بسم الله الرحمن الرحيم
من قصص وقصائد اجدادنا التي دائما ما نجعلها عبرة ودروسا لنا في الحياةو هذا الطرح المتواضع.
غادر المرحوم عبدالله بن ناصر بن جار الله
آل دخنان الدوسري
( المولود تقريبا عام 1322 هجري , والمتوفى عام 1403 هجري عن عمر يناهز الثمانين عاما تقريبا) , قريته الحنابجه بوادي الدواسر, الى الخليج لطلب سبل الرزق في مهنة الغوص, كغيره من الرجال في ذلك الوقت.
وقد اشتاقت له والدته بعد طول غياب,
وبغريزة الأم وحنانها و ارسلت له رسالة( خطاً) . وقامت بحرق الجزء السفلي من زاويتها بالنار.
كان ذلك في تلك الفترة يدل على عدم الرضاء عن المرسل اليه.
قرأ احد اصحابه الرسالة عليه وبعد ان رأى الجزء المحروق, علم ان الوالدة غير راضية عليه, وبعطف الأبن البار , حزم حقائبه , وقرر الرحيل فورا والعودة الى الوادي ارضاءا لوالديه واحتسابا للاجر, ولعلمه ان ماعند الله خير وابقى.
كتب هذه القصيدة وارسلها لها ليبشرها بقرب عودته.
ونلاحظ جزالة الألفاظ, والمفردات الأصيلة , فقد عبر عن الأبل بالعيرات, بكره, هجن.
وايضا اشار الى هجن ابن ثاني والتي كانت مشهورة في ذلك الوقت وتنسب للشيوخ آل ثاني الكرام حكام دولة قطر الغاليه.
وكلمة تنشر لازالت تستعمل وهي بمعنى الخروج مبكرا, وعادة تقال عند الذهاب للنخيل باكرا.
وقد استعمل كلمة السيف ( بكسر السين) وهي تعني شاطيء البحر. وربما كان يقصد بها منطقة السيف في البحرين( المعروفه حاليا) .
وكلمة عصير , وهي تصغير لكلمة العصر, وهو وقت آخر العصر حين تكون الشمس بدأت في المغيب, ويبرد الوقت.
وابن جدول المذكور هو سعد بن محمد بن جدول الدوسري من الشرافاء الكرام, وقد كان لديه مجموعة من الأبل ينقل عليها المسافرين بين الرياض والوادي ومناطق اخرى.
وفي آخر قصيدته( وكعادة الشعراء) يمدح جماعته ( لآبته) آل دخنان ويصفهم بانهم يردون العايل ( الغازي).
ومشابه لها المثل المشهورفي وصف احدى القبائل: ( ذباحة الحايل ( اطيب الذبائح) نطاحة العايل.
يقول الشاعر رحمه الله
يامرحـــباً ذا سلام الــوالده جــانــي
وفرحتــنا يوم شفت الخط يقـــرونه
ان عـــاش راســـي واذا الله احيـاني
ان اشتري لي من العـــيرات مامونه
ان اشتري بكرة من هجــن ابن ثاني
تدعي مســـير السنـــه يوم يعـــدونه
تنشر من السيف لامن الســفر باني
وعصير مع قصر ابن جدول يحدونه
تلفــي على لابـــة تعـــزى بدخنـاني
ربـــع الا جـــاهم العـــايل يردونـــه
العبرة ان بر الوالدين يقتضي , ترك كل ما نحبه لما يحبونه, ولابد ان يعوضنا الله, عاجلا او آجلا
محبكم الدوسري
د. بتال بن عبيد الدوسري
1437/6/14