*
**
.. مدخل ..
" الأطفال يتعاملون بفوقية .. مع من يتعامل معهم بدونيـّـة "
لايكاد يخلو سؤال كـ..هذا " عندك أنشودة " .. لبعض مقدمي البرامج لدينا عندما يقابله أحد الأطفال في برنامج ما .. ونجد الطفل يتبرّم أحياناً من هذا السؤال فـ..يقذف بما لديه من محفوظاته التي ربما لاتتناسب مع الحدث أو لاتتناسب ربما مع ماينشده المشاهد والمتلقي .
كما نجد أن بعض مقدمي تلك البرامج يقدّم هذا السؤال التقليدي والذي يعتبر من .. الموروثات الإعلامية .. لدينا عند مقابلتنا لأي طفل ، وكأن مالدى الطفل لايتعدى أن يكون " أنشودة " .
كنت قد شاهدت بعض البرامج التي تحاور الطفل كـ..برنامج " غوسبي " للمثل الامريكي الكوميدي الشهير ، والذي كان يشارك في " شارع السمسم " النسخة الإمريكية .. وهناك أيضاً برنامج فرنسي أيضاً يتحاور مع الطفل وهو بنفس الطريقة وبنفس الآلية .. ولقد إطلعت على أن تلك البرامج تخضع لتخصصية في اختيار الأسئلة واختيار محاور النقاشات مع الأطفال .. فنجد في هذه البرامج مايجعلنا نقول " واااااو " معقول أطفالهم بهذا الذكاء .. واين أطفالنا من ذلك ..!!!
في الحقيقة .. نحن من قولب أطفالنا بهذا القالب " الرتيب " حتى جعلنا منهم " دولـّلي الإعلام " حوارات مستنسخة منذ الزمن الغابر .. وأيام الأبيض والأسود .. كل شئ يتغير إلا ذلك السؤال .. " عندك أنشودة " لم نحاول أن نتحاور مع الطفل حوار يرتقي به وبنا بل كبـّلناه بأسئلة " تنبئ عن تدني في فهم عقلية الطفل " .. الطفل كـ..ِشئ صغير نعم .. ولكن ليس كعقل صغير .. فـ..بعض الأطفال يفوق تفكيرهم من يكبرهم بكثير .
إطلاق العنان لتفكير الطفل من أهم العوامل لاكتشاف مالديه .. ولقد إتخذ - المجلس المختار للترويج لصحة الطفل في أمريكا عام 1981م - شعار " يمثل الأطفال ثلث سكان العالم ، ولكنهم يمثلون المستقبل بالكامل " .. مقولة كـ..هذه عندما يتم تبنيها في برنامج ترويجي للصحة ، هو من أهم دواعم التحفيز للأطفال نحو الأفضل والأمثل فالأطفال عندما نتعامل معهم كنواة حقيقية يجب أن نتعامل معهم بغير تلك الطريقة التقليدية والتي أكل عليها الزمن وشرب ولفضها بعيداً حيث يجب ألاّ تـُـجتـَر إلى أطفالنا .
وضعنا اليوم و فكرنا و ثقافتنا ما هي إلا ترسبات من الماضي لا نحاول أبداً نفض الغبار عنها و تمحيصها بغربال العقل ، التلقين في المدارس و المنازل و المساجد لابد و أن نقف معه وقفة حقيقية ، منذ فترة استمعت بالصدفة لبرنامج إذاعي على MBC Fm
يتحدث عن مشكلة التلقين و في المناهج .. كان الاتصالات و المشاركات تبشر بخير لكن المشكلة أن أي فكرة يملكها أي فرد في المجتمع ستصطدم و لابد بالبيروقراطية الإدارية ..
الاستهبال الاعلامي لدينا لايتوقف فقط على التعامل الاستعباطي مع الاطفال بل حتى مع الكبار ...
فمثلا قد تطل علينا من المشغل النسائي عفوا اقصد " القناة السعودية الأولى" مذيعة أو مقدمة البرنامج تخفي ملامحها خلف طن من " الميك آب" وتستر"شوشتها" شعرها بالحجاب اللاحجاب ..وتسأل الضيف الكاتب :
ماشعورك حين طبعت اول كتاب لك ؟
سؤال في منتهى السذاجة ... وبطبيعة الحال سيكون رد الضيف :
شعوري كشعور اي مواطن سعودي طبع اول كتاب في حياته .... الخ
سؤال ممجوج وإجابة أكثر " مجاجة"
ياله من سؤال ويالها من إجابة ....وياله من مشهد ممل ومتكرر ..
ذات يوم مسكت كرة بنت أخي الصّغيرة وأرادت أن تأخذها مني فقلت لها إذا جاوبتي على هذا السّؤال بعطيك إياها . والسّؤال :
" ليش لمّا أقذف الكرة لفوق بتنزل على الأرض ولاتصعد للسّماء؟ "
الغاية إنها تفكّر مثل نيوتن ولكن بعد 10 محاولات منها وإعادة السؤال وتوضيحه 100 مرة أجابتني :
" بتقع على الأرض عشان أخذها منّك "
وعندها قررت أن أسألها دائمًا هكذا أسئله فلعلّها يومًا ما تكتشف الجاذبية .
نحن لا نأخذ من الأمريكان إلا تفاهاتهم الغثة ؟
فيا ليتنا نأخذ منهم مثل هذا مما يفيدنا و يصلح حالنا !!
مقال أعجبني
كليوباترا
وهنالك سؤالان آخران...
مين تحب أكثر ماما ولابابا؟؟
وش ودك تصير لاكبرت ؟؟