06-11-2008, 01:02 PM
|
#1
|
إحصائية
العضو |
|
|
الرياض تحتضن كرنفال الوفاء.. والإبداع (لجائزة الأمير الشاعر محمد الأحمد السديري ) بالصور .. !!
الرياض تحتضن كرنفال الوفاء.. والإبداع
برعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز
الأمير نواف مع عدد من أبناء السدراى
في مساء جميل توجه الوفاء وزينه الإبداع من خلال مقاطع مصورة لبعض روائع معالي الأمير محمد بن أحمد السديري -رحمه الله- رعى صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز الحفل الختامي لمسابقة شاعر العرب على جائزة الأمير محمد السديري وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز والأمير سعد الناصر السديري وأبناء الأمير محمد السديري تركي وسلمان وسامي ويزيد، وأبناء الأمير عبدالرحمن السديري وعدد كبير من أسرة السديري ومن أحفاد الأمير محمد السديري -رحمه الله-.
وتضمن الحفل كلمة للواء تركي بن محمد السديري جاءت ضافية ووافية - رغم أنها مرتجلة- حيا فيها راعي الحفل والجماهير الحاضرة وتحدث عن الجائزة وهدفها السامي.
وقد كان مذيع الحفل الزميل محمد الشهري متألقاً كعادته وقد نجح في جذب الجماهير وشد الانتباه إلى كل فقرة قدمت في هذا الحفل.. ومن ضمن الكلمات التي ألقيت كلمة للدكتور صالح السبعان وكلمة للشاعر الكبير عمير بن زبن والتي بدأها بعد الترحيب بسمو الأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز وأصحاب السمو والجمهور الحاضر قائلاً: لقد كان لي شرف التعرف على أبي زيد منذ طفولتي ثم لازمته ونادمته كثيراً في شتى مجالات الحياة منادمة القريب الغالي.. للقريب الغالي وذلك امتداداً من ملازمة ومنادمة والدي الشاعر الكبير زبن بن عمير - رحمه الله- لأبي زيد عشرات السنين منذ ريعان شبابهما، ولقد كان كل منهما قريباً من الآخر باستمرار حتى لو بعدت بينهما الديار، فكان كل منهما يحاكي الآخر شعراً ونثراً متبادلين الآراء والمشورة حتى فرق بينهما الموت، أسأل الله لهما ولجميع المسلمين أجمعين الرحمة والغفران.. ولقد عرفت معالي الأمير محمد -رحمه الله- معرفة تامة لدرجة خولتني أن يبوح لي بأسراره عندها عرفت فيه أموراً عدة.
عرفته شجاعاً فعلاً لا قولاً
وكريماً فعلاً لا تصنعاً كريماً بجاهه وماله
وعاطفياً جداً حيث كان يتأثر بصدق لأي إنسان يراه يمر بمصيبة حتى لو لم يعرفه.
عرفته وفياً ومخلصاً للرفيق حكيماً في المسائل الصعبة ذا نظرة ثاقبة وتوقعات صائبة
عرفته متحدثاً لبقاً ومنادماً جذاباً..
وشاعراً امتهن الشعر فأعطي حكمته، ويكفيه فخراً بذلك أنه أول شاعر شعبي بالجزيرة العربية كلها تورد أبيات من شعره في مؤتمر الأدباء العرب الذي انعقد في بغداد في التسعينيات من الهجرة بالرغم من أن المؤتمر يختص بالشعر الفصيح حيث كانت الأبيات التي قيلت في ذلك المؤتمر:
لولا الهرم والفقر والثالث الموت =يا الادمي بالكون يا عظم شانك
سخرت ذرات الهوى تفهم الصوت =وجعلتها اطوع من تحرك بنانك
جمادٍ تكلمها وهي وسط تابوت =تعطي وتاخذ ما صدر من بيانك
وعزمت من فوق القمر تبني بيوت =من يقهرك لو هول طويل زمانك
لولا الثلاث وشان من قدر لقوت = نفذت كل اللي يقول لسانك
ثم إن كثيراً من الأدباء قالوا عنه إنه الشاعر الذي طرق الرثاء والمديح والحكمة والفخر والحماسة وأجاد وتغزل فسلب الفؤاد. ولأعماله الحكومية منحى آخر ولكن يكفيه أنه حصل على أكبر وسام وهو أن أسد الجزيرة الملك الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته- وهو المعروف عند دهات وسياسيي العالم أجمع بأنه الملك المشهور بفراسته وذكائه وعبقريته يختار جلالته -رحمه الله أبا زيد- ليوليه مناصب مهمة جداً شمال وجنوب المملكة في وقتٍ عصيب إضافة إلى أن أبا زيد كان في ريعان شبابه في عشرينيات عمره ألا يدل هذا أن الرجل الراحل نادراً جداً.
أما صفات أبو زيد الإنسانية الأخرى فهي كثيرة هو بحر من الإنسانية ولكن سأختصر منها ما يكون من هذا البحر أو ما وقع عليه بعض نظري من هذا البحر الإنساني المترامي الأطراف. هو عاطفي كما أسلفت محب بمن يتصل بهم بصلة رحم أو وفاء أو صداقة وهو أيضاً من باب الوفاء، وأتذكر طالما أن سمو الأمير سلمان حاضر في ليلة الوفاء هذه والشيء بالشيء يذكر.. أن أبا زيد في ليلة من ليالي عام 1387 هجرية كان يسكن في منزل الأمير سلمان بالمعيزيلة والأمير سلمان -حفظه الله- بقصره العامر في الرياض وكان رحمه الله قد بيت النية من قبل المغرب بزيارة الأمير سلمان لمحبته الكبيرة في قلب محمد السديري ولكن صادف أنه لم تكن هناك سيارة تقل الأمير وبعد تفكير ولسرعة البديهة والذكاء قال لي يا عمير معك ورقة أو مذكرتك الصغيرة حيث كنت وقتها موجوداً عند معاليه وكنت انتظر ذهابه لأقود سيارتي الخاصة وأذهب أنا لمناسبة كنت مرتبطاً بها فقلت نعم موجودة المذكرة فقال اكتب ما أمليك وقال:
يا عمير ما جا لنا السواق =ونفسي تبي شوف غاليها
وش العمل هات يالبراق =مادام نفسي ممنيها
انا نجي كامل الاخلاق =امير نجد وضواحيها
سلمان له خافقي يشتاق =وشوفة لروحي يسليها
أخذ من الجود له مالاق = وللجود رجله مماشيها
نجد بلياه دون رواق =نور الرياض وسكن فيها
ماني منافق ولابواق =من حب سلمان نغليها
يا عمير من لامني ينعاق =وروحي لسلمان مهديها
ففهمت قصده وقلت له حالاً هذه سيارتك يا بو زيد وأنا جاهز ثم توجهنا لسموه الكريم في قصره وقد أجبت معاليه:
أمير يا زاكي الاعراق =ورجلك سريعه خطاويها
حيثك لكسب الشرف عشاق =واهل المعالي مهاويها
والموتر ابشر يبي ينساق =وتاصل ونفسك تهنيها
في شوف امير يعز اعناق =واعناق من خان يحنيها
شهم رقا المجد دون ارهاق =سلمان يصعد معاليها
سلمان عن موطنه فهاق =كل الشرور وبلاويها
حكيم لفعل الفخر سباق =يعمل لنجد واهاليها
ومن لامكم فاله الاحراق =يحرق بنار يصاليها
فاتذكر أمانة أنه الله يرحمه عندما سمعها قال حرفياً عشت ولدي مدها..
أما من بعض جوانب كرمه فهو رجل سابق جاهه بإصرار معتمداً على قوة إيمانه بالله ثم بأسلوبه الجذاب للذين يتحدث معهم في مثل هذه الأمور، ولمكانته ولحب الناس له فقد كان ناجحاً بجاهه في جاهيات القصاص وقبول الدية، وبفضل الله ثم بفضله كان -رحمه الله- قد أعتق تسع رقاب فعلاً لا قولاً، هذا ما عرفته أنا فقط.
وذات يوم كان - الله يرحمه - يسير بسيارته في البر ومعه عدد قليل من أخوياه بالسيارة، وكان البدو هاك الأيام في المندى، وبينما هم سائرون إذ شاهدوا عن بعد صاحب سيارة قديمة (وايت ماء صغير) يسمي وارد صحنان أو (حصنيه) وإذا بصاحبها مرة ينزل تحتها ومرة يدور حولها، ويتلفت فعرف -الله يرحمه- أن صاحب السيارة متعطل ولا عنده أحد، فأمر السائق بالاتجاه له، وعندما وصلوه سلم الأمير عليه ولم يرد السلام لأنه كان يفك أمية السستة فترجل أبو زيد من السيارة وسار باتجاهه، وقال له باللهجة العامية:
يا رجل وش علم هالمبروكة..؟
فالتفت ثم نهض من تحت السيارة وصار ينظر بالأمير ثم قال: بالله أنت أبوزيد؟ قال الأمير: ماني هو بس سيارتك وش فيها؟
ثم فكر شوي وقال اعلمك وش فيها هذا ما فيها وارتجل الرجل ثلاثة أبيات قال فيها:
حصنية وقفت بالقاع =قشرا تذلهب تقل حيه
يامير يا ذابح المرياع =ماهوب يذبح رباعيه
هنيت من فروته تنباع =واشري قلن زيت واميه
فضحك الأمير، وأخذ مبلغاً من المال، وقال خذ يالشراري اشتر قلن زيت واميه وفروة جديدة بدل فروتك هذي والباقي لك خرجيه.. وقد عرف أخويا الأمير عندما سألوا عن الرجل بأنه شراري فعلاً والشرارات لديهم ذكاء فطري قوي وسرعة بديهة لمن لا يعرفهم.
وأيضاً في إحدى الليالي، ونحن جلوس في بيت والدي -رحمه الله- وكان الحاضرون تلك الليلة بعد صلاة العشاء الأمير محمد السديري -رحمه الله- والشاعر والراوية الكبير منديل الفهيد -رحمه الله- والشاعر الكبير ناصر الفايز أبو علي -رحمه الله- والشاعر الكبير عبدالله بن عبيد الحربي المقلب بالبحر ودار الحديث حول حاجة وفقر بعض الأسر، ولكنهم من الذين يستحون أن يسألوا الناس إلحافا، فقال أحد الحضور إنه يعرف أسرة - طبعاً تلك السنة التي كنا فيها عام 1389هـ ما في بيتهم طعام سوى ماء وتمر، فصمت الأمير -رحمه الله- قليلاً ثم غير الموضوع، وبعدما ذهب الجميع وتأخر معاليه -رحمه الله- إلى أن نهض آخر واحد من عندنا، بعدها نهض أبو زيد يريد أن يذهب وحين كنا عند الباب نودعه ووالدي -رحمه الله- قال: يا عمير بكره الصبح لو سمحت تأخر عن الدوام ساعة أبيك ضروري وكان مقر عملي تلك السنة ديوان الموظفين العام (وزارة الخدمة المدنية حالياً) فأتيته وإذا هو قد أغلق ظرف رسالة وقال هذا فيه فلوس يا عمير يا ولدي أمانة لا أحد يعلم، اذهب للبيت الذي وصفه لك فلان البارح كنا نسولف عنه عندكم، ثم ارمه من خلف السور بعد ما تطق الباب ثم انطلق بسيارتك عشان ما حد يعرفك، وسلمني الظرف إياه وأنا لا أعلم كم في داخله حتى الساعة.
أما عن شجاعته فحدث ولا حرج، وقت الشجاعة هو رجل لا يهاب الموت، وأما عن حنكته في حل القضايا الصعبة فهناك الكثير وليت الوقت يسمح فأذكرها، ولكن كتب التاريخ وقيادته للجيوش قد كفتني بعضاً منها.
كذلك أعرف أنه رجل يكره الظلم، وحادثة لا أريد أن أذكر تفاصيلها الطويلة ولكن يكفي أنه بذكائه في أيام كان وقتها على رأس العمل بالإمارة في أحد المناطق حيث كان هناك مسجون كان هو عرف - رحمه الله- بأنه مظلوم، فأخرجه وثبتت براءته بالرغم من دهاء الظالم، وما حيك حول المظلوم من أقوال أرفقت بالمعاملة الرسمية، وقد قال -رحمه الله- ينصح عن الظلم:
الظلم يا هل الظلم لا تظلموني =خوفوا ترى سطوات ربي مخيفة
هنا.. أعتذر لكم عن الاستمرار بالحديث عن أبي زيد الذي وإن كان ممتعاً لي بعضه إلا أنه أيضاً مهيج لحزني في جوانب أخرى كثيرة، فصدقوني إن قلت لو أن هذا المقام والراعي الحفل والمكان والمناسبة غير هذه المناسبة لما أهجت الذاكرة ونكأت جرحاً كان قد اندمل في فراق الأب والصديق والنديم معالي الأمير الراحل محمد الأحمد السديري، كيف لا وأنا إن ذكرته رأيت وجهين أمامي وهما زبن بن عمير -رحمه الله- ومحمد السديري - رحمه الله.
لتعذروني على إطالتي وتقصيري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وألقى بعده الشاعر تركي الميزاني قصيدة بالمناسبة نالت استحسان الجميع
ثم أديت العرضة السعودية، وأعلن مذيع الحفل أسماء الفائزين من الثامن إلى الخامس وهم:
المركز الثامن: الشاعر خالد الحميداني المطيري.
المركز السابع: الشاعر نصار السويط من دولة الكويت الشقيقة.
المركز السادس: الشاعر مسعود المقاطي العتيبي.
المركز الخامس: علي سالم العتيبي.
ولشد الجماهير للحدث النهائي، قال المذيع محمد الشهري: ستؤجل الإعلان عن المراكز المتبقية إلى ما بعد فاصل من فن السامري.. وبعد الفاصل أعلن عن أصحاب المراكز الأربعة، وهم:
المركز الرابع: الشاعر محمد بن مبارك الصخابرة الدوسري.
المركز الثالث: الشاعر فلاح بن مبرد الحميداني.
المركز الثاني: الشاعر سعد الأكلبي.
المركز الأول: الشاعر سلطان الهاجري.
ثم قدم لسمو الأمير نواف بعد تسليمه الجوائز للشعراء ومن قبلهم أعضاء اللجنة الـ(7) بعد انسحاب العضو مطلق الشلاحي هدية تذكارية عبارة عن سيف مذهب، ثم انتهى الحفل المبهج بتصفيق الجماهير الحاضرة لنزاهة التحكيم وحكمة أبناء محمد السديري في تدارك الأمر وتعديل مسار المسابقة إلى ما يليق بسمعة وتاريخ هذا العلم الذي حملت اسمه.
|
|
|