أكثر من 250 مليون ريال خسائر ملاك الإبل بالدواسر
مبارك سيف - وادي الدواسر
تم إغلاق عدد من المحطات والمحلات التجارية القريبة من جثث الإبل النافقة بوادي الدواسر بسبب انبعاث روائح كريهة وانتشار البعوض بشكل كثيف والذي شكل تهديدا للبيئة ونقل الأمراض إلى البشر، وقد قام عدد من ملاك الإبل بالانتقال من محلاتهم إلى مناطق أخرى خارج المحافظة نتيجة تلك الروائح القوية. وقال عدد من ملاك الإبل إنهم لن يسمحون لأحد بإحراق أو طمر الجثث الخاصة بالإبل حتى يحصى العدد الكلي لهذه الكارثة. وتساءل المواطن عبدالرحمن آل وثيله عن دور بلدية محافظة وادي الدواسر والذي وقفوا موقف المتفرج من هذه الكارثة حيث يعتبر هذا اليوم هو اليوم التاسع منذ نفوق الإبل نتيجة المرض الذي لم يكشف عن مسبباته حتى الآن ولم تصل نتائج تحاليل وان البلدية تحاول حرق أو طمر الجثث النافقة المنتشرة على جنبات الطرقات العامة بوادي الدواسر. متسائلا في نفس الوقت عن دور زراعة الدواسر الذي لم تبلغ المواطنين عن سبب نفوق إبلهم وهل المرض يعد من ضمن الأمراض المعدية للمواشي أم لا. وتحدث المواطن ملفي فهيد محسن الفهادي والذي نفق من إبله حتى الآن ( 72 ) رأسا بينما لا يزال جميع الإبل مصابة وعددها ( 136 ) وشكر في مقدمة حديثه خادم الحرمين الشريفين على المكرمة الكريمة والذي لا تستغرب من ملك الانسانية والأب الكريم الراعي لشؤون شعبه في هذه البلاد الطاهرة التي فضلها الله. وقال الشيخ عالي بن نجر بن مصيبيبح الذي رفع شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة التي ترعى المواطن حق الرعاية الكاملة وتسهر على راحته، مشيرا بأن الملك يرعى العالم الإسلامي ويتألم لآلامهم ويفرح لفرحهم.
وطالب ابن مصيبيح بسرعة الكشف عن نتائج التحاليل المخبرية للإبل النافقة والمصابة التي لها أكثر من ( 10 ) أيام منذ بداية الكارثة متسائلا عن هذا التحفض من قبل وزارة الزراعة التي لم تحصل مثلها في التاريخ من قبل وكشف الحقائق للمواطنين وملاك الإبل. وتحدث مالك الإبل وأحد المتضررين من تلك الكارثة والذي قال إن هذه كارثة حقا مؤكدا نفوق أكثر من ( 1000 ) رأس من الإبل ولا يزال أكثر من ( 4 ) مصابة بهذا الداء الخطير والفتاك مشيرا بأن الابل المريضة لا يرجى شفاؤها لازال هذا المرض في تزايد يوميا.
صوامع الغلال
ومن ناحية أخرى فقد تم تصديق اعتراف مورد النخالة التي سببت الكارثة في وادي الدواسر بأنه هو الذي قام بإحضار كميات من النخالة من صوامع الغلال ومطاحن الدقيق من منطقة عسير وتم إطلاق سراحه في حينه وفيما لا تزال العمالة المقيمة المسوقة لهذه النخالة الذي سببت الكارثة موقوفين لدى شرطة وادي الدواسر وعددهم ( 2 ) من الجنسية المصرية والشاحنات التي نقلت وجلبت النخالة محجوزة لدى الجهات الامنية حتى تاريخه وذلك لاستكمال الإجراءات النظامية. كشف العديد من النقاط التي توصل لمعرفة حقيقة هذا التسمم والكارثة التي حلّت بملاك الابل بوادي الدواسر والسليل.
وأكد محافظ وادي الدواسر منصور إبراهيم العرفج لـ "المدينة " انه حتى هذه اللحظة لم يصلهم أي تفاصيل عن الآلية المتبعة في صرف التعويضات لملاك الابل النافقة.
وأشار العرفج بأن عمل اللجان مستمر على مدار الـ ( 24 ) ساعة وسنزودكم بما يتجدد في هذا الشأن رافعا شكره نيابة عن أهالي محافظة وادي الدوار على سرعة إصدار هذا الأمر الملكي الكريم فيما يخص ملاك الإبل مؤكدا إن هذا الخبر اثلج صدور ملاك الإبل الذي فقدوا عددا من قطعانهم، مشيرا إن التحقيقات مازلت جارية في هذا الموضوع.
طمر الأبل النافقة
وأكد رئيس قسم صحة البيئة ببلدية وادي الدواسر المهندس فهد سعيد العثمان بأنه لم يرد بلدية المحافظة أي خطاب رسمي من وزارة الزراعة أو المحافظة بشأن إزالة أو طمر الابل النافقة. وأشار العثمان بأن هذا الإجراء يتطلب تشكيل لجنة من عدة جهات حكومية بالمحافظة لإحصاء عدد الابل النافقة والمصابة وأسماء أصحابها لكي يتسنى رفعها للجهات ذات العلاقة.
وأشار المهندس العثمان بأنه يخشى من التأخر في طمر وحرق الابل النافقة من حدوث كارثة بيئية وذلك من تصاعد الروائح وكثرة الحشرات الضارة ولفت العثمان إلى إن الذباب يهدد بنقل مرض ( التيفوئيد ) وهو مرض خطير ويسبب مشاكل للإنسان وأن استمرار وجود جثث الابل النافقة مرمية على الطرقات وفي عدد من الأماكن يهدد بنقل وتفشي الأمراض الوبائية في وادي الدواسر والهجر التابعة لها من المناطق الصحراوية الشمالية.
خسائر بالجملة
كما أكد عدد من سكان محافظة تثليث والتي تبعد من محافظة وادي الدواسر ( 180 ) كم إن هذا التسمم انتشر لديهم وقد نفق من جراء هذا المرض حوالى ( 70 ) راسا في المحافظة ولا تزال حوالى ( 200 ) راس مريضة فيما اكدد عدد من سكان مركز الامواه التابع لمحافظة تثليث إنهم يعانون من تفشي هذا المرض الذي أصبح مصدره النخالة على حد قولهم.
كما ارجع خبيران اقتصاديان بأن الخسائر لدى ملاك الابل في محافظة وادي الدواسر ومحافظة تثليث والمراكز التابعة لها تقدر حتى هذا التاريخ بـ ( 250 ) مليون ريال معللين ذلك بغلاء عدد من الابل النافقة التي تقدر بعضها الرأس الواحد ( 500 ) ألف ريال والبقية تتراوح ما بين ( 50 إلى 100 ) ألف ريال حيث ان ملاك الابل في محافظة وادي الدواسر يعدون العدة للاشتراك في المزاين الكبير الذي صدرت الموافقة عليه قبل شهر من هذا التاريخ من إمارة منطقة الرياض وتقرر إقامته بعد عيد الفطر المقبل .