبة وتكاتف، وهذا ليس خاصاً بها وحدها، بل هناك قرى أخرى مثلها، لكن الغرابة في شبابها أنهم لا يمر اسم كتاب تاريخي أو رواية أو ديوان شعر فصيح أو عامي إلا ستجد من يقول: قرأته وفيه كذا وكذا وألاحظ كذا وكذا، عندها تحس أن تلك القرية بشبابها يعيشون عصر الفكر والعلم.. وفق الله الجميع.

 

 

 

 

    

رد مع اقتباس