هل تقودنا الأسعار إلى تغيير المسار؟
ناصر عبد الله الحميضي
هل تقودنا أسعار المواد الغذائية وبالذات الأرز وما وراءه من طمع وجشع الشركات هناك خارج الحدود إلى تغيير مسارنا كليا سواء من حيث الاستيراد أو النظر في منح التسهيلات للتجار وما قابله من عدم المبالاة بارتفاع الأسعار أو زيادة المشاريع الاستثمارية والإنمائية خارج الحدود لصالحنا ولصالح من بداخل حدودنا وخارجها أيضا؟
هل نبدأ من صوت رعود هذه المشكلة لنزرع على أمطار غيث قادم ونتقي صواعقها وكوارث نتائجها؟
سأقرأ بعض تصريح المسؤول الهندي في كلمة قالها هنا في الرياض في وسط التجار وبين أكياس الأرز المستورد من بلده بأسعار مرتفعة وبأكثر من 30% سأقرأ تصريحه واقتراحه ورأيه حول بلاده وشركات بلاده وتجارنا أو لنقل بعض تجارنا، وتوجيهه لنا وهو المسؤول المنتفع من صمتنا لو سكتنا ووقوفنا لو وقفنا وجمودنا أيضا لو جمدنا ولم نأخذ برأيه.
هذا التصريح نشر في هذه الجريدة في الصفحة الاقتصادية، يقول نص التصريح (دعا مسؤول هندي رفيع المستوى رجال الأعمال السعوديين، إلى الاستثمار في مجال زراعة وإنتاج الأرز في الهند، وذلك لفك احتكار بعض الشركات الهندية وتحكمها بالأسعار، ولتجاوز حدوث أزمات في أسعار الأرز مستقبلاً، منوهاً إلى أن أسعار الأرز المرتفعة قد تستمر بهذا الشكل خلال المرحلة المقبلة.
وأرجع كي أس موني رئيس تطوير التصدير ومعالجة المنتجات الغذائية والزراعية في وزارة التجارة الهندية خلال لقاء نظمته غرفة الرياض أمس، ارتفاع أسعار الأرز في بلاده هذا العام إلى............ الخ).
وماذا قال المسؤول الهندي عن التجار السعوديين أيضا وموقفهم من ارتفاع الأسعار، أي بمعنى أوضح ما ردة الفعل؟
هذا ما قاله عن تجارنا .
(وأوضح موني أن الحكومة الهندية لم تتدخل تجاه زيادة أسعار الأرز التي يصفها البعض بغير المبررة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المستوردين السعوديين لم يصدر منهم أي اعتراض تجاه زيادة الأسعار).
أليس للتجار ردة فعل ولو بسيطة؟ أليس هناك إمكانية تحجيم طمع الشركات التي تقف حائلا بين المزارع الهندي وبين المستهلك السعودي، وهل هناك إمكانية لتغيير الكتلة الوسط وأعني التاجر والشركة ليحل محلها أي نظام عالمي ونحن في وقت عولمة التجارة، هل هذه الكتلة الوسط والمعوق ستبقى حتى في ظل العولمة التجارية؟
وماذا نريد أن نعمل بعد هذا؟ أو لماذا تأخرنا إلى هذا الوقت؟
لكن لعل من يبدأ في طريق التنفيذ لم يتأخر ولا يعتب عليه، لكن علينا أن لا نبدأ في التفكير من الصفر في وقت فات وقته وحضر وقت العمل .
وهذا نص مقتطع أيضا وهو بلا شك بداية الطريق نحو مستقبل إنتاجي واقتصادي آمن ومنوع: (وبيَّن الدكتور منصور الكريديس بأن هدف هذا اللقاء هو تعزيز وترسيخ العلاقة بين رجال الأعمال في البلدين وبحث سبل تطويرها ودراسة أمكانية الاستثمار الزراعي في الهند وسبل دعمها فضلاً عن تحديد أهم المعوقات والصعوبات التي تعترض زيادة حجم التبادل التجاري بينهما).
وهذا بلا شك يفتح مجال التفكير الجاد في مجال التعاون في إيجاد مشاريع زراعية وتسهيل وجود المشاريع في عدد من الدول العربية وغير العربية كالسودان ومصر والعراق وسوريا وأستراليا وباكستان وغيرها وبالطبع في الهند.
إن خطواتنا المستقبلية تحددها قناعتنا وتنفيذنا لفكرة توسيع الأنشطة لما يحقق الأمن القادم فلا تتكرر المشكلة ولا يستغل الوضع ويسجل ضد مجهول.