بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيـن
في البدايه أذكر لكم نبذة تاريخيه عن الفلسفه:
الفلسفه هي كلمه زُرعت وتربّت في اليونان فهي يونانية الاصل والمنشأ
عندما نعرّب - كعادتانا التعريب لا الابتكار - كلمة فلسفه فهي تعني الحكمه , ورًبطت هذة الفلسفه بالمنطق ولكن هذا لا يعني انا هناك فلسفه و منطق , ولكن ان هناك فلسفه تتطلب وجود المنطق ,,فلا فلسفه بدون المنطق .
الكل منّا يعرف أفلاطون ولكن بحديثي هذا سأعرج على طاليس عالم الرياضيات والفيلسوف الشهير , قال طاليس ان الزلازل والبراكين وحالات البحر من مد وجزر وعواصف انما هي نتيجة لقياسات دقيقه وقوانين معقده تخضع لها الطبيعه ولا وجود لما يدعية بعض الانام من رب وآلهه !!!
اتي ارسطو - على ما اعتقد - من بعده ليقول طاليس فيلسوف ولكن بلا منطق اذن تسقط فلسفته ..
ورد ارسطو على كلام طاليس بسؤال قائلاً : من وضع هذة القياسات ؟؟فكيف تهدأ العاصفه وبأي قياسات ؟؟
طاليس عالم نعم ولكن هناك شيء من الالحاد في فلسفته فهو يرجيء كل شيء لقياسات ونسب وقوانين وينفى وجود الاله ,, وارسطو صاحب منطق فالمنطق يقول (يا طاليس من وضع هذه القياسات ؟؟ )
إنما افلاطون يُعرّف الفلسقه على انها عالم الأفكار قاصدا بالفكرة الأساس اللاشرطي للظاهرة .وعرفت فلسفاته من خلال مخطوطاته التي جمعت الفن والشعر بالفلسفه والحكمه وناتج عملية الجمع هذة هو ما يسمى الابيغرام وهو عبارة عن قصيده قصيره منتهيه بحكمه وقد تكون حكمه ساخره على طريقته .
اما ارسطو فإنه يُعرّف الفلسفه على انها الجواهر قائلاً : علم الجوهر الكلي لكل ما هو واقعي . ومن هذا التعريف ومن ما دار بين ارسطو وطاليس نعلم ان ارسطو يشترط وجود المنطق - والمنطق هو الواقع -
نجد ان هناك اختلاف في تعريف الفلسفه بين المعلم والتلميذ وهذا الاختلاف ناتج من ان افلاطون يبدأ من الفكره ودراستها ومن ثم يتجه لارض الواقع ليبحث عن مثال حي لفكرته . اما ارسطو فأنه يبدأ من ارض الواقع ومن شيء حي امام عينيه ويسبغ عليه الدراسات والاستنتاجات ليصل لحل لما هو امامه .
في نظري ان كلاهما صحيح ولكن لكلٌ منهما فلسفته وان كنت ارى ان ارسطو هو التلميذ الذي غلب المعلم .
الفلسفه لم تقتصر على علم بل كانت موجوده في شتي مجالات العلم والحياة فحتى في الدين كان للفلسفه وجودها .
وموقف الاسلام من الفلسفه ومن هم الفلاسفة المسلمون فهذا حديث يطول فيه الكلام ولكن اذكر موقف ابن تيميه انه ندد بها وعارضها كذلك ابو حامد الغزالي في كتابه ( تهافت الفلاسفه ) ,,
وهناك من كان كابن رشد واخوان الصفا وابن سينا من حاول التوفيق بين الدين والفلسفه وهناك فئه قائلة ان يتم التصديق الدين فيما يجب التصديق به ويتم تصديق الفلسفه فيما يعلق بامورها ولكل منهما مناطق نفوذ لا يجب ان يتعدى احد عليها , وجاء أبو سليمان المنطقي ، فقد عاب على إخوان الصفاء منهجهم وقال انهم يوفقون عبثا.
وهناك فلاسفه امثال بيكون قالوا ان الدين يبتديء عندما ينتهي العلم , وقسم العالم الى قسمين الشهادات والغيبيات اي ان العلم يقتصر على عالم الشهادات ويقف عند الغيبيات التي لا يستطيع العقل البشري فهمها بل يؤمن بها كما جاءت ..
واعتقد ان بيكون هو القائل ان ارسطو ليس اله انما يخطيء ويصيب وذلك لا الناس ذهبوا بارسطو مذهب الاله ومجدوه و وضعوه على العرش واثبت ان هناك اخطاء في نظرياته واهمها النظريه الخاصه بالاجسام الثقيله والخفيفه ونظرية الماء واللبن .
والامام مالك هو من فرّق بين الفلسفه والسفسطه , فكان اذا سُأل عن مسأله قال هل ينبني عليها عمل او لا , فإن كان ينبني عليها عمل افتى وان لم يكن تركها .
( السفسطه او الفسطانيون : هم الذين يجادلون جدالاً واسعاً ويبحثون بحوثا معقدة بلا ثمرات وفوائد مذكوره )
حتى نبيّن ماهو المنطق؟ المنطق هو علم فلسفي يبحث في تماسك القضايا و الكلام ، التعريف الدقيق للمنطق موضع جدال إلا أن هناك اتفاقا على ان المنطق يحاول أن يقدم مؤشرات قد تكون صحيحة او خاطئة ليميز بين القضايا و الحجج الجيدة من السيئة .
أخيراً ( إذا كان المنطق غائب اذن لا يوجد فلسفه )
قد اطلت الحديث في الفلسفه و وجود المنطق واعتذر جداً لاطالتي ، ولكن دعوني اعترف لكم بأني اطلت لمحبتي الشديده للقراءات الفلسفيه وان كنت لا اطبقها.
هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين