عبد الوهاب المسفر
الطفرة المرتقبة
عبد الوهاب المسفر
في ظل النمو الاقتصادي الكبير الذي تشهده بلادنا الحبيبة فإن هذا النمو شمل جميع القطاعات والأنشطة التجارية وكان للعقار نصيب أكبر من هذا النمو حيث شهد العديد من الأنظمة والقرارات الجديدة التي تعد في صالح العقار كذلك نجد ان ارتفاع النفط في هذه الاشهر لهو مؤشر على وجود طفرة غير مسبوقة حيث وصل سعره الى أرقام عالية جدا . الحقيقة ان العقار يعد ركيزة وعاملا من عوامل النمو الاقتصادي في انحاء البلاد ولكن كيف يمكن لنا توقع مثل هذه الطفرة والاسعار في تزايد غير معقول ومن سيحقق أحلاما من ينتظر هذه الطفرة التي نسمع عنها دون الوصول اليها. الجميع يعلم أن الهدف الحقيقي لكل مواطن هو ان يكون لديه مسكن خاص به وليس له علاقة بهذه الطفرة ان لم تشمله في تحقيق طموحه.
نسمع ونشاهد الكثير والكثير من المخططات التي طرحت شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في كل منطقة من مناطق المملكة ورغم هذا فالأسعار ملتهبة وفي ازدياد والمواطن ينتظر الفرج ولكن (لا حياة لمن تنادي) أنا أقصد من هذا كله أنه يجب على كل مستثمر وعقاري كبير ان ينعش تلك المخططات ببنائها وعرضها بالسعر المناسب دون أن يكون هناك ضرر على الاثنين ولكن الواقع أننا نشاهد مخططات خالية من البناء . أعتقد أن بقاء مثل هذه المخططات للأعوام القادمة دليل على أن البعض لديه افراط في حب الذات فهو لا يحب إلا نفسه وديننا الحنيف يحثنا على التعاون والتكاتف وحب الآخرين كما نحب أنفسنا ، ونحن نرى هذا على الواقع متجذرا في الكثيرين ، ولعلي اصل الى واقع الحال وهو ان الغني يبقى غنيا والفقير يزداد سوءا فمن المنقذ لمثل هذه الأسر التي تنتظر الأحلام والطفرات وكل هذا في الهواء والمستفيد الأول من هذه الطفرة هو من يملك الاموال ،بينما يزداد الفقير فقرا وحسرة . نحن نأمل في الخير أولا في الله ثم في الشركات التي ستحط رحالها في سوق العقار سواء أجنبية أو محلية ونرى أنها ستوجد منافسات قوية فيما بينها لجذب الآخرين اليها وهذا لا يأتي الا بحفظ الأسعار على مستويات لم تكن في البال ولا حتى في الخيال . لماذا نبقي على حب الذات دون النظر الى حاجة الآخرين لم اشاهد عقاريا ولا رجل أعمال إلا القليل النادر يطرح مشروعات بأرخص الأثمان، ولكن ما نشاهده في الواقع ان الربحية في المقدمة وبنسب عالية ثم طرحها للآخرين بالسعر الذي يرونه مناسبا دون النظر هل تحقق لمثل هذه الشريحة آمالها وطموحاتها أما ان الخيال سيأخذهم الى أن يساقوا الى مثواهم الاخير.
ألم يعلم هذا الغني ان الحياة مرة واحدة وأن ما يقدمه من أعمال وما يصل اليه من مكانة سيكون مصيره هو مصير الغني الذي بقي ينتظر هذه الفرحة التي يسمع عنها وهي الطفرة القادمة. فهل تتحقق هذه الطفرة أم تكون العكس وتكون نكسة؟ وتذكر يا أخي ان رمضان يكون الانسان فيه أكثر ميلا الى الخير بعيدا عن الشر فماذا سيرى هؤلاء من تلك الأسماء الرنانة.