اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د/عبدالله الصبيح
حياك الله أخي سبهان وحيا والدكم الكريم
تسلمت البارحة (مساء الأربعاء) القصيدة من والدكم الكريم، ولأن مكانه في الشعر لايخفى لم أهنأ بنوم حتى قرأت القصيدة كاملة فاستمتعت بكل بيت فيها وأكبرت مافيها من معان إسلامية عالية وتسجيل تاريخي دقيق لمآثر الدواسر ومفاخرهم. ، ووالدكم حفظه الله وإن افتخر لم ينف الفضل عن غيره، ولم يدع الكمال للدواسر، كما أنه أكد على أن الفخر الحقيقي بالتقوى: تأمل هذه الأبيات كم فيها من جمال وسمو:
ولا عــز بغـيـر الله بـاقـي ولـو قالـوا وقلـنـا مكثريـنـا
ولا يعلا الرجل إلا بدينه وبالتقوى عسانا متقينا
أطعنا النفس ماطاعت هوانا وإلى استعصت تطاوعنا عصينا
حكمناها بحكم العقل حتى غلبناها وصرنا الغالبينا
ومن تقواه نفسه تستذله ويبقى بالمذلة مستهينا
أخي سبهان لو أن عصر المعلقات مازال قائما لكان لقصيدة الدوسرية مكان من بينها، إنها قصيدة باذخة، سبقت ماقبلها وأعيت من بعدها عن اللحاق بها، فلله در شاعر نظم أوابدها وصاغ غررها.
وأحسب أن هذه القصيدة السامقى سوف تطير في الدواسر كل مطار وينشدها صغارهعم وكبارهم وتعيد مجد معلقة سلفت إلا أن الفرق بينهما أن هذه غزيرة بالمعاني الإسلامية عزيزة بها وتلك جاهلية تستبيح الظلم وتعدها من أسمى مفاخرها:
ونشرب إن وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا
ولم يكتف اابن كلثوم بذلك بل زاد فقال:
إذا بلغ الفطام لنا صبي تخر له الجبابر ساجدينا
ولست أحاكم عمرا إلى قيمنا فربما كان في هذا ظلم له، فهو تحدث بقيم عصره وهو عصر حرم من قيم النبوة وأنواها.
واللوم يقع على من عرف نور النبوة فأعرض عنه ، وأعاد فخر الجاهلية واستحل غمط الناس وظلمهم.
شكرا لك وشكرا لأبيك حفظكم الله ورعاكم.
وقبل أن أودع القلم لي مطلبان لعل والدكم الكريم يـتأملهما وأظنه فاعلا إن شاء الله لما عهدته عنه من كرم
أولهما التسجيل الصوتي للقصيدة فهو أسرع انتشارا وأكثر متعة ويسمعها من لايحسن القراءة والكتابة، ويسمعها من النشء الجديد ممن لايحسن قراءة الشعر.
وثانيهما شرح الإشارات التاريخية الواردة في القصيدة حيث كثيرون يجهلونها .
وسملكم الله ورعاكم.
أخوك عبدالله الصبيح
الحميس 26 شوال
|
ولله انت يا دكتو عبدالله
فكتابتك هذه لا تقل إمتاعا عن القصيدة
بارك الله بك ولك