تجديد الأثاث عادة موسمية والسفر التزام دائم ..
السعوديون في رمضان.. إسراف حتى الاستدانة
الرياض - ماجد الحمود:
ظهرت مشكلة الأرز لتثير إشكالية اجتماعية يعاني منها السعوديون في جوانب مختلفة من حياتهم وهي الإسراف، فالأسرة تشتري من الطعام ما يفوق حاجتها بأربع مرات، وتأتي المناسبات والأعياد لتعزز من هواية الإسراف لدى كثير من السعوديين.
فهناك كثير من الأسر تجدد من أثاثها مع كل عيد رغم أن هذا الأثاث قد يؤدي الغرض لسنوات مقبلة، وأسر أخرى تعيد ترميم منازلها وهندسة الديكور مع أن المنزل بحالة جيدة لكنه الإسراف.
هنا بحث هادئ مع شرائح مختلفة من المواطنين حول نظرتهم لظاهرة الإسراف وخصوصا على موائد السعوديين.
بداية يرى محمد عليان - موظف حكومي - أن ظاهرة الإسراف لدى السعوديين لم يتم علاجها بالشكل المطلوب ولم تتصدَ لها المؤسسات الاجتماعية حتى أضحى الإسراف شكلاً من أشكال المجتمع لايمكن الاستغناء عنه، فالإنفاق يكون في غير محله والأسر تشتري أكثر من حاجتها، ويعتقد عليان أنه لو تم ضبط مصاريف الأسر السعودية لوفرت من ميزانياتها أكثر من 30في المائة تذهب في وجهات لم تستفد منها الأسرة ومن بينها الأطعمة التي يرمي بها المواطنون في صناديق القمائم.
وبدوره يعتقد خليل محمد علي - موظف حكومي - أن رمضان أكثر موسم يشهد إسراف الأسر في المأكولات مشيرا إلى أن الأسر تستهلك في هذا الشهر أكثر من احتياجاتها بل تستهلك أكثر من أي شهر آخر وهو ما يتنافي مع مقاصد هذا الشهر الكريم الذي يجب أن يكون شهرا لضبط النفس واللسان والمصاريف وإعادة ترتيب الأوراق ومحاسبة النفس ونهيها عن الهوى، ويعتقد على أن الغلاء الذي تشهده السوق حاليا يمكن أن تسيطر عليه الأسر بضبط مصاريفها وتحديد احتياجاتها.
ويتفق إبراهيم أبو خالد - موظف قطاع خاص - مع سابقيه ويرى أنه آن الآوان للحديث عن ظاهرة الإسراف بصوت عال و التي تغلف حياة كثير من الأسر السعودية، داعيا إلى ضرورة أن تتصدى المؤسسات الاجتماعية إلى هذه الظاهرة عبر تثقيف المواطنين وتعريفهم بخطورة التبذير وأن النعيم لا يدوم فأغتنم من أمسك ما يكفيك ليومك.
أما سامي الجهني - معلم - فيرى أن ضعف الوازع الديني قد يكون سبباً رئيساً للإسراف والتبذير داعيا إلى صيانة النعمة والتذكر أن هناك من لا يجد ما يسد رمقه، متهما بعض العادات الاجتماعية بأنها وراء الإسراف والتي تهيمن على المجتمع حتى أضحت شكلا من أشكال الحياة من الصعب أن يتخلى عنها بل قد ينعت من لا ينتهج بسلوكياتها بالبخل وغيره.
ويسدل الستار على جملة هذه الآراء فيصل العنزي منبها إلى تفشي كثير من الأمراض بسبب الإسراف حتى أضحى السعوديون موطنا لكثير من الأمراض بسبب الإفراط في الأكل ومن بينها السكري الذي يهدد كثيراً من المواطنين وبالأرقام.