المثل المشهور ((أكتبني يالشريف ابواردي)) قد عرفناه وسمعناه في مجالس ودواوين قومنا ونحن صغار ، وان السبب فيه هو طلب الشريف من يجيد الرماية ويسمى بواردي بين العرب أن يأتي اليه ويسجل اسمه وياخذ بعض من النقود وربما بندق ويعودى حين يحين موعد الثورة على الاتراك ، فلما علمت البدوان في ذلك ، توافدوا عليه طلبا للرزقة وكانوا يصيحون لوزير الشريف بقولهم ((سجل يالشريف ابواردي او اكتب يالشريف ابواردي)) كناية عن انهم رماة ماهرون ، وذلك حصرا منهم على المردود النادي وربما حصل أحدهم على بندق وعاد الى اهله من غير رجعة الى الشريف ، وخصوصا الأعراب منهم ، وكان احد من سجل معه عاصرته صغيرا قبل خمسين سنة وهو بالثمانين ، وهو من عشيرة الدهامشة من عنزة من أهل الحدود الشمالية . فأن قالها الشريف ابراهيم لأبيه فربما قالها وهو صغير بعد سمعها واشتهرت بين الناس ، ولربما أعجبه ما رآه من توافد الناس وطلب ذلك من ابوه . والله أعلم .